إنك لا تُسمع الموتى!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

تنبع أهمية تطهير مديريات البيضاء من القاعدة وداعش من أنها تعتبر وكرا رئيسيا ترعرعت فيه هذه التنظيمات الصهيونية، فبعض المقاتلين الذين قاتلوا الجيش واللجان الشعبية في هذه المحافظة هم من أولئك الأطفال الذين تربوا منذ زمن في أحضان مشائخ أتوا من بلدان شتى بهدف تربيتهم على عقائد ضالة مضلة، ثم إطلاقهم بعد "امتحان إيمانهم" ليعيثوا فسادا في مجتمعاتهم قتلا وإرهابا و...!
الصور التي وزعها الإعلام الحربي والأمني كانت رسالة بليغة وإن لم تأتِ بجديد، فطالما تكلمنا ونصحنا أولئك المخدوعين بأن هذه التنظيمات أدوات أمريكية صهيونية لتنفيذ ما عجزت أمريكا عن فعله وبتكلفة أقل؛ فهذه التنظيمات الكرتونية تم تشكيلها وإعدادها لضرب أي بلد يرفض السياسات الأمريكية ضمن مشروع "الفوضى الخلاقة" الذي تحدث عنه الأمريكيون بإسهاب، ولكن للأسف ليس هناك من يسمع ويعي!!
الأسلحة التي كانت تشير للمصدر المسؤول عن التموين (السعودية) لا يمكن أن تكون "غنائم" كما يدعي البعض، فهم يقاتلون في إحدى عشر جبهة، كما صرح قادتهم بغباء، جنبا إلى جنب مع المعتدي الأمريكي السعودي، ولا يوجد أي تعارض بين أهداف هذه التنظيمات وأهداف النظام السعودي. وهذه الفضيحة تذكرنا بالأسلحة "الإسرائيلية" التي وجدت بحوزة الجماعات التكفيرية في سوريا، والتي -ويا للصدفة- تتوافق أهدافها مع أهداف الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي العربية والمقدسات الإسلامية!
رأينا مستوى التدريب والتموين والتخطيط الذي لا يمكن إلا أن يكون عملا استخباراتيا محترفا. ورأينا تلك النظرات الزائغة في عيون الأسرى، والتي كانت تشير بوضوح إلى مدى الصدمة النفسية بعد سقوط الغشاوة عن العيون. رأينا السقوط المدوي لمخطط ومكر مستمر بالليل والنهار لعشرات الأعوام. ورأينا المحاولات البائسة لطيران العدوان وهو يحاول أن يوقف تقدم الجيش واللجان الشعبية أو طمس أي دليل قد يشير إلى دعمه لهذه التنظيمات... ولكن الحقيقة كانت أكبر من أي محاولة لحجبها.
كلمة أخيرة نقولها لأولئك الذين ما يزالون يخدعون أنفسهم حسدا أو كفرا: ألا يكفي كل ما يجري لتروا الحقيقة؟! ها أنتم ترون من توالونهم وهم يرتمون في أحضان عدو الله وعدو أمتكم، وها أنتم ترونهم وهم يعادون كل جهة أو جماعة تدافع عن كرامة الأمة وثرواتها وحقوقها... فمتى تصحون من غفلتكم؟! لقد قضيتم عمرا طويلا وأنتم تسيرون وراءهم، فإلى أين وصلتم بطاعتكم لهؤلاء المفسدين المجرمين؟! أم أنكم ممن حقت عليهم اللعنة وباؤوا بغضب الله وسخطه؟! فالنار كفيلة بأن توقظ كل من أصر على ما تصرون عليه اليوم!

أترك تعليقاً

التعليقات