عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
‏عندما كان الشهيد القائد السيد حسين (عليه سلام الله ورضوانه) مُحاصرا هو وعدد من رجاله لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين، في كهف بمنطقة مران في محافظة صعدة في الحرب الأولى 2003، قال له أصحابه الذين من حوله: «يا سيدي، لقد أحاطوا بنا من كل الاتجاهات»، كان رد الشهيد القائد لهم بكل إيمان وثقة بالله عز وجل: «والله محيط بهم». وبعد عشرين عاما من هذا، ها هم اليوم رجال وأبناء مدرسة ومنهج الإيمان القرآني والمسيرة القرآنية، رجال الكهف، هبطوا من السماء وصعدوا من البحر ونبتوا من الأرض ليحيطوا بالسفن الصهيونية في عرض البحر الأحمر من جميع الاتجاهات، وذلك بفضل وتأييد وعزة ونصرة الله سبحانه جل شأنه.
الشاهد هنا أن قيادة ورجال وشباب ومجاهدي المسيرة القرآنية بصمودهم وثباتهم على نهج وثوابت هدى الله، والتزامهم بمبادئ وقيم كتاب الله، وعملهم بمشروع وسنن الله في التغيير، دفنوا الوصاية الخارجية التي كانت لقرون من الزمن تذل اليمن وشعبها وجيشها، وها هي بلادنا ويمننا اليوم وبفضل وتوفيق الله وحكمة القيادة الثورية وبتضحيات دماء عظمائها أصبح لدى اليمن القيادة اليمنية التي تمتلك القرار، والشعب اليمني الذي يمتلك الإرادة، والجيش اليمني الذي يمتلك القدرة، أصبح اليمن حديث القنوات العالمية كلها، ولكم أن تتخيلوا لو أن اليمن ما زال تحت حكم السفارات، والله ما كنتم رأيتم ولا لمستم هذا الشموخ والهيبة والقوة والعزة والكبرياء الذي نشهده اليوم.
إن قرار وقدرة وإرادة اليمن للمشاركة في معركة نصرة غزة وجنوب لبنان يُظهر بجلاء الوعي العظيم في منهجية ونهج قيادة المسيرة القرآنية، وقيم هوية الشعب اليمني الإيمانية، ومواقف مشروع الجيش اليمني الجهادية، الذين جعلوا من اليمن دولة برزت بالحق كله لمواجهة الباطل كله.
يتمثل هذا الانتصار أولا بانتصار مقاومة غزة ومقاومة لبنان، مقاومة المحور، وفرض شروطهم بالهدنة ووقف إطلاق النار، وثانيا بانتصار ساحق في توحيد معركة أحرار وشرفاء محور المقاومة وأحرار وشرفاء الأمة ورفض عدم تجزئتها، وإلحاق هزيمة ماحقة بالعدو الصهيوني وحلفائه في الحرب الميدانية والنفسية من ناحيتين، الأولى تتمثل في تثبيت مفهوم الانتصار والإسناد والدعم والتأييد الميداني والمعنوي الكلي والتام في وعي الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية ومحور المقاومة، والثانية تتمثل في رسم صورة للهزيمة والإذلال والهوان والتنكيل الدائم والمستمر في ذهنية كيان العدو «الإسرائيلي» والمتحالفين والمطبعين معه.
إن نهج المسيرة القرآنية وبمواقفها اليوم مع غزة ولبنان هو نهج الوفاء والانتماء والإسناد النابع من القلب والروح والصدق والمعمد بالفداء والتضحية، وهو النهج الذي قابله اليوم التأييد الشعبي واسع النطاق على المستويين العربي والإسلامي، وإشادات ومباركات للعمليات اليمنية كافة في البحر الأحمر.
والخلاصة نقول: نم قرير العين يا سيد شهداء المسلمين، وافتخر بنا يا قائدنا الشهيد، فقد حقق الله ما كنتم تصبون إليه، وقد ارتفعت راية الإسلام وقد توحدت المعركة وأحرار الأمة العربية والإسلامية تحت راية الحق، وقد أصبح محور المقاومة اليوم يضرب عمق الكيان الصهيوني وينكل به أشد تنكيل بفضل الله وتأييده ونصره.

أترك تعليقاً

التعليقات