الاستثمار السعودي الإماراتي المدمر!
- راسل القرشي الأحد , 1 ديـسـمـبـر , 2019 الساعة 6:04:14 PM
- 0 تعليقات
راسل القرشي / لا ميديا -
هل أقام النظامان السعودي والإماراتي مشروعات استثمارية ضخمة في عدد من البلدان العربية، كما هو حالها في الولايات المتحدة الأمريكية وعديد بلدان أوروبية وآسيوية؟!
هل بادر هذان النظامان بعرض استثماراتهما على البلدان العربية، قبل أن يتوجها إلى البلدان الغربية؟! أم أن مصالحهما هي في الغرب؛ فيما البلدان العربية لا تعني لهما شيئاً؟!
لم نسمع أي توجه لهذين النظامين باستثمار أموالهما في البلدان العربية. وإن وجدت تلك الاستثمارات في بعضها، فهي في غالب الأحيان لا تخدم التنمية، وتضر باقتصاد هذا البلد أو ذاك.
كل ما يقدمه هذان النظامان للدول العربية "مساعدات إنسانية" أو إقامة مشاريع استثمارية صحية وسياحية لا يستفيد منها المواطن العربي في شيء؛ كون ما يقومان بإنشائه من تلك المشاريع معفياً من الضرائب لعشرات السنوات. أي أن الامتيازات التي يحصلان عليها إزاء تلك "الاستثمارات" تفوق حجم ما يستثمرانه ويعود عليهم بالأرباح والمكاسب أكثر بكثير من الاستفادة التي ينبغي ان تنعكس على الشعوب اقتصادياً وتنموياً!
ابحثوا عن حجم الاستثمارات الخارجية لهذين البلدين في الدول الغربية، وقوموا بمقارنتها باستثماراتهما في البلدان العربية!
يقيناً، لا وجه للمقارنة، لا شكلاً ولا مضموناً؛ فالبلدان الغربية هي من توفر لهما الاستقرار، وهي من تحميهما من أي تهديد قد تتعرضان له من "البلدان العربية الشقيقة"!
وتتكثف هذه الحماية في الآونة الأخيرة بالولايات المتحدة الأمريكية التي لم يتوقف رئيسها ترامب عن المطالبة بالمزيد من الأموال، وبشكل ينم عن الكثير من الاحتقار والسخرية بقادة هذين النظامين الذين فقدوا الإحساس بشيء من الكرامة أمام السيد الأمريكي.
آخر التوجهات الاستثمارية الضخمة لهذين النظامين في الخارج العربي، مبادرة سعودية – إماراتية لبناء مصفاة لتكرير النفط مع مجمع حديث للبتروكيماويات في الهند بتكلفة مبدئية 70 مليار دولار.
وستعمل هذه المبادرة على توفير مجموعة من المنتجات الكيميائية التي تستهدف بشكل رئيسي السوق المحلية الهندية المتوقع نموها بشكل مطرد في العقود المقبلة، مع إمكانية تصدير فائض المنتجات للأسواق العالمية.
ولكن لماذا الآن يأتي هذا الاستثمار في الهند؟! يبدو أنه يأتي في سياق التطور غير المسبوق في العلاقات بين الهند وكيان العدو "الإسرائيلي"، وكأن النظامين السعودي والإماراتي يكافئان الهند على ذلك ويستهدفان تقويته اقتصادياً ليتمكن من إنجاح أجندته في إقليم كشمير، في حين أن مشاريع كهذه كان يفترض بها أن تذهب إلى باكستان على الأقل كتأكيد على ما يقال في السعودية، خاصة أن هذه الدولة هي حليفتها الاستراتيجية في شبه القارة الهندية، ولكن لم يشفع لباكستان ادوارها في تنفيذ الأجندة الأمريكية والسعودية في صراع الحرب الباردة وإلى اليوم.
نعم، هذه هي الاستثمارات النوعية التي توجه هذان النظامان صوب إقامتها في الهند وفي غيرها من البلدان الغربية التي ينظرون فيها للعرب نظرة شك مليئة بالريبة والازدراء والسخرية والتهكم؛ كما تنظر للمسلمين بعنصرية.. وبعض تلك البلدان تتجه صوب إبادة كل من هو مسلم.
لا نكذب إذا قلنا إن هناك استثمارات ضخمة لهذين النظامين في البلدان العربية والتي بدأت مع مطلع العام 2011م ولكنها استثمارات من نوع آخر. استثماراتهما في البلدان العربية تدميرية بكل ما تعنيه الكلمة. مشاريع قتلت مئات الآلاف من إخوانهم في اللغة والمعتقد والثقافة، ومازالت حتى يومنا هذا، وكلفت تلك المشاريع مئات المليارات من الدولارات.
لقد جاء النظامان السعودي والإماراتي الى اليمن لينفذا مشاريع استثمارية "تدميرية" ضخمة؛ كما نفذاها في سوريا وفي ليبيا وفي العراق.
وبعد أن تم تدمير اليمن وإبادة مئات الآلاف من اليمنيين قتلاً وتجويعاً وتهجيراً وتشريداً، تمثلت أعظم تلك المشاريع المنجزة إماراتيا في المناطق التي يسمونها محررة ولاقت استحسانا وتفاعلا وشكرا و"تكبيرا" في عموم شبكات التواصل الاجتماعي وفي الشارع اليمني في تلك المناطق "المحررة" - تمثلت بتنظيم مسابقة نقش الحناء في محافظة أبين ومشروعاً آخر أكثر أهمية حول كيفية نتف الإبط بطريقة سهلة!
مثل هذه المشاريع الاستثمارية السعودية الإماراتية التي تم إنجازها في اليمن وإلا فلا..!
خلاصة القول إن العدوان المستمر على اليمن وللعام الخامس، والذي دمر كل شيء في حرب إبادة لا مثيل لها وقبلها في العراق وسوريا وليبيا، وإذا ما ربطنا هذا كله بالمشروع الاستثماري الضخم في الهند، نصل إلى حقيقة هي أن كل هذا من أجل "إسرائيل" وأمنها الذي كما يعتقدون يشكل حماية لبقائهم على عروشهم!
المصدر راسل القرشي
زيارة جميع مقالات: راسل القرشي