الوطنية.. إيمان ومبدأ وانتماء
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

حب الوطن من الإيمان.. درس واضح وصريح لا يحمل التأويلات أو التفسيرات، ولا يمكن إخضاعه للمزايدات وأنصاف الحلول أو للحسابات الحزبية والشخصية الضيقة..
وهذا الحب لايتجلى بمعناه الشامل من خلال الاحتشاد حول النار والتخضب بالدماء، وإنما بالإيمان المطلق بالوطن الذي ننتمي إليه ويجمعنا على كلمة سواء، ويدفعنا للذود عن حياضه بكل غالٍ ونفيس ضد كل ألوان التآمر أياً كان شكله أو نوعه..
هذا الحب وهذا الإيمان لا يمكن لمن يدعي ويتصنع الزهد ويلجأ إلى خداع الكلمة وادعاء الصلاح والإصلاح، أن يفقه معناه ويعي حقيقة الأوطان في عقول وقلوب الشعوب..
ولهذا فإن الوطنية هي مسؤولية تتعزز قيمها بالالتزام بالسلوك الواضح غير المنفصم عن الدين وعن الفكر، وعن الأخلاق ومبادئ الفضيلة، والتي لا يمكن أن تدفعنا للتآمر على الوطن، والذهاب صوب الإضرار بمصالح البلاد والعباد وتعميم الفوضى والخراب لمجرد خلاف سياسي مع هذا المكون أو ذاك..
والوطنية يسبقها الإيمان الحقيقي والمطلق بقوله عليه أفضل الصلاة والسلام: «ليس منا من يدعو إلى عصبية»، كما تتأكد الوطنية بمعانيها السامية بالاتجاه نحو ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ويبقى..
هذه هي الوطنية، وهكذا يتجلى الحب الحقيقي للوطن كأصل ديني لا يمكن لتجار السياسة ومسعري الحروب أن يؤمنوا به أو يفهموا حقيقته، كما لا يمكن لقيادات باركت العدوان على اليمن وانتهاك سيادته وقتل اليمنيين، أن تدرك ماذا يعني الانتماء الوطني؟!
الانتماء الوطني قيمة عظيمة لا يستوعبها سوى الشرفاء، ولا يستشعرها إلَّا الغيورون على سمعة الوطن وكرامة الشعب..
ولو كانت هذه "القيادات" -التي نراها تتقلب وتتلون كالحرباء، لاسيما عند الملمات والخطوب التي يشهدها الوطن- لو كانت تضع الوطن في مقدمة حساباتها لما أعلنت موقفها المخزي والمبارك للعدوان الخارجي على اليمن واليمنيين.. ولما ذهبت تبرر جرائم العدوان بأسلوب فج وخسيس..!
مفهوم الانتماء الوطني لدى هؤلاء لا يعني سوى التسكع على أعتاب التبعية المقيتة!
والوطن في مفهومهم أيضاً ليس سوى حيز كبير للاستثمار، ويمكن التنازل عنه أو عرضه للبيع متى استدعت مصالحهم..
أينما تكون مصالح هذه "القيادات" نراهم يولون وجوههم صوبها حتى وإن كانت على حساب الوطن وكرامة الشعب.. 
فماذا عسانا أن نقول بعد كل هذه المواقف المخزية التي ظلت ومازالت تصدرها وتتحدث عنها هذه "القيادات" وهي هاربة خارج الوطن، كتبرير فاضح لفشلها في تحقيق أي شيء على الأرض يعيد لها بعضاً مما فقدته من ناحية، وللتغطية على هروبها المشين خارج الوطن والارتماء في أحضان التبعية والارتزاق غير مأسوف عليها..!
 أفعال وممارسات هذه "القيادات" واضحة ولا تكذب.. والغريب والعجيب أنها مازالت تتباكى على الوطن وعلى اليمنيين في متاجرة قذرة يدرك الشعب طبيعتها والغاية من ورائها!
كيف يمكن لهذا الشعب أن يثق بـ"قيادات" ارتمت في أحضان التآمر وذهبت تستجديهم الاستمرار في قصف اليمن واليمنيين حتى تتم تصفية كل الخصوم الذين وصل عداؤهم لهم حد الفجور!؟
أزالت هذه "القيادات" أقنعة الكذب والخداع من على وجوهها، والتي كانت تستخدمها للمتاجرة واستغفال المواطنين البسطاء من أبناء هذا الشعب، وظهرت على حقيقتها في مشاركتها الفاعلة في تدمير الوطن وقتل اليمنيين دون حياء أو خجل!
اللهم إني صائم..

أترك تعليقاً

التعليقات