لا وصاية على اليمن واليمنيين
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -  

قد يكون هناك حوار يجري، كما نسمع عبر الفضائيات العربية، بين الجانب الوطني والنظام السعودي؛ وهو ما يبشر بخير فربما يقود هذا الحوار إلى إنهاء العدوان وفك الحصار.. ولكن على أي أسس سيبنى الحوار وإلى أي نتائج سيصل؟!
وهنا يجب التأكيد على أن الحوار الذي يقود إلى تحقيق السلام لا بد أن يرتكز على أسس واضحة ويضع في الاعتبار كل هذا الدمار الذي شهدته اليمن طيلة 5 سنوات، وما صاحبه من استهداف ممنهج للمدنيين أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من اليمنيين وإصابة الآلاف غيرهم، إضافة إلى ضرورة أن يكون حوارا نديا لا يقدم الجانب الوطني فيه أي تنازلات للنظام السعودي الذي يريد ويسعى إلى فرض وصايته على اليمن واليمنيين بأي شكل كان.
ولهذا لزم تذكير السياسيين في الداخل الوطني أن زمن وصاية النظام السعودي على اليمن قد ولى وإلى الجحيم ولن يعود. كما لزم تذكيرهم أيضا بأن أي حوار يقود إلى التفريط بسيادة واستقلال ووحدة اليمن يعتبر أمرا مرفوضا ولن يقبل به اليمنيون على الإطلاق.
النظام السعودي هو عدو اليمن واليمنيين، ليس منذ 5 سنوات وإنما منذ زمن، فهو كان بعيد ويرى في اليمن امتداداً لأرضه وفي اليمنيين اتباعا له ولقادته..
مثل هذه الأفكار التي تعشعش في عقول قادة النظام السعودي يجب إنهاؤها وتلقينهم أن اليمن دولة ذات سيادة ولا ينبغي لأحد التدخل في شؤونها أياً كان حجمه.
اليمنيون سادة أنفسهم ولا وصاية عليهم من أحد. واليمن دولة حرة ذات سيادة ولن تكون تابعة لأية دولة في المنطقة.
وفي المقابل، يجب التأكيد على أنه لم يعد هناك من وسيلة أخرى أمام كل القوى السياسية في الساحة الوطنية غير الحوار لوقف الحرب والصراعات القائمة وانتصاراً للقيم الوطنية وللدولة المدنية التي نحلم بها جميعا.
الحوار.. حديث الأمس وحديث اليوم وسيبقى حديثنا غدا، ونؤكد عليه كونه الوسيلة الوحيدة لإيقاف كل أشكال الحروب والصراعات. يجمعنا الحوار هدفاً في التقارب وتعزيزاً لمسارات الإصلاح، ويقودنا نحو الآتي الأجمل بثقة.. وقدرة على تجاوز كل المحبطات والعراقيل وكل لغات التشاؤم. 
ومطلبنا في المرحلة المقبلة، أيا كان شكلها أو لونها، هو بناء دولة والانتصار للدماء التي أريقت وسفكت في أي منطقة ومكان في البلاد، لنعيش بكرامة وفي ظل دولة تعي مسؤولياتها وواجباتها تجاه الشعب أو نموت بشرف.
بناء الدولة المدنية هو مطلبنا.. المدنية بمفهومها الواسع التي لا تعني سوى سيادة النظام والقانون والمساواة والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد، ولا مكان فيها للفوضى والتخريب والعنف والمظاهر المسلحة والشللية والمناطقية والمذهبية.

أترك تعليقاً

التعليقات