خاب من استعلى!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
انتهت الجولة بين "إسرائيل" ومن ورائها "أمريكا" ضد غزة ومن ورائها "محور المقاومة"، والتي كان يُراد لها أن تحسم بكسر عظم المقاومة، فتم حشد المواقف الغربية والعربية إيغالا في القهر، وتم حشد الشركات والمؤسسات والإعلام والساسة والعسكريين والأسلحة.. ولكن خاب من استعلى! لقد كانت صفعة في وجه كل من راهنوا أن غزة ستنكسر وحيدة أمام الهول الذي أعد لها، وليس هناك أبلغ مما قاله طيارون صهاينة وهم يعترفون بأن قصف الأبراج السكنية كان الطريقة الوحيدة للتنفيس عن الإحباط الذي شعروا به عندما عجزوا عن إيقاف سيل الصواريخ الذي أهان كيانهم المتغطرس ومن يقف وراءه!
عدد الشهداء من المدنيين الفلسطينيين 232 شهيداً، وهو رقم يعتبر أقل مما كان يدفعه الفلسطينيون في الماضي دون أن يكون هناك ثأر لدمائهم، وتكلمت وسائل الإعلام عن خسائر فلسطينية بمئات الملايين مقابل خسارة كيان العدوان ما يزيد عن 7 مليارات شيكل حسب المعلن فقط، ونزوح 75 ألف فلسطيني مقابل نزوح 5 ملايين يهودي، ولأول مرة تتلقى "إسرائيل" أكثر من 4 آلاف صاروخ أنت له حكومة العدو المهددة بالسقوط، والحقيقة أنها سقطت فعلا بعد هذه الجولة التي وضعت الكيان الصهيوني الغاصب لأول مرة أمام حقيقة أنه كيان واهن جدا ويعيش مأزقاً وجودياً حقيقياً ينبئ بقرب زواله من خارطة المنطقة إلى الأبد.
الجيش "الإسرائيلي" ولأول مرة في تاريخه وقف متخوفا على حدود غزة بعد أن أدرك أن المقاومة قد امتلكت سلاحا جديدا قادرا على سحق دبابات الميركافا "الأسطورية"، وربما تكون الخسارة الأكبر للجيش "الإسرائيلي" هي عدد السراويل التي بللها جنوده مع كل أمر بالتقدم بعد أن كُسرت معنوياتهم!
فعلتها المقاومة بعد أن تم تناقل الخبرات من جبهات أخرى وتمت معرفة السلاح المناسب لكل تكتيك يستخدمه جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وكان لا بد من هدنة عاجلة استجداها الصهاينة بإلحاح حتى يستوعبوا هول المفاجأة.
الموقف العربي كان مخزيا بعد تعري أنظمة العمالة، والعملاء أصيبوا بصدمة وخيبة أمل أكثر من "الإسرائيليين" أنفسهم بعد أن طبلوا وتآمروا وبادروا بالخيانة، وها هم يعودون وقد اعتراهم الخزي من ضعف موقف سادتهم المهزومين ليلعقوا جراحهم ويتلاوموا.
فعلها الأبطال، وأمسى محور المقاومة وكل الشرفاء يمتلكون العزم للإعداد للجولة القادمة التي ستكون أشد وأنكى على قوى الظلام، ونحن نعلم أن قادم الأيام ستكون هناك حرب نفسية واستخباراتية وانتشار للأدوات كـ"داعش" و"القاعدة"، واستعراض لقوة نعلم جيدا أنها كسرت وباتت من الماضي، وليس ما قبل جولة الـ11 يوما كما بعدها، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات