اعتراف متأخر بالخيانة
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

استيقظ أنيس منصور مؤخراً على دوي الجرائم الأخيرة التي ارتكبها تحالف العدوان بحق المدنيين في محافظتي حجة والجوف وبعد أكثر من خمس سنوات، استيقظ ليقر بدوره ودور غيره من الناشطين الإعلاميين والسياسيين والحقوقيين المنتمين لأدوات العدوان بتلقيهم أوامر وتوجيهات من السفير السعودي بتبرير كل الجرائم والانتهاكات المرتكبة من قبل تحالف الشر ضد المدنيين!
أنيس منصور بإقراره المعلن أكد بتلك التبريرات، التي كان يلجأ إليها هو ومن معه بعد كل جريمة يرتكبها التحالف العدواني، اختاروا خيانة وطنهم وارتضوا أن يسبِّحوا بحمد العدوان، وأنهم ليسوا سوى إمعات يحركهم السفير السعودي كيف يشاء، ويوجههم لقول ما يريده وقيادات نظامه على حساب دماء أطفال ونساء وشيوخ وشباب اليمن دون حياء!
كل ما قاله أنيس منصور كنا نؤكده منذ البداية، وأوضحنا مراراً أن مطابخ النظام السعودي كثيرة وجاهزة عبر أدواتها وقفازاتها المحلية والخارجية لتخريج مثل تلك التبريرات القبيحة وتسويقها بسرعة البرق عبر الإمبراطورية الإعلامية التي يمتلكها هذا النظام. لكن رغم كل تلك الهالة المزيفة فشلوا في تمريرها طيلة السنوات الخمس والنيف الماضية!!
لم ييأسوا أو يصابوا بالإحباط من كثرة التبريرات المعجونة بالأكاذيب والمغالطات التي ظلوا وما زالوا يروجون لها صباح مساء في مواقعهم الإخبارية وصحفهم وقنواتهم الفضائية، وهو ما زادهم وقاحة وقبحاً ونذالة وانحطاطاً لا مثيل له في العالم!!
وبعيداً عن الهدف المخفي وراء إقرار أنيس منصور المعلن، والذي قد يذهب البعض صوب تفسيره بأكثر من اتجاه، إلا أن الأهم من وجهة نظري أن وراء هذا الإقرار أن أدوات العدوان وصلوا إلى مرحلة الفشل الذي لم يكونوا يتوقعونه بعد هذه السنوات من التبريرات السخيفة وارتضائهم البقاء كأدوات بيد السفير السعودي ونظامه!!
أنيس منصور وغيره سخَّروا أنفسهم كمحللين وكتاب وصحفيين تحت الطلب لإنتاج التحليلات والكتابات والأخبار التي يريدها النظام السعودي ومن تحالف معه، خدمة لعدوانه وجرائمه المرتكبة بحق المدنيين اليمنيين، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء، إضافة إلى خدمة سياساته الاستبدادية التي يمررها داخلياً وخارجياً!!
قد يتجه البعض في تفسيراته صوب تركيا التي نراها تسعى جاهدة للتدخل في اليمن، ولم يتسن بعد الإعداد لهذا التدخل الذي تريده قيادات الإصلاح... ومن هنا قد يكون إقرار أنيس منصور كمقدمة لكل هذا.
في كل الأحوال نأمل أن ما قاله أنيس منصور - إن كان ضميره حقاً استيقظ - أن يوقظ بقية الأبواق الذين ما زالوا في غيّهم سادرين!!

أترك تعليقاً

التعليقات