من اليمن هنا فلسطين
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
لعلكم تتذكرون كيف كنا نشعر بالسعادة والامتنان عندما كنا نجد أشخاصا يعلنون وقوفهم معنا خلال سنوات العدوان، ومن ضمن هؤلاء -لمن لا يتذكر- مسيرات الدعم التي خرجت في فلسطين، وخاصة في غزة. يومها انتشر وسم (#من_فلسطين_هنا_اليمن) حتى تحول إلى "ترند" عبّر فيه أهل فلسطين عن وقوفهم مع اليمن وإدانتهم للعدوان الغاشم. ولو عدنا لمطالعة المواقف ومقاطع الفيديو لاقشعرّت أبداننا من هذه المشاعر الفياضة.
ما أود قوله هو أننا عندما نخرج في مسيرات التأييد مع فلسطين، فنحن نخرج مع إخوة لنا، بكل ما تعنيه الكلمة. ولكن بفضل الله وسواعد جيشنا تمكنا من تحويل هذا التعاطف إلى مشاركة حقيقية وفعلية، وتخلصنا أيضا من كل العوائق والتقسيمات التي حاول فرضها علينا الأعداء ومرتزقتهم، وكلنا نعرف ويعلم الله أن بودنا أن نفعل المزيد، وهذا التعاطف ووحدة الموقف أغاظ الأعداء وأذنابهم، فكان ما رأينا من أصوات نشاز هنا وهناك تدعو لأن ننسى فلسطين وأن نترك موقف التأييد، بدعوى أن لدينا من المشاكل ما يكفينا!
هو العهر يا سادة يتجلى في أقبح صوره، وهو موقف تشابهت فيه قلوب هؤلاء الأنذال مع سادتهم الأمريكيين، الذين ظنوا أننا سنغير موقفنا يوم عرضوا علينا فك الحصار ودفع المرتبات مقابل ترك فلسطين وحيدة! كيف يريدون أن نهنأ بعيش ونحن نشاهد أفظع الجرائم وهي تُرتكب بحق أهلنا هناك؟! ثم كيف سنثق بسلامهم ونحن نعرف ما هم عليه من خسة ولؤم؟! بل كيف لا نخاف من عقوبة الله وهو يرانا نتخلى عن أهل فلسطين المستضعفين دون أن نتخذ موقفا مشرفا يخرجنا من دائرة الخيانة والصمت المذل؟!
موقف الخائن لا جديد فيه، فهو نفسه الموقف المتفرج والمؤيد لمن يقتلون شعبهم منذ تسع سنوات، وهو ذاته الموقف القذر الذي اتخذه أراذل الناس عبر التاريخ، ولن نندهش أيضا عندما يُنزّل الله عليهم عقوبته كما حدث مع من سبقهم في الخيانة. الحق نقول لهم بأن يتوبوا قبل أن يأتي يوم القصاص، وما يفعلونه هو جهد ضائع بائس، فلا يمكن لأي يمني حر أن يقبل بأن يكون على شاكلتهم: خائنا، حقيرا، وضيعا، تافها... فأريحونا من كلامكم النتن، ففلسطين كانت ومازالت وستظل جزءاً منا، هي بلدنا، وفيها أهلنا، وستظل قضيتنا حتى يأذن الله بالفتح.

أترك تعليقاً

التعليقات