عمالة الأدعياء!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا - 

استغلوا الدين ومارسوا السياسة لتمرير طموحاتهم المهووسة بالوصول إلى السلطة المؤسسة على أيديولوجي الدجل والكذب والنفاق، واعتبروا أنهم الأذكى والأدهى في هذا العالم!!
نجحوا في الوصول إلى السلطة بسبب الدعم الخارجي مقابل عمالتهم له، ناشرين الخراب والدمار والفوضى في كل مكان تواجدوا فيه، وهم دائماً يحملون مسؤولية ما اقترفته أيديهم من جرائم في حق الآخرين، مع أن قياداتهم تمارس كل ذلك بوعي وإدراك، لكنهم في النهاية وجدوا أنفسهم ضحية أقوالهم وأفعالهم وممارساتهم.
عملوا على تنفيذ مخططات أعداء اليمن والعرب والمسلمين، واستدعوا الأنظمة الملكية الرجعية لتعيد لهم الجمهورية والديمقراطية، وأشعلوا "الثورات" التي أرادتها الولايات المتحدة الأمريكية وقادتها هيلاري كلينتون وفقاً لمشروع لويس برنارد والصهيوني برنارد ليفي... وعندما وجدوا أنفسهم يجنون ثمار ما اقترفوه بدأ يعلو صراخهم، وعبر نهج الكذب يبحثون عمن يلقون عليه كل أوساخهم، ويبحثون عن حضنٍ جديد يرتمون فيه ليواصلوا مشاريعهم التدميرية دون أن يستفيدوا من الدروس والعبر التي مروا بها، مسكونين بوهم أنهم لا يخطئون!
ولأنهم لم يستفيدوا من كل تلك الدروس التي مروا بها مازالوا يُحمّلون أخطاءهم وممارساتهم على القوى الوطنية والقومية والإسلامية الحقيقية المقاومة لمشاريع الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة ممثلة أولاً بالنظامين السعودي والإماراتي، اللذين اتضح أخيراً أنهم لم يكونوا بالنسبة لهما إلا أوراق حمام!!
وهنا نقول إن الجميع يعرف أن تنظيم الإخوان المسلمين يعمل وفق قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة"، وأن الأنظمة التي أدخلتهم قائمة الإرهاب هي أبو الإرهاب وأمه، حتى لا يختلط الأمر على الأفهام.
فالإخوان المسلمون كانوا في طليعة من استدعوا وصفقوا وهللوا ورحبوا وكبروا للعدوان على اليمن، والمتواصل للعام السادس على التوالي، وهم بعد هذا كله يحاولون أن يخرجوا من جلدهم بعد أن جيف، ليقولوا للناس إنهم براء من كل مخططات الأجندة الأمريكية، اعتقاداً منهم أن هذا سيمكنهم من تبديل جلودهم كالثعابين، غير مستوعبين أنهم بذلك يبلغون بكذبهم ونفاقهم مداه الأخير.
وحتى نكون منصفين وإحقاقاً للحقيقة لم تكن العمالة والخيانة محصورة في هذا التنظيم المجبول على النفاق، بل شمل العديد من الأطراف، السياسية اليسارية والقومية، التي رأيناها وسمعناها طوال سنوات وعقود تتاجر بالمبادئ والمواقف المعادية للاستعمار وأدواته الرجعية في المنطقة، وهؤلاء كانوا أشد إيلاماً من الإخوان المسلمين الذين لم يخفوا ارتباطاتهم بالأنظمة الاستبدادية والرجعية وكانوا أحد مرتكزات مشاريعها، أما أدعياء القومية والأممية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية فهؤلاء خداعهم وعمالتهم هي الأسوأ.
ويبقى التعويل على القوى الوطنية والقومية والإسلامية التي حتى الآن وقفت في وجه هذه المشاريع، ونأمل أن تدرس كل التجارب التي مرت بها شعوبنا وأوطاننا، لتعمل بالاتجاه الصحيح بعيداً عن الوقوع في شراك العمالة والخيانة من جديد، فكل ما وصلنا إليه كشعوب طيلة السنوات الماضية سببه غياب المبادئ والقيم الصادقة، ونتمنى أن يكون حبل الكذب قد قطع، وأن الماضي الأسود لتلك القوى السياسية انتهى إلى الأبد.

أترك تعليقاً

التعليقات