عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
تحدث السيد القائد في المحاضرة الرمضانية الحادية والعشرين عن فضل العشر الأواخر من رمضان، التي فيها ليلة القدر، محذرا من الملل والفتور والتقصير في أداء العبادات لله، وأن يستفيد الإنسان من كل شهر رمضان كموسم عظيم من أوله إلى آخره، وأثره في الإنسان كبير لإصلاح نفسه وارتقاء نفسه، وأصبح أكثر قربا من الله، وأكثر قربا من القرآن الكريم، ومن الأعمال الصالحة المقربة لله، وأن يكون الإنسان أكثر إقبالا والسعي لما بقي من هذا الموسم، واغتنام الفرصة في التوفيق لنيل ليلة القدر، والتي هي فرصة لا مثيل لها في العمر كله، وفرصة في مضاعفة الأجر والثواب، ولها علاقة بتحديد مصيرك في هذه الحياة وفي الآخرة، ومن المهم العناية بالعشر الأواخر بالدعاء والتضرع والإلحاح في الدعاء لطلب المغفرة والعتق من النار، لأن تراكم الذنوب والمعاصي يترك أثرا سلبيا في حياتك مباشرة وانجذابك نحو ما يوقعك في الهلاك في الدنيا والآخرة. الدعاء هو حاجة الإنسان لمعونة الله والاستعانة بالله والهداية، ومن الخسارة أن ينتهي هذا الشهر وأنت قد فوت ذلك وأضعت عرض الله في هذا الشهر الكريم.
من أهم الأدعية التي تأتي في القرآن الكريم المختصرة والشاملة: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، و"ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما"، حتى على مستوى أن يدعو الإنسان لحل مشاكله، وهذه فرصة لا مثيل لها، وعلى مستوى مضاعفة الأجر، وإحياء ليلة القدر كأنك تحيي عمرا بأكمله، أي أكثر من 80 عاما، وهذه فرصة للنقلات الكبيرة، وهذه تجارة عظيمة واستثمار كبير مع الله، ورصيد في الأجر والثواب، وعلى المستوى الإيماني، في قبول العمل والدعاء والتضرع، لقبول الله أن يزكي بها نفسك ويطهرك والسمو الروحي والارتقاء إلى مصاف أولياء الله، وعلى مستوى مستقبل الحياة في الدنيا وفي الآخرة.
في ليلة القدر سوف يكتب لك وعليك، وإقبالك على الله في هذه الليلة يعني أن يكتب الله لك الخير والفوز، وهي فرصة ثمينة، وبغيرها سيكون الإنسان من الخاسرين، والإنسان أو المجتمع أو الأمة التي تتجه لله لن تفوت هذه الفرصة، وهذه النعمة، فإذا أقبلوا لن يعرض الله عنهم، وعلى الإنسان أن يدرك أن تفريطه بهذه الفرص والنعم سوف يتحسر في الوقت الذي لا يدركه الوقت، والموت قريب من الإنسان، وإذا لم يغتنم هذه الفرصة سوف يتحسر وهو يحترق ويصرخ في نار جهنم، وعلى الإنسان أن يرجع إلى الله في هذه الفرصة الثمينة، قبل أن يصل إلى قول الندم "يا ليتني قدمت لحياتي"، هنا انتهت الفرصة، ولا إمكانية لأي فرصة أخرى، بعد أن كانت هناك فرص كثيرة للوقوف مع الحق والعمل الصالح والجهاد والاتفاق، وهنا ينبغي الاهتمام بالعشر الأواخر من شهر رمضان، والالتجاء لله فيها بالدعاء والعمل الصالح كله.

أترك تعليقاً

التعليقات