رسالة إلى جيل الغد
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا - 

 صباح الخير يا وطناً يسير بمجده العالي إلى الأعلى ويا أرضاً عشقنا رملها والسفح والشطآن والسهلا صباح الخير يا قمماً إليكالشمس تهدي القبلة الأولى وأنت الخير يا من في كتاب الله ذكرك آية تتلى صباحكم وطن دائم الانتصار.. صباحكم أمل وتفاؤل وأغنية.. صباحكم ابتسامة دائمة على محياكم ومحيا وطننا الغالي.
أحبتي يا جيل المستقبل.. أنتم بناة الوطن في المستقبل، وأنتم الحب الذي يسكننا دائماً، والروح الطيبة التي تعزز في قلوبنا الأمل وتزرع في نفوسنا التفاؤل.. 
ومن هنا، عليكم أن تعرفوا ماذا يعني الوطن. عليكم ان تؤمنوا أن حب الوطن من الإيمان. الوطن الذي ننتمي إليه ويجمعنا على كلمة سواء، ويدفعنا للذود عن حياضه بكل غالٍ ونفيس ضد كل ألوان التآمر، أياً كان شكله أو نوعه.
نعم، يا كل الحب ويا جيل المستقبل.. إنه الوطن المسكون في قلوبنا حباً لم ولن ينطفئ، الوطن المكتوب في سماء الله ألقاً وبهجة.
فاجعلوا الوطن بوابة فرح لأمانيكم وكل ما ترجونه من الله العزيز القدير. اجعلوه أغنية ترددونها في صباحات ومساءات أيامكم، تستمدون منها القوة والإرادة والعزيمة للمضي صوب مستقبل أكثر إشراقاً بإذن الله تعالى.
اجعلوا الوطن أغنية جميلة تبعث فينا الحب وتدفعنا للاستمرارية في الحياة بأمل وبشرى.
هذا هو الوطن الذي تنتمون إليه، إنه اليمن وطن الإيمان والحكمة، إنه سبأ وحمير، إنه التاريخ الحضاري العريق الذي لا يمكن تجاوزه أو القفز عليه عند كتابة التاريخ.
إنه الوطن، البلد الطيب والكريم الذي ذكره الله في كتابه الكريم بقوله: «لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ».
فعليكم أن تفتخروا ببلدكم وحضارته وقوته وعزيمته. عليكم أن تعززوا في نفوسكم حب الوطن، كون الوطن الهوية التي تنتمون إليها، والتاريخ الضارب جذوره في أعماق الأرض. وهو المسكن والهواء الطيب الذي تستنشقونه عبقاً وأريجاً يفوح في كل منطقة ومكان..
نعم، أحبتي.. حب الوطن من الإيمان. وهو درس واضح وصريح لا يحمل التأويلات أو التفسيرات، ولا يمكن إخضاعه لأنصاف الحلول أو للحسابات الضيقة.
ولهذا، فإن الوطنية هي مسؤولية تتعزز قيمها بالالتزام بالسلوك الواضح غير المنفصم عن الدين وعن الفكر، وعن الأخلاق ومبادئ الفضيلة، والتي لا يمكن أن تدفعنا للتآمر على الوطن والذهاب صوب الإضرار بمصالحه ومصالحنا جميعاً.
وعليكم ان تعوا جيداً أن الوطنية يسبقها الإيمان الحقيقي والمطلق بقوله عليه أفضل الصلاة والسلام «ليس منا من يدعو إلى عصبية»، كما تتأكد الوطنية بمعانيها السامية بالاتجاه نحو ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ويبقى.
نعم، أحبتي.. أنتم بناة الوطن في المستقبل، وأنتم الخير المكتوب على جبين الوطن بكل اللغات. فعززوا أيمانكم بوطنكم وافتخروا بانتمائكم لليمن، وتأكدوا بأنكم الروح الجميلة المليئة بالحب والخير والسلام لوطن الإيمان والحكمة.. وطنكم الغالي اليمن. 
فلنغنِّ جميعاً:
عشت إيماني وحبي أمميا
ومسيري فوق دربي عربيا
وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا.

أترك تعليقاً

التعليقات