قادمون في العام الثامن
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
مرت سبعة أعوام، سبع سنوات عجاف، ولم يبرد الحقد السعودي! وهذا يذكرني بالحقد الأمريكي الذي جعلهم يضربون اليابان بالقنبلة الذرية مباشرة، بعد أن سرقوا أسرارها من الألمان.
يشهد الله والناس جميعاً أننا لم نعتدِ على أحد، ولم نكن نطمع في شيء سوى العيش بسلام. لكن الحقد السعودي لا يختلف عن حقد سادتهم الأمريك، بل إنه حقد أشد، كونهم يحسون بعقدة نقص تجاه اليمنيين وتاريخهم. ومنذ أن بذرت بريطانيا نبتتها الخبيثة قرب الكعبة المشرفة وإلى اليوم والمنطقة تعج بالمؤامرات والنكبات والكوارث. وقد كان لليمن وفلسطين نصيب الأسد من مؤامرات ومكائد هذا الكيان الصهيوني الملعون.
ما يُظهر هذا الحقد أكثر هو عدد الغارات المهول التي انهال بها الأوغاد علينا وبسخاء؛ فبحساب بسيط أكثر من 250 ألف غارة، بافتراض أن هذه الغارات كانت تتم بأربعة صواريخ فقط من النوع العادي لكانت التكلفة تتعدى رقما بعشرة أصفار، بالدولار طبعاً! هذا دون حساب تكلفة الطيران والاستطلاع، ومرتبات الطيارين الأجانب، وثمن الوقود، وأجور الأقمار الصناعية، وقيمة الخونة الذين يرصدون لهم الإحداثيات في الداخل، وثمن شراء ضمائر الساسة والمنظمات التي تتعدى هذا المبلغ بكثير! فماذا تحقق لهم من وراء هذا كله؟! كان هذا كافيا لشراء صداقة شعب طيب كالشعب اليمني مدى الحياة لينعم الجميع بالخير كإخوة!
وهذا يشير ببساطة إلى أن ما يهدفون له أكبر بكثير مما يعتقد الكثير من السذج والجهال، ويؤكد الرواية الروسية التي صدرت في دراسة عام 2016، والتي تؤكد أن اليمن يطفو على بحيرة عظيمة من النفط والمعادن تفوق ما لدى كل دول الخليج مجتمعة. والدراسة اعتمدت على معلومات استخباراتية أمريكية تم جمعها منذ سنوات عديدة. وهي معلومات سرية تم الكشف عنها بالوثائق عن طريق موقع «ويكيليكس» قبل سنوات فقط.
من المؤسف أن السعوديين اختاروا الطريق الخطأ للحديث والنقاش مع اليمنيين، فهم كانوا وما زالوا يستضعفون هذا الشعب الطيب، وظنوا أنهم قادرون على نهب ثرواتنا بالقوة، وهذا ما جعلهم يبالغون في تقديراتهم بأنهم قادرون على سحقنا خلال أيام، بل وفي أسوأ تقدير خلال شهر واحد، فقد كانوا واثقين أنهم بعد هيكلة الجيش، وتدمير القدرات العسكرية، وإغراق البلد في الفوضى بإيصال الإخوان إلى سدة الحكم، ونشر الجماعات الإرهابية، ومحاولة تمرير مشروع الأقاليم وتقسيم البلد، كل هذا كان يهدف للتمهيد لاحتلال البلد ووضعه تحت الوصاية ليتسنى لهم نهب ما يريدون دون رقيب.
الشعب اليمني أذهلهم. ولولا العملاء لكان الأمر أدى لنتائج تفوق أبشع كوابيسهم، فقد استطاع اليمنيون أن يلقنوا بني سعود أكبر درس في تاريخهم، بل وتحمل شعبنا الأسطوري جميع الكوارث والأوبئة والأزمات المفتعلة، بل واستطاع شعبنا العظيم أن يقلب الطاولة على المعتدين، وأن يلقنهم دروسا لم تنتهِ بعد في عقر دارهم، وأن يسترجع أراضي يمنية محتلة منذ عشرات السنين، والقادم أنكى وأعظم!
بعد سبعة أعوام، صار مواليد السنة الأولى من العدوان يدرسون الآن في المدارس، وهم لا يعرفون شيئاً عن الحياة قبل العدوان والقصف والحصار والحقد السعودي، وهؤلاء سيكبرون وهم يعرفون من العدو وماذا فعل ببلدهم وشعبهم. وشعبنا بفضل الله عرف حقيقة ما يجري، وعرف المؤامرات التي أديرت ضده منذ عقود لمسخ هويته وإغراقه في التبعية والمعاناة، وبات الجميع -حتى الأعداء- يعرفون من هو الشعب اليمني وماذا يستطيع أن يفعل.
علينا اليوم ترسيخ هذه الثقة أكثر من أجل مستقبلنا، وأن نتوحد للرد على العدوان، ثم أخذ حقنا كاملاً غير منقوص. وجميعنا نعرف أن خيرات بلدنا تكفينا وزيادة، والخطوة الأولى هي أن ننتزع حريتنا وقرارنا، فنحن لسنا حثالة كما أرادوا لنا أن نعتقد، بل إننا شعب كريم ذو تاريخ تليد، ويحق لنا أن نعيش كرماء كما أراد الله لنا.. «واجعلوها حرب كبرى عالمية». لن نتوقف عند نقطة بعد اليوم، وأمتنا اليوم كلها باتت تتطلع إلى أين سنصل، ولن تخيب توقعاتهم بإذن الله. قادمون في العام الثامن بقوة وبعزة وكرامة وبمواقف مشرفة ترضي الله ناصر المستضعفين وقاهر الجبارين، وسننتصر بإذن الله.

أترك تعليقاً

التعليقات