دماء أطفال اليمن في صفقات (ترامب)
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا
وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، اتهامات مباشرة للنظام السعودي باستهداف المدنيين في اليمن، وفي مقدمتهم الأطفال.. واعترف بصريح العبارة أن هذا الاستهداف يتم بالأسلحة الأمريكية التي يقوم ببيعها للنظام السعودي في حربه على اليمن واليمنيين.. 
وقال إن النظام السعودي يستخدم أسلحة بلاده في قتل أطفال اليمن، ووصف المجازر بحق المدنيين بالأمر (المروع).
ترامب لم يوجه هذا الاتهام للنظام السعودي استشعاراً بمسؤولياته أو تعبيراً عن الأسف الذي انتاب إدارته وبلاده بعد قرابة 4 سنوات من القتل اليومي والتدمير الذي لم يتوقف في اليمن بالأسلحة المتنوعة التي يقوم ببيعها لهذا النظام، وإنما يأتي ذلك في إطار عملية الابتزاز والصفقات التي دأب عليها منذ تسلمه السلطة ضد النظام السعودي وحلفائه في حربهم على اليمن واليمنيين..
هل رأيتم سفهاً أكثر من هذا؟ وهل ما زلتم تعتقدون أن الإدارة الأمريكية بإمكانها أن تدين وتستنكر جرائم العدوان السعودي، وتفرض على أنظمة العدوان إجراءات عقابية أياً كان شكلها أو نوعها؟! 
من لا زال يعتقد ذلك فهو أبله ولا يقل جرماً عن هذه الأنظمة وما ترتكبه من جرائم بحق اليمنيين..!
الرئيس الأمريكي تاجر الحروب وصف في مقابلة مع شبكة (أكسيوس) الأمريكية، سوء استخدام الأسلحة، وشن غارة جوية في أغسطس الماضي على حافلة تقل أطفالاً في اليمن، بـ(المروع).
وقال: (إنه لأمر مروع ما حدث للحافلة مع الأطفال في اليمن.. هل يزعجني هذا؟ هذا ليس تعبيراً قوياً بما يكفي (لما أشعر به).. هؤلاء أناس لا يعرفون كيف يتعاملون مع السلاح).
جرائم مستمرة منذ قرابة 4 سنوات يتم تنفيذها بدم بارد، وترامب وإدارته ومن قبله أوباما استمروا في مشاهدة هذا الإجرام بحق الأطفال والمدنيين عموماً، دون أن ينبسوا ببنت شفة، ويأتي ترامب اليوم ليقول إن هذا الاستهداف شيء مروع، وهذا يزعجه كثيراً..!
ترامب ورداً على سؤال حول استطاعة بلاده وقف بيع الأسلحة للسعودية، قال: (نحن نراقب عن كثب الوضع في اليمن، هذا هو المكان الأكثر فظاعة على وجه الأرض الآن، سأتحدث إلى السعودية، ولا أريد أن تقع أسلحتنا في أيدي أشخاص لا يعرفون كيفية استخدام هذه الأسلحة).
هكذا يكشف هذا الترامب الموقف الحقيقي له ولإدارته من هذه الجرائم والأسلحة الأمريكية التي تتدفق للنظام السعودي منذ بدء عدوانه وحربه الإجرامية على اليمن واليمنيين.. ومها يتكشف الهدف الرئيسي من وراء ما قاله وروج له ضد النظام السعودي.
موقف تجاري ليس إلا، وتبرير مستمر لتلك الجرائم المرتكبة بالسلاح الأمريكي، على الرغم من تعالي الأصوات والدعوات لوقف مبيعات الأسلحة للنظام السعودي بسبب سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات العدوان منذ قرابة 4 سنوات..
ترامب واحد من أدعياء السلام وحماة القوانين الإنسانية الدولية وحقوق الأطفال والنساء، يستخدم أطفال اليمن، ويوظف الجرائم المرتكبة من قبل شريكه الاستراتيجي في المنطقة المتمثل بالنظام السعودي، للمتاجرة والابتزاز وجني المزيد من الأموال السعودية و.. كفى..!
فما الذي تنتظرونه من ترامب أو رئيسة وزراء بريطانيا أو بقية تجار الحروب من قادة الأنظمة الإمبريالية، ليقولوه حول العدوان السعودي على اليمن وانتهاكاته التي لم تتوقف للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان ومجمل القوانين والتشريعات الأممية التي تجرم استهداف المدنيين والمنشآت الخدمية من مدارس ومستشفيات ومحطات توليد الطاقة والمياه وغيرها..؟!
لا حياة لقادة أنظمة الهيمنة والاستكبار.. ولا أخلاق ولا قيم ولا شرف لقادة أنظمة الإجرام والإرهاب، وفي مقدمتهم ترامب..!

أترك تعليقاً

التعليقات