أمريكا تعترف
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

يا للإثارة حقاً؛ أمريكا تعترف أخيرا أننا أرهبناها!
وأخيرا خلع النظام الأمريكي عن وجهه قناع الرزانة والهدوء وكف عن تجاهلنا، لقد كنت بدأت أشك فعلا بأن كل ما فعلناه طوال هذه السنين لم يؤثر بشكل قوي على أعداء الإنسانية هؤلاء، ولكن اليوم الجميع يعلم أننا أوجعناهم، وكل ما استطاعوا أن يفعلوه هو أن أضافونا لقائمة لا تضر ولا تفيد لطالما استخدموها لابتزاز البلهاء!
أولا دعوني أشمت قليلا في أولئك الحمقى الذين كانوا ينبرون للسخرية منا، كلما قلنا إن أمريكا طرف أساسي في المعركة، وأولئك الذين كانوا يلحنون كلامهم باستهزاء كلما صرخنا بشعار البراءة من نظام أمريكا.. نعم أنا أشمت الآن بهم وأسخر من حماقتهم، فكل الجرائم التي ارتكبها النظام الأمريكي الصهيوني ضد أمتنا لم تكن كافية لتقنع هؤلاء بأن أمريكا هي العدو! وكانوا يقفون ضد كل خطوة ترد على الخضوع والاستكانة والذل الذي تعيشه أنظمة العمالة العربية، فها هي أمريكا ركبت أعلى ما في خيلها، فماذا كسب الجبناء من مواقفهم تلك، وماذا خسرنا نحن؟!
ماذا يعني إضافتنا لقائمة الدول التي ترهب النظام الأمريكي؟! سيحجزون علينا أموالنا في الخارج! يا للمصيبة.. ومنذ متى كان معنا أموال ليحتجزوها؟! وهل سيمنعون قادتنا من السفر إلى الخارج؟! أنا لا أعرف ما المقلق من هكذا قرار، ولا يوجد تفسير سوى أن ترامب أطلق آخر ما في جعبته ليبتز البقرة السعودية لآخر مرة، وفي ما بعد الحصول على مال الأغبياء بني سعود سيقوم باستثمار هذه الأموال لتعويض خسارته في الانتخابات بعد أن جرب البلطجة على بايدن، ولكن بني سعود كانوا الأكثر غباء عندما اعتقدوا أن قرارا كهذا يمكن أن يحسن من موقفهم بالغ السوء.
لولا أن البعض نصحني بأن أتعقل لكنت دعوت أن يكون تاريخ هذا القرار عيدا وطنيا، فهو بمثابة وسام شرف بأننا استطعنا إرهاب أعتى قوة عسكرية في العالم رغم فارق الإمكانيات، وهذا القرار اعتراف ضمني بذلك. هذا القرار دليل عجز وإفلاس تحالف العدوان في مواجهة الشعب اليمني، وضربة في وجه كل أولئك الذين اعتقدوا أن أمريكا لم تفعل شيئا بعد ضد اليمنيين، لقد فعلت وفعلت، وها هي تلقي ما تبقى في يدها كله، وخاب كيد كل السحرة والدجالين، وقضي الأمر وانتصرنا، ومع مرور الأيام سيظهر جليا للجميع أن هذا القرار لا يقدم ولا يؤخر، وأننا شعب عصي على الهزيمة.

أترك تعليقاً

التعليقات