سقطرى أرض (إماراتية) خارج حدودها!
 

راسل القرشي

ليس أرخبيل سقطرى وحده الذي تمكنت الإمارات من بسط نفوذها عليه بجميع جزره من خلال وجود عسكري وواجهات استثمارية وأخرى تحت مسمى (خيرية) يديرها ضباط أمن إماراتيون..؛ وإنما هناك الكثير من الجزر اليمنية الواقعة على مياه البحر الأحمر بسطت الإمارات السيطرة عليها، وتعمل عليها منذ شهور في بناء قواعد عسكرية، ومن تلك الجزر ميون وحنيش وزقر وغيرها من الجزر اليمنية المنتشرة في مياه البحر الأحمر.. 
تحولت كل تلك الجزر إلى أرض إماراتية خارج حدودها..؛ تنفذ عليها مشاريعها العسكرية والاستثمارية، وتعبث بثرواتها تحت مرأى ومسمع ما يطلقون عليها شرعية هادي، والتي شنت الإمارات وبقية حلفائها هذا العدوان من أجل إعادتها للسلطة!
في تقرير لها قبل أشهر قليلة كشفت قناة (الجزيرة) عن التوجهات الخطيرة التي تقوم بها الإمارات في أرخبيل سقطرى، وقالت: (تحول أرخبيل سقطرى اليمني إلى أرض إماراتية خارج حدودها تشرف أبوظبي على القوات العسكرية فيه، والتي يفوق عددها 5000 عنصر، ولديهم مناطق عسكرية مغلقة).. 
وبحسب (الجزيرة) شرعت الإمارات في بناء قاعدة جوية لها غرب مطار سقطرى، كما جندت نحو ألف شاب من جزيرة سقطرى خضعوا لتدريبات كثيفة في الإمارات لعدة أشهر، ووزعوا على نقاط عسكرية في الأرخبيل.
وقالت في سياق تقريرها (وقد شغَّلت الإمارات شركة اتصالات إماراتية في سقطرى، كما فتحت مصنعاً للأسماك بلا تنسيق مع (الحكومة المنتهية)، ويشرف على المشروع الإماراتي خلفان المزروعي أبو مبارك)..
وأكدت أن ضباطاً سابقين في أمن مطار سقطرى كشفوا أن الإماراتيين يقومون أيضاً بعمليات تهريب لثروة حيوانية وبيئية نادرة من سقطرى، ويقومون بأعمال وحفريات في مناطق أثرية بهدف بناء قصور لهم مطلة على البحر..
اليوم وبعد بسط سيطرتها الكاملة على الجزيرة، لا غرابة أن يأتي باحث إماراتي ويدعي أن سقطرى أرض إماراتية..! 
الباحث المذكور يقول إن (أصول الأسر السقطرية يعود إلى الإمارات، وأن العلاقات بين الإماراتيين والسقطريين لها تاريخ قديم بسبب المصاهرة والنسب، والكثير من العائلات الإماراتية هاجرت لسقطرى منذ القدم).
هكذا كشفت الإمارات عن هدفها الرئيسي من مشاركتها في العدوان على اليمن..؛ ولم تكن ما تسميها (الشرعية) التي جاءت لإعادتها إلا شماعة ومبرراً لتصل إلى ما وصلت إليه، ويتأكد هذا من موقفها من هادي وحكومته التي صرح مسؤولوها أكثر من مرة بأنها شرعية منتهية ولا حق لها في حكم ولو حتى منطقة بسيطة في اليمن..!
المشكلة هنا ليست في الإمارات وحدها، وإنما في دول أخرى تدعي تبعية الجزيرة إلى أراضيها، وتلك الدول هي سلطنة عُمان والصومال التي تدعي تبعية الجزيرة إليها، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية ـ وهي الأهم ـ أن ما تسمى (الشرعية) تسمع كل ما يقال ويبث عبر الفضائيات، ولم تنبس ببنت شفة كرد على تلك الادعاءات.
تابعوا ماذا قال أحد أعضاء مجلس الدولة العُماني.. قال: (العمانيون متواجدون في سقطرى منذ ما قبل القرن السادس الهجري)، وأن (وجود العمانيين تعزز في سقطرى إبان حكم أحد الولاة العمانيين..). وأضاف هذا العضو أنه (لا يمكن الجدال بشأن الجذور الضاربة للقبائل العمانية في سقطرى).
سقطرى أرض يمنية تتنازع ملكيتها اليوم 3 دول هي الإمارات التي ستلجأ إلى المطالبة بعمل استفتاء في سقطرى لتحديد مصيرها.. وسلطنة عُمان والصومال.. فيما من يسمونها (الشرعية) تسمع ما يُقال وتشاهد ما يعتمل كأنها تشاهد فيلماً سخيفاً من أفلام هذا الزمن الرديء والعفن.
ويبقى هنا أن نثير السؤال الأهم: إلى أية متاهات التيه ستقود هذه التي تسمى (شرعية هادي) جزيرة سقطرى واليمن عموماً..؟!

أترك تعليقاً

التعليقات