يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!
 

راسل القرشي

عالم جديد يشكله الغرب (الكافر) على الخارطة العربية، وشغل لا يتوقف على الأرض، والمؤسف أن بعض العرب هم من ينفذون جزءاً من هذا المخطط على نغمة (مذهبية وطائفية) حقيرة، وهذا سني وذاك شيعي، وهات يا فتن وإشعال للحرائق وإثارة للصراعات والحروب ومتاجرة بالدين دون حياء أو خجل.. ويأتي شخص ليقول لي نحن أولو علم وثقافة وحضارة وأخلاق..!
فلتذهب هذه الحضارة التي تتحدث عنها إلى الجحيم، كونها كشفت بالفعل أنكم لا تسوون شيئاً، كما كشفت الانحطاط والبؤس والقرف الذي يسيطر على عقولكم وأقوالكم وأفعالكم..
أيقنت أخيراً أن كل ماضينا الذي نتباهى به بين عباد الله في الأرض، ليس سوى كذبة وأضحوكة لمغالطة أنفسنا من جهة، ومغالطة العالم من حولنا من جهة ثانية..!
العالم الذي يستمع إلى تلك الأكاذيب والسخافات هو نفسه العالم الذي يشاهد ما تفعله وما تزال قيادات دول النفط في اليمن وسوريا وليبيا والعراق، وفي أكثر من بلد عربي..
إنه العالم نفسه الذي يشاهد أمراء وتجار الفتن والحروب يدمرون بلداننا، ويستعرضون عضلاتهم الخاوية على الأطفال والنساء والمدنيين عموماً..!
إنه العالم نفسه الذي يستمع إلى قادة العدوان ومن يسمون أنفسهم علماء ومشائخ الإسلام، وهم يجيزون قتل اليمنيين والسوريين واللبنانيين لأنهم مجوس وروافض.. ويعلنونها بالفم المليان وعبر مختلف الوسائل الإعلامية التابعة لهم، بأنها حرب مذهبية هدفها تصحيح الإسلام وإيقاف المد المجوسي الكافر من الوصول إلى الحرمين..!
إنه العالم نفسه الذي يستمع للمدعو أحمد أبو الغيط وهو يتباكى على استهداف مكة، ويحلف يميناً مغلظة بأن اليمنيين اعتدوا على السعودية، ويريدون هدم الكعبة، وقد حولوا أراضيهم إلى منصات للصواريخ الإيرانية لإطلاقها على الرياض..! 
هذا هو العالم الذي يشاهد سفاهات القادة العرب وأمين ما تسمى جامعتهم العربية، وهم يتوجهون صوب إثارة فتنة أخرى في بلد عربي آخر، تحت حجج ومبررات سخيفة وحقيرة ومليئة بقلة الأدب..!
أصبحنا أضحوكة - ورب الكعبة - بيد الغرب (الكافر)؛ وأراجوزات بفعل من يسمون أنفسهم القادة العرب الذين يتهافتون لإشاعة الفوضى والخراب وإشعال الحروب في كل منطقة ومكان من أراضينا العربية..
ماذا نقول أمام كل هذه الحقارة العربية..؟ ماذا نقول ونحن نرى أمراء النفط وقد تحولوا إلى أساطين للقتل والدمار، لا لشيء سوى خدمة للأجندة الغربية الهادفة إلى تفتيت البلدان العربية والاستحواذ على أراضيها؟!
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. هؤلاء نحن اليوم ليس بكل أسف، وإنما بكل فخر.. نعم بكل فخر أصبح كل منا يحرض على أخيه الآخر بلؤم وخسة وحقارة ونذالة وقذارة..
جنون وهيستيريا معجونة بقلة أدب وغباء بلا حدود يكشف عنها النظامان السعودي والإماراتي في اليمن وسوريا وليبيا وفي أكثر من منطقة.. وإن سألتهم لم كل هذا.. قالوا لإعادة شرعية لا يعترف بها الشعب؛ ولإيقاف المد المجوسي الرافضي وقطع أصابع إيران.. وغيرها من المغالطات التي يروجون لها منذ 3 أعوام دون حياء..!
وإن سألتهم هل إعادة هذه الشرعية وإيقاف هذا المد الذي تتحدثون عنه يجيزان لكم استهداف المدنيين وقصف الأطفال والنساء وفرض حصار مطبق على اليمنيين وتجويعهم وقتلهم بالأوبئة والكوارث والأمراض.. قالوا أخطاء..! 
إن سألتهم لم تدمرون المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمساجد والمدن الأثرية والتاريخية وشبكات المياه ومحطات الكهرباء والاتصالات والجسور والطرقات وقاعات الأفراح والعزاء ومنازل المواطنين وكل شيء في اليمن.. هل كل ذلك من أجل هذه الشرعية التي تتحدثون عنها، أم من أجل قطع أصابع إيران؟! يقولون إن كل تلك المزاعم ليست أكثر من ادعاءات كيدية، ولا أساس لها من الصحة، وإنها مؤامرة حاكتها الأمم المتحدة مع (الانقلابيين) للنيل من التحالف والإساءة إليه..! 
فلو كان المتنبي عائشاً بيننا اليوم ماذا كان سيقول وهو يشاهد ويستمع لكل هذه الحقارة والوقاحة التي يروج لها أراجوزات الغرب من الأنظمة العربية الحقيرة.. هل كان سيعتز بعروبته كما كان حينها قبل ألف عام؟!
ها نحن أيها الشاعر والمعلم العربي الحكيم أبو الطيب المتنبي نكرر ما قلته قبل ألف عام (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم)، في ظل وضع مهين، وفي زمن أمراء النفط، زمن العهر العربي بامتياز..
فعذراً منك أبا الطيب المتنبي، أنشكو العروبة أم نشكو لك العربا..؟
إنه زمن الانحطاط.. زمن تغيرت فيه المفاهيم والقيم والآداب.. زمن يقتل فيه العربي أخاه العربي بدم بارد.. يتآمر عليه ويستولي على أرضه.. يكفره ويحط من قدره خدمة وتنفيذاً لأعداء العروبة والإسلام والمسلمين.. 
زمن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد والسيسي والبشير وعباس.. زمن القبح المزين بالذقون والشعوذة وتجار الدين والدماء..!

أترك تعليقاً

التعليقات