فتاوى تحت الطلب..العريفي أنموذجاً!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا --

لا أعتقد أن هناك أحداً لا يعرف الداعية الوهابي محمد العريفي الذي حرّض كثيراً على الحرب ضد النظام السوري، كما حرّض على إشعال ثورات ما تسمى (الربيع العربي) في اليمن وليبيا ومصر، وهو أيضاً واحد من مصدري فتاوى التكفير والتحريم التي لا حصر لها...!!
محمد العريفي هذا المثير للسخرية واحد من دعاة الوهابية الذين لا يقولون شيئاً ولا يصدرون فتوى إلا بتوجيهات ولي نعمتهم الملك أو ولي عهده وبقية أمراء وتجار الدين والدم والعدم، ودائما ما يتلونون كما تتلون الحرباوات... المهم يوظفون الدين وفقاً لرغبات ولي نعمتهم!!
ولمن لا يعرف الوهابية على حقيقتها فما عليه إلا الاستماع لهذا العريفي وأشباهه من دعاة الوهابية، كعائض القرني والسديس والشريم والشقيري وغيرهم، ويقارن بين ما قالوه سابقاً حول الإخوان المسلمين والفن والغناء والسينما والاختلاط... إلخ، وما يقولونه اليوم حول هذه المواضيع!!
سابقاً أصدروا الكثير من الفتاوى التحريمية حول قيادة المرأة للسيارة والاختلاط والسينما والغناء... وعادوا اليوم وتماشياً مع توجهات الانفتاح -كما يسمونها- التي يقودها ولي عهدهم، ووفقها تم السماح للمرأة بقيادة السيارة ودخولِها الملاعبِ الرياضية وتفعيلِ هيئة الترفيه، وخطته التي تتضمن محاربة التشدد... وغيرها من القضايا التي سرعان ما ذهب دعاة الوهابية للتماشي معها ومباركتها وإصدار الفتاوى المحللة لتلك الخطوات التي كانت سابقاً محرمة ومن عمل الشيطان ولا يجوز القيام بها..!!
أفعال وأقوال مضحكة يروِّج لها من يطلقون على أنفسهم دعاة وعلماء السعودية تماشياً مع ما يريده نظامهم الوهابي تحت مسميات التجديد والانفتاح والاعتدال والوسطية التي ظلت طيلة الفترة الماضية من عمر السعودية وما زالت منعدمة وغير معترف بها كمفاهيم وقيم يحثنا ديننا الحنيف على الالتزام بها ونبذ كل أشكال وصور التطرف والتشدد والغلو.
فهل يمكن أن يثق أو يستند العامة لما يقوله ويروّج له هؤلاء الدعاة والمشائخ الذين يكيّفون الدين وفقاً لمصالح ودعوات من يحكمهم؟!
هل ينبغي التلاعب بالدين ونصوصه وفقاً لرغبات ولي الأمر ووقت ما يشاء ومتى ما أراد ذلك؟!!
شيء غريب وعجيب ما نسمعه ونقرؤه عن هؤلاء الدعاة! حوّلوا ما كان محرماً بالأمس ووفقاً للأدلة من الكتاب والسنة إلى محللٍ اليوم وبأدلة من الكتاب والسنة أيضاً، وأظهروا كأن ديننا الإسلامي يمكن التلاعب بنصوصه في أي وقت ومتى ما شاؤوا، أو تكييف نصوص جديدة تنسجم وتتوافق مع توجهات ولي نعمتهم والادعاء بأنها من الكتاب والسنة!!
هذا هو حال الوهابية ودعاتها ومشائخها. هم من وقفوا ضد دعوات قادة الفكر الإصلاحي الإسلامي التي هدفت إلى القضاء على الجمود الفكري والحضاري وإعادة إحياء الأمة الإسلامية لتواكب متطلبات العصر.
دعاة ومشائخ الوهابية حينها لم يستوعبوا المضمون الواسع والكبير لذلك الفكر الإصلاحي المتجدد، فذهبوا يتصدون له عبر تكفير قاداته والإساءة إليهم واتهامهم بتشويه الدين والقيم الدينية.
ومن حينها بدأت أفكار التطرف تأخذ مكانها في أكثر من منطقة مع اجتياحها في الدول الإسلامية. أفكار ودعوات ترفض الآخر المختلف وتدعو لمحاربته وتكفيره ورفض كل ما يطرحه من أفكار تتعارض مع الوهابية، حتى وصل الأمر ببعض دعاتها ومشائخها إلى تشويه كل المدارس الإسلامية الأخرى وفي مقدمتها الأزهر الشريف.
اليوم وبعد كل ذلك الفكر المنحرف والبعيد عن القيم الدينية الحقيقية التي روّج لها دعاة الوهابية، وآخرهم العريفي والقرني، نراهم يتساقطون تباعاً ويعرّون أنفسهم ويجرجرون أذيال الخيبة خلفهم غير مأسوف عليهم!!
هل كنتم تتوقعون أن يتوجه العريفي لافتتاح حفل غنائي تستضيفه السعودية ويرحب بالمطربين العرب والغربيين ويقول إن الغناء فن وثقافة وهو من كان يروّج بأن الغناء محرّم كلياً ولا نقاش أو جدال حول هذه القضية؟!!!
هذه هي الوهابية، وأولئك هم دعاتها ومشائخها، يكيّفون الدين وفقاً لرغبات وليهم وسلطانهم؛ والأدلة من الكتاب والسنة جاهزة!!

أترك تعليقاً

التعليقات