أسبوع الخالدين
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

من الذي قال إن الشهداء يحتاجون لأسبوع نتذكرهم فيه؟! هم أصلا ما عادوا محتاجين لشيء، ومن ذا يكرم الضيف مثل الله سبحانه وتعالى؟! وكيف تكون محتاجاً لشيء وأنت في ضيافة الله؟!
أسبوع الشهيد لصالحنا نحن، لنشحذ الهمم بالذكريات العطرة لهؤلاء الأعزاء، لنحقق العزة والكرامة لأنفسنا ونحن نرى الشهداء بعزيمتهم كيف استطاعوا أن يقهروا الموت وينتقلون من الحياة إلى حياة، فكم شهيدا مثلت شهادته حافزا ودافعا للعديد منا ليكتشفوا حلاوة مشاعر الإباء والعنفوان وحياة العزة والكرامة!
كم كانوا عظماء فاستحقوا هذا الوسام العظيم! وكل واحد منهم لم يرحل إلا وترك خلفه مكانا لا يملؤه غيره. نحن نتذكرهم بحسرة على أنفسنا، لأننا حرمنا من وجود أشخاص رائعين مثلهم، وفي داخلنا نعرف أن هؤلاء فعلوا ما نشعر أننا لم نستطع أن نأتي بمثله، أن تقتحم عرين الموت بإقدام وثبات وعنفوان!
أتذكر بعض هؤلاء الأعزاء حين كنا معا، وتالله إني أحيانا لا أصدق أني كنت بحضرة أشخاص عظماء مثلهم، وأستغرب عن أسباب عدم معرفتي بأني سأفتقد وجودهم رغم ما كانوا عليه من أخلاق وقيم، لقد كانوا متفوقين على الآخرين دوماً، فليس من المستغرب أن يتم اصطفاؤهم ليكونوا خالدين، وليس هناك حسرة سوى على أنهم رحلوا عنا في وقت لم نكن نتوقعه أبدا.
شخصيا، لقد دفعني شهيد للتحرك، وكانت شهادة أحدهم سببا لي لأتعلم من موقفه شيئاً، وخلال سنوات تحركي لم يلهمني أحد كما ألهمني شهيد، وحياتي منذ عرفت شهيداً تغيرت، وشهيد هو من دفعني لكل عمل عظيم قمت به، وكلما بحثت في هاتفي عن أسماء من أعرف أجد أسماء الشهداء مرتبطة بكل تغيير نحو الأفضل خلال تاريخي كله.
أسبوع الشهيد محطة ننهل منها معاني عظيمة تنفعنا لتغيير واقعنا كشعب مظلوم مستضعف. وهذه الذكرى باعث للأمل نحو غد أفضل لنا ولأجيالنا. ولعل من المفيد لنا أن نقف عند هذه الذكرى ونحن نتذكر كل واحد منهم ونستعرض مواقفهم المشرفة، ونعاهدهم أن نحفظ ما تركوه لنا من تراث قادر أن يجلي الظلام الذي أراد المجرمون أن نقبع فيه خانعين تائهين.
سلام على الشهداء وعلى ذوي الشهداء، وسلام على كل من حفظوا العهد وساروا على درب الإباء وما بدلوا تبديلا.

أترك تعليقاً

التعليقات