خطورة اختفاء خاشقجي على الرياض
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا

ردود الفعل غير العادية التي أحدثها اختفاء الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، ستدفع النظام السعودي، وبشكل أكبر، إلى الرضوخ للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، ولن يستطيع ولي العهد السعودي الفكاك من هذه القضية بسهولة.
عواقب خطيرة ستواجهها الرياض إن ثبت تورطها في اختفاء جمال خاشقجي، ولم تستطع إثبات عكس كل ما يقال ويردد حول الاتهامات التي تردد وعلى نطاق واسع في مختلف الوسائل الإعلامية العالمية؛ فالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وجدت فرصتها في هذه القضية لتركيع النظام السعودي، وإن كان حليفاً رئيسياً لها.
خاشقجي الذي كان معارضاً للنظام السعودي، ويقيم منذ فترة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتنقل بين بعض الدول الأوروربية وتركيا، تتخذ الدول الغربية من اختفائه أو مقتله قضيتها الكبرى، وكأنه حدث غير مسبوق، أو أنه أول المعارضين للنظام السعودي الذي تم إخفاؤه أو البطش به من قبل نظام بلده؛ فيما الواقع يثبت غير ذلك، حيث سبق للسعودية البطش بعدد من المعارضين، ومنهم محمد المفرح الذي مازالت وفاته الغامضة تثار بين الحين والآخر.. وغيره من أمثال ناصر السعيد الشمري، وسلمان العودة، وسفر الحوالي.
لم تكن تركيا تمثل المنطقة الوحيدة التي شهدت اغتيال أو إخفاء عدد من المعارضين للنظام السعودي، وخاصة خلال الأعوام القليلة الماضية، بل حوّل النظام السعودي مناطق كثيرة في العالم إلى ساحات وميادين للنيل من معارضيه بكافة السبل الممكنة، بدءاً من التهديدات اللفظية، مروراً بالاعتداءات البدنية، وانتهاءً بالاختطافات الممنهجة، وربما القتل..!
ومع كل تلك الحوادث لم يتفاعل المجتمع الدولي معها كما يتفاعل حالياً مع قضية اختفاء أو مقتل الكاتب والصحفي جمال خاشقجي، والتي تأتي في ظل الحرب العدوانية المستمرة التي يشنها النظام السعودي على اليمن منذ 4 سنوات، ومن قبلها حربه على النظام السوري، ودعمه للجماعات المسلحة هناك، وأيضاً في العراق وليبيا.. بالإضافة الى الأزمة المشتعلة بينها وبين قطر.
كما أن الإشكالية الأخيرة التي أثارها الرئيس الأمريكي مع النظام السعودي، ومطالبته إياه بدفع المزيد من الأموال جراء حماية بلاده للسعودية، والتغطية على الكثير من الجرائم والممارسات التي يرتكبها هذا النظام تجاه معارضيه وتجاه جيرانه، ورد ولي العهد السعودي على ما قاله ترامب، قد يكون وراء إثارة هذه القضية التي نرى النظام السعودي وجوقة الصحافيين المسبحين بحمده والتابعين له، عاجزين عن الرد على تلك الاتهامات المتواصلة منذ أسبوع..!
ومع كل ذلك يبدو الأمر يسير في اتجاه مغاير عما يريده النظام السعودي وولي عهده (الإصلاحي)، فكل الاتهامات موجهة ضده وفق مخطط مدروس ومعد مسبقاً..!
كل الحروب التي يشنها النظام السعودي في سوريا واليمن وليبيا، وأزمتها مع قطر، لها علاقة مباشرة في هذه القضية، والهدف في مجمله يتعلق بجعل بن سلمان ونظامه يرضخ للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وينفذ دون قيد أو شرط كل المطالب الموضوعة على طاولته، وفي مقدمتها دفع المليارات التي طالب بها ترامب! 
النظام السعودي وضع نفسه بين فكي كماشة، وكل ذلك بسبب سياساته التدميرية التي ينفذها في اليمن وسوريا، وفي أكثر من منطقة عربية، تنفيذاً للأجندة الغربية.. وهو ما سيدفع ثمنه باهظاً لا محالة عاجلاً أم آجلاً.
عواقب خطيرة ينتظرها النظام السعودي من حلفائه الرئيسيين، فبعد أن كان منفذاً لأجندة حلفائه ومايزال، أصبح اليوم محاطاً بعشرات الاتهامات التي أثارتها قضية اختفاء الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي.
فهل أصبح النظام السعودي الهدف القادم للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها؟! 
الأيام القادمة ستجيب على هذا السؤال، وبشكل واضح وكبير لا محالة.


أترك تعليقاً

التعليقات