فاشل في ليبيا كما في سوريا!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / #لا_ميديا - 

طيلة السنوات التسع الماضية لم يستطع أردوغان رغم احتشاده حول النار وتوظيف كل إمكاناته الإرهابية والمادية في دعم الجماعات المسلحة ومن ضمنها المنظمات الإرهابية كداعش والقاعدة، من تحقيق أهدافه والأهداف الغربية في إسقاط النظام السوري وتغيير النظام.
 بقي أردوغان يراهن من خلال توظيفه لكل تلك الإمكانات والدعم المتواصل الذي يتلقاه من الدول الغربية وخاصة بتسيير جسر جوي لنقل الإرهابيين منها إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا... بقي يراهن على نجاحه في إسقاط النظام السوري وتحويل سوريا إلى ولاية تركية تعزز من آماله وطموحاته في استعادة إمبراطورية أجداده..!
وبعد كل ما قدمه وفعله مُني أردوغان بالفشل وأصيب بخيبة أمل لم يكن يتوقعها، الأمر الذي دفعه في آخر الأمر إلى تنفيذ عمليته العسكرية الواسعة في شمال شرق سوريا وأطلق عليها اسم عملية "نبع السلام"..!
والهدف كما روج حينها حماية تركيا من الجماعات الإرهابية التي تشكل تهديداً على أمن تركيا واستقرارها.
حينها قال أردوغان: "عملية نبع السلام هدفها تطهير الأراضي من منبج إلى الحدود العراقية وسنستمر حتى إنجاز هذا الهدف".. وهو بما قاله يؤكد ما ذهب إليه الكثير من المحللين السياسيين الذين أشاروا إلى أن أردوغان لديه طموحات توسعية، ولا يستبعد أنه يتخذ من قضية اللاجئين السوريين ذريعة لتحقيق أو للوصول إلى أهدافه الكبرى من وراء هذه العملية العسكرية الواسعة، وإحداث تغيير ديموغرافي شمال سوريا لصالح الطموح "العصملي"..!
نعم.. فشل أردوغان في سوريا.. ورغم أنه يخوض منذ أشهر تجربة أخرى في شمال شرق سوريا ستقوده هي الأخرى للفشل والعودة بقواته منكسراً، إلا أن طموحاته وسعيه لإعادة إرث أجداده لم ولن تهدأ، وسيواصل تنفيذ أهدافه من خلال دعم الجماعات الإرهابية لإقلاق أمن واستقرار سوريا، وذلك بالتعاون مع الكيان الصهيوني وحلفائه الأمريكان والأوروبيين الذين يلتقون معاً بنفس الأهداف والتوجهات في سوريا والمنطقة بشكل عام.
اتجه أردوغان صوب ليبيا لتعويض الهزيمة التي تلقاها في سوريا والفشل الذي مُني به، وأبرم اتفاقية أمنية مع حكومة الإنقاذ الوطني الليبية الإخوانية التي أصبحت نهايتها قاب قوسين أو أدنى.
ووفقاً لهذه الاتفاقية يتمكن أردوغان من التدخل العسكري لمساندة أتباعه في ليبيا ومواجهة قوات حفتر التي أكدت أن الحسم العسكري هو الحل الوحيد لإنهاء التواجد الإخواني "الإرهابي" كما يصفونهم، وإعادة الحياة إلى طبيعتها في ليبيا.
تركيا تبحث عن الزوايا وتعمل استدارة باتجاهات مغايرة لتحالفاتها السابقة، لكن إلى أي مدى تستطيع استكمالها؟ وإلى أي مدى أيضاً طموحات أردوغان قابلة للتحقيق؟!
كل المؤشرات تقول إن أردوغان الساعي عبر التدخل العسكري في ليبيا إلى مساندة أتباعه في حكومة الوفاق سيفشل، كونه يدرك أن قواته لن تذهب لللتنزه في ليبيا، وإنما إلى مواجهة عسكرية ضارية ستكلفه وتكلف قواته الكثير، ولهذا لانزال نسمعه من حين لآخر يلجأ لحرب التصريحات مهدداً ومتوعداً، إلا أنه يخشى أن يخسر في ليبيا كما خسر في سوريا - وهو المتوقع - وأن تنقلب توقعاته إلى حسرة وندم وخيبة ستفقده الكثير على المستويين الداخلي التركي والخارجي..!
ومن هذا المنطلق نقل أردوغان عناصر إرهابية كانت تقاتل في سوريا إلى ليبيا بهدف جس النبض ومعرفة ما الذي ستقدمه هذه العناصر وهي تقاتل في صفوف حكومة الوفاق والنهاية التي ستؤول إليها.
وبناء على كل التوقعات الماثلة والمتوقعة لا أعتقد أن أردوغان سيجازف وينقل قواته إلى ليبيا، وسيكتفي بإرسال بعض الخبراء العسكريين والآليات العسكرية، وتقديم الدعم اللوجستي وغيرها من الأعمال غير القتالية.
سيفشل أردوغان في ليبيا كما فشل في سوريا، وخاصة بعد تصريحاته الاستعمارية التي أطلقها قبل أشهر وقال فيها إن ليبيا جزء من تركيا، ومن حق بلاده الحضور والتدخل في دول عدة كانت ضمن "جغرافيتنا القديمة" - كما قال -ومنها ليبيا.. وهي التصريحات التي أغضبت الليبيين، وكشفت عن الهدف الحقيقي من وراء التدخل التركي العسكري في ليبيا..!
ستبوء كل مساعي أردوغان في ليبيا بالفشل كونه لن يواجه قوات حفتر فحسب، بل سيواجه الشعب الليبي بكامله، فتصريحاته المثيرة للسخرية حول ليبيا وسوريا هي التي أفشلته قبل أن يبرم اتفاقياته المسماة الأمنية مع حكومة الوفاق، وقبل أن يعلن عن تدخله العسكري.

أترك تعليقاً

التعليقات