أين هي حكومة (الإنقاذ)؟!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا

وسط كل هذه المعاناة المتزايدة التي يعيشها اليمنيون في أمانة العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات، يتساءل المواطن: أين هي حكومة (الإنقاذ)؟!
لن نتحدث عن أزمة المشتقات النفطية التي تتم المتاجرة بها في السوق السوداء، كون شركة النفط سبق وسوقت للكثير من التبريرات، وأوضحت أسباب الأزمة رغم الانعكاسات الكبيرة التي أحدثتها على طبيعة الحياة المعيشية، ما فاقم المعاناة الإنسانية للمواطن اليمني بزيادة الأسعار وبشكل جنوني.. وإنما سأتحدث هنا عن أزمة الغاز المنزلي، والانهيار المتسارع للعملة الوطنية أمام الدولار وبقية العملات الأخرى، وغياب الأجهزة الرقابية عن أداء مهامها بشكل عام. 
الحصول على الغاز المنزلي يمثل اليوم مشكلة كبيرة أمام المواطن اليمني، لا سيما بعد أن وصل سعر الأسطوانة الواحدة الى 12 ألف ريال، وطبعاً في السوق السوداء دون غيرها.. وهو ما لم يحدث من قبل على الإطلاق. 
ومع هذا الانعدام لهذه المادة الحيوية، والتي لا يمكن الاستغناء عنها من قبل أي مواطن، نتساءل عن الحكومة الحاضرة اسماً وغائبة على الواقع، والتي تسمى حكومة (الإنقاذ الوطني)..!
حكومة الإنقاذ هذه مسؤولة مسؤولية مباشرة أمام المواطن، فهي المعنية دون غيرها عن كل هذه المعاناة التي يواجهها حياتياً ومعيشياً، وهي وحدها من يجب أن تضع الحلول والمعالجات لكل الأزمات المعيشية التي تواجه المواطن، وتضع حداً لهذا الانهيار المتسارع والكارثي للحياة العامة في المناطق التي تتولى مسؤوليتها.
لن نحمل المسؤولية المتلاعبين بأسعار صرف العملات الأجنبية أو التجار، وإنما (حكومة الإنقاذ) هي وحدها من تتحمل المسؤولية، وهي من تدير شؤون البلاد والعباد، ويجب عليها أن تقوم بمهامها ومسؤولياتها، أو تعلن عجزها عن مواجهة كل هذه الأزمات وخروج الأمر عن سيطرتها، بدلاً من أن تبقى حاضرة دون أي دور أو فعل تقوم به..!
في أية دولة كانت، وسواء كان الأمر طبيعياً أو غير طبيعي، فالحكومات القائمة هي وحدها من تكون مسؤولة مسؤولية مباشرة عن مواجهة أي اختلالات أو أزمات قد تحدث وتؤثر على طبيعة الحياة المعيشية للمواطنين.. ومن هنا فإن (حكومة الإنقاذ) وحدها المعنية بالإجابة على مختلف التساؤلات القائمة والباحثة عن سبب هذه الأزمات المتلاحقة التي يعيشها المواطن، وأثرت على معيشته وبشكل عام. 
سبق أن كتبنا أكثر من مرة، وقلنا إن حكومة (الإنقاذ) أنشئت لمعالجة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، ووضع حد للمعاناة المتزايدة على المواطنين، وضبط حركة السوق التجارية، ومحاسبة تجار الأزمات والمتلاعبين بقوت المواطن.. 
هذا كان الهدف من إنشاء حكومة (الإنقاذ)، فهل يدري رئيس وأعضاء هذه الحكومة ماذا تعني (إنقاذ).. تعني يا سادة إسعاف وإنجاد وإغاثة وتخليص هذا الشعب من معاناته جراء الأزمات المتلاحقة التي تعصف به منذ أكثر من 3 سنوات، وتفاقمت أكثر بسبب العدوان والحصار.
نحن هنا نخاطب هؤلاء المنضوين تحت هذه المسماة (إنقاذ)، كونها المسؤولة مسؤولية مباشرة عن كل المناطق الواقعة تحت سيطرتها أو إدارتها، والمسؤولة عن كل هذه الكوارث التي خنقت المواطن وتكاد تسوقه إلى الموت.
فما الذي ينبغي على هذه الحكومة فعله إزاء ما يحدث وما تشهده العاصمة صنعاء وبقية المدن الأخرى التي تديرها؟! 
هل تستمر في بيع الكلام الفاضي والتسويق له دون أي فعل يعكس مسؤوليتها، أم تلجأ للضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المتاجرة بمعيشة الناس وزيادة معاناتهم، وتثبت للمواطن أن هناك دولة وسلطة لا يمكن تجاوزها والقفز عليها..؟!
هل ينبغي عليها أن تستمر في توزيع الأماني وبيع الأحلام، فيما المواطن يموت في اليوم ألف مرة ومرة، أم تثبت وجودها بالنزول إلى الميدان وتحسس أوضاع الناس وأوجاعهم وآلامهم، ووضع الحلول لكل هذه الأزمات المتفاقمة وضبط ومحاسبة مفتعليها؟! 
المواطن لا يريد خطابات، بل يريد أفعالاً تعكس المسؤولية الوطنية التي تقوم بها حكومة الإنقاذ.. فإما أن تقوم بمسؤوليتها أو تعلن عجزها وفشلها، وتقدم استقالتها ليتم تعيين بديل عنها أكثر مسؤولية وأكثر قدرة على إنهاء كل هذه الأزمات التي أصبحت تشكل للمواطن هماً ووجعاً وألماً لا نهاية له، وتسوقه للموت ببطء..

أترك تعليقاً

التعليقات