المدخل لتنفيذ اتفاق السويد
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

تفاءلنا خيراً منذ أن تم انعقاد مشاورات السويد، منتصف ديسمبر الماضي، والتوصل إلى اتفاقات وتفاهمات على جبهات مختلفة، وفي أكثر من ملف..
ولولا الخروقات والتعقيدات التي حصلت من جانب العدوان، لكان ملف الأسرى وملف الحديدة قد تم إنجازهما، وكنا الآن نتجه صوب إكمال بقية الملفات، وفي مقدمتها الملفان السياسي والاقتصادي.. ولكان الوضع حالياً أفضل مما هو عليه، على طريق إنهاء العدوان ورفع الحصار وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
تعقيدات وعراقيل وخروقات عدة واجهت تنفيذ اتفاق السويد الذي مضى عليه أكثر من شهرين إلى اليوم، ورغم ذلك ما زالت هناك مساعٍ لتجاوز كل تلك التعقيدات والبدء الفعلي بتنفيذ الاتفاق بعيداً عن أي تهديدات غربية، كما وجه مندوب فرنسا، الثلاثاء الماضي، عند انعقاد جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن.
وينبغي هنا أن تنظر كل الأطراف للأوضاع الكارثية التي يعاني منها اليمنيون جراء العدوان والحصار، ونراها تزداد تفاقماً يوماً بعد يوم.. وهي المعاناة التي تسبب بها العدوان جراء الحصار الجائر المفروض على اليمن واليمنيين منذ 4 أعوام، إضافة إلى الممارسات اللاقانونية واللاأخلاقية التي يمارسها قادته نتيجة عدم التزامهم بكل الاتفاقات السابقة، ومنها عرقلة تسليم مرتبات موظفي أجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة في عموم اليمن، والتي تعهد بها (هادي) أمام مجلس الأمن، عند انتقال البنك المركزي إلى عدن.
رفع هذه المعاناة المتزايدة عن اليمنيين، من وجهة نظري، هو المدخل لتنفيذ اتفاق السويد، ومن ثم الحديث عن أي مشاورات أو مفاوضات قادمة، كون أي مفاوضات أخرى لن يكتب لها النجاح في ظل بقاء الوضع المعيشي الكارثي لليمنيين كما هو عليه حالياً.
لا شك أن هذه الخطوة ستعزز من الثقة المتبادلة بين كل الأطراف، وستقود إلى وضع الحلول والمعالجات الحقيقية لإنهاء الأزمة السياسية من جهة، وإنهاء العدوان من جهة أخرى.
عندما أقول ذلك فلا أعني وضع التعقيدات والعراقيل أمام تنفيذ اتفاق ستوكهولم، بل على العكس من ذلك، أتحدث بعقلانية وشفافية مطلقة، فلا حلول ولا معالجات دون البدء بمعالجة الكارثة الإنسانية التي أوجعت اليمنيين، وأثرت بالمطلق على حياتهم المعيشية، وتسببت بموت عشرات الآلاف من الأطفال جراء الأمراض والأوبئة التي كانت اليمن قد تخلصت منها.. ولولا العدوان الذي استهدف كل البنى التحتية الخدمية، وفي مقدمتها شبكات المياه والكهرباء، لما عادت تلك الأمراض للظهور من جديد.
سوء التغذية والكوليرا وأمراض أخرى انتشرت وتفاقمت بين اليمنيين نتيجة العدوان، إضافة إلى الحصار الجائر المفروض الذي منع عن اليمنيين وصول الأدوية والأغذية.. فقط ينتظرون ما تمد به الأمم المتحدة والدول الداعمة لها، والتي هي من تقود العدوان على اليمن، وتفرض هذا الحصار الملعون وبشراكة دولية واسعة..!
طيلة الفترة الماضية منذ انتهاء مشاورات السويد، والمندوب الأممي الطامح لبدء مفاوضات أخرى، عاجز حتى الآن عن إيجاد آلية مناسبة تضمن تنفيذ اتفاق السويد، وإيقاف كل الخروقات التي تمارسها قوى العدوان، ولا زلنا نسمعه يكرر نفس أحاديثه السابقة في إحاطاته التي يقدمها لمجلس الأمن، ويتمنى التئام المرحلة الثانية من المشاورات لمناقشة بقية الملفات..!
نعم.. نحن مع تلك الطموحات والأماني التي يسوقها غريفيث، ويوزعها يمنة ويسرة، لكن يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن الانتقال لمشاورات أخرى، فيما نتائج مشاورات السويد لم تنفذ، ولا زالت قيد البحث والنقاش، والحالة المعيشية الكارثية التي يعيشها اليمنيون كما هي..؟!
إن الملف الإنساني والمعيشي لليمنيين هو الأولى بالبحث والنقاش إن أراد غريفيث ومعه الأمم المتحدة ومجلس الأمن والعالم بأكمله، إنهاء الأزمة اليمنية والعدوان القائم، وتحقيق السلام في اليمن.. وما دون ذلك سنظل ندور في حلقة مفرغة، ولن نصل إلى أي حلول ومعالجات.. وهذا في اعتقادي ما تريده الأمم المتحدة ومجلس الأمن والأنظمة الكبرى الداعمة للعدوان وجرائمه المرتكبة بحق اليمنيين منذ 4 سنوات..

أترك تعليقاً

التعليقات