ماذا بعد الانحطاط؟!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
يقول بوكوفسكي: «في كل صباح أقرر ألا أغضب وأقضي يوما هادئا، ثم ألتقي ببعض الأغبياء الذين يجعلون ذلك مستحيلا». لو كان هذا المهرج يقصد أن يستفزنا عندما رفع مؤخرته وأطلق ريحاً فقد نجح، ليس فقط في استفزازنا، بل لقد استفز كل شخص يحترم نفسه؛ فلكل شيء حدود، إلا سفالة حزب الخونج وغلمانه!
أنا أريد أن أفهم إلى أي مدى سيصل هذا المنحط (الأضرعي) بأفعاله؟! هل يعتبر نفسه ظريفا وهو يقوم بدور السافل؟! فالأمر لم يكن مضحكا البتة، بل مقززاً وباعثا على الاشمئزاز. هل يريد أن يتنمر على من سماهم «السلاليين»؟! ما أعرفه أن من يتنمر في الغالب يكون في موقف قوي، بينما الواقع أنه وجماعته قد تم مسح البلاط بهم في كل محفل، وباتت سيرة دناءتهم ووضاعة قدرهم على كل لسان!
مَن كان يتخيل في الماضي أن يصل الحال بهؤلاء «الغلمان» إلى هذه الدرجة من السقوط؟! لقد كانوا يتفاخرون بأنهم ضمن حزب «إسلامي» يعمل على نشر الدين والفضيلة في أوساط المجتمع، فإذا بهم يكشفون عن أسوأ مستوى من الأخلاق والانحطاط، بمجرد أن هُزموا أمام خصومهم، وباتوا يشعرون بأن المجتمع بأكمله بات يحتقرهم!
لو كان هذا المهرج يعتقد بأن الدور الذي يلعبه قادر على تغيير قناعات المجتمع فهو واهم، فحاله هو وجماعته في الوقت الحالي لا يمكن أن تدفع بأحد لأن يقف معهم، أو أن يقامر أحد بسمعته بالدفاع عنهم، خاصة وقد خسروا ذلك الغطاء الديني الذي كانوا يتسترون به، والجماعة لم تترك موقفا إلا وأظهرت نفسها فيه كجماعة انتهازية، ولم يحدث أن وجدنا جماعة مبغوضة كالخونج، حتى من حلفائهم!
ربما أن الشيء الحقيقي الوحيد الذي يفهمه هذا المهرج هو أن من ينتقدهم أكبر منه، يحترمون أنفسهم لدرجة لا تسمح لهم بأن ينزلوا لمستواه الدنيء، وإلا لكانوا على الأقل نشروا ما وجدوه في رفوف جهاز الأمن السياسي السابق من فضائح حزبه وقادتهم؛ ولكن أخلاقهم تأنف أن تكون منحطة أو مستغلة للمواضيع الأخلاقية، وبعض قادة حزبه ومشغليهم يعرفون هذا جيدا.
هذا المهرج يبذل جهدا كبيرا لكي يبقى ضمن القائمة الإعلامية للمرتزقة الخونج، وهو مستعد -كما يبدو- لأكثر مما فعل، حتى لا يخسر موقعه بين أهم أعضاء الجوقة التي تروج للعمالة، وتسبح بحمد الاحتلال!
ختاما: لا فائدة تُرجى من نصح هذا المأفون وباقي المهرجين من حزبه التائه الفاشل. وربما الفائدة الوحيدة مما يفعلونه هي أنهم يزيدون صعوبة عودتهم إلى صفوف شعبهم، وبذلك سنضمن أن هؤلاء لن ينجسوا صفنا مجددا، وسيضطرون للانبطاح أكثر تحت أقدام المحتلين الذين سيتخلصون منهم في النهاية لا محالة. فخزيٌ في الدنيا قبل الآخرة، ولا عزاء للخونة ولا كرامة، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات