إنسانية اللصوص والقتلة!!
 

راسل القرشي

راسل القرشي  / لا ميديا -

أتوقف كثيراً أمام العبارات التي يطلقها مرشحو الرئاسة الأمريكية وهم يروجون لبرامجهم الانتخابية، وخاصة ما يتعلق بالشأن الداخلي الأمريكي، وكيف يروج كل منهم لبرنامجه لإقناع الناخب الأمريكي بانتخابه.
يذهب المرشح الرئاسي للحديث عن توفير الوظائف وتحسين الحياة المعيشية للمواطن، وعن الارتقاء بحياة المواطن الأمريكي وضمان حياة آمنة لكل فئات الشعب وخاصة الأطفال، وغيرها من عبارات التسويق الإنتخابي التي لا تعنينا.
يتحدثون عن الإنسانية وعن قيم العدالة والمحبة والأخلاق النبيلة... ومع كل ما أسمعه من أولئك المرشحين ومناصريهم من هذه العبارات أندهش كثيراً عندما أرى سياستهم الخارجية وهي تبتعد عن تلك القيم ويكشفون معها تخليهم عن إنسانيتهم ويغيّبون المحبة من قلوبهم!!
سياستهم الخارجية تقوم على الكراهية والأحقاد تجاه البلدان الأخرى، ويعملون على إثارة النعرات الطائفية والعنصرية بين شعوب تلك البلدان وإشعال الحرائق والحروب ودعم هذا أو ذاك من أجل قتل الشعوب وفي مقدمتهم الأطفال، فأين هي الإنسانية التي يتحدثون عنها؟! وأين حقوق الإنسان التي حولوها إلى بضاعة للمتاجرة والبيع والشراء؟!
منذ ست سنوات وهم يدعمون قادة دول تحالف العدوان على اليمن ويبررون جرائمهم بحق المدنيين من الأطفال والنساء دون حياء أو خجل!!
يستمرون في بيع الأسلحة لدول العدوان وفي مقدمتها المحرمة دولياً لاستخدامها في قتل المدنيين في اليمن وسوريا وليبيا والعراق وغيرها من البلدان التي تكون الولايات المتحدة الأمريكية حاضرة في كل ما تشهده من صراعات وحروب وفوضى!
يتحدثون عن حقوق الإنسان وعن قيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية وهم يدمرونها خارج بلادهم وكل ذلك من أجل أن يعيش المواطن الأمريكي حياة سعيدة!!
وإن أردتم معرفة طبيعة تلك الإنسانية وماهية حقوق الإنسان وتلك القيم التي يتحدثون عنها أنظروا لفلسطين البطولة والصمود، فلسطين المقاومة التي لم ولن تموت، وكيف تتعامل أمريكا العنصرية مع دولة الاحتلال الصهيوني!!
السياسة الأمريكية سياسة عدوانية، بلا قيم وبلا أخلاق، وما يحدث في فلسطين وفي سوريا واليمن والعراق وليبيا وفي كافة أنحاء العالم واضح ولا يحتاج إلى شرح.
الجرائم والاعتداءات "الإسرائيلية" بحق الفلسطينيين متواصلة منذ أكثر من سبعين عاماً ولم نسمع الإدارات الأمريكية المتعاقبة تدعو لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة تلك الاعتداءات والجرائم أو إدانتها!!
الولايات المتحدة بممارساتها البابوية تؤكد سطوتها وجبروتها وسياساتها البعيدة عن القيم والأخلاق. لا ديمقراطية تعنيها ولا شعوب، وإنما مصالحها وتوجهاتها هي الأولى والأهم. وما دون ذلك فليذهب إلى الجحيم وفق قوانينها الاستبدادية الاستعمارية.
هذه هي السياسة الأمريكية تجاه معظم دول العالم، حتى مع الدول الكبرى الأخرى. تهديد ووعيد وحصار اقتصادي وتدخل في شؤونها، واتهامات تنطلق أساساً وفق قاعدة "لي الذراع" وفرض الهيمنة وتأكيدها أيضأ على فرض ما تريد.
أين هي الإنسانية وحقوق الإنسان وقيم العدالة والحرية التي يتحدث عنها الرؤساء الأمريكيون الذين لا يعنيهم حياة الناس في البلدان الأخرى، وهم من يؤكدون دائماً أنهم بلا أخلاق؟!
إنهم قتلة ولصوص. فكيف بالقاتل واللص أن يتحدث عن الإنسانية وعن قيم العدالة وحقوق الإنسان؟!

أترك تعليقاً

التعليقات