الراقصة والشيخ!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

لا، هذا ليس اسم فيلم عربي رديء، بل إن الأمر هو تعبير عما وصل إليه "الإخوان" من إفلاس وسقوط، وتحولت المقابلات التلفزيونية التي اعتادوا حضورها من فرصة رائجة لاجتذاب المزيد من الحمقى للتجنيد تحت لواء دولة (إسلامية) لا تمت للإسلام بصلة، إلى مقابلات باتت مجرد وسيلة لتبرير مسلسل الفشل المستمر، وكيل المزيد من الاتهامات للآخرين بعد أن أريق كل ماء وجوه الإخوان وأصبحوا عنوانا للإجرام والفساد والعهر والفشل.
يأتي الشيخ مرتبكا إلى الاستوديو حاملا طنا من الأوراق التي كتب فيها كل ما يمكن أن يحتاجه من الأباطيل، لقد سهر ليلته يستذكر ويدون الردود على الأسئلة التي سيلقيها عليه المذيع "الإخواني" حليق الذقن، وقد وصل ضيف الحلقة مبكرا حتى يراجع بعض الأكاذيب التي سيلقيها، وطبعا لم ينس أن يجهز بعض الدعابات التي سيحتاجها ليخفي توتره وضعف موقفه، وها هو يجلس في مقعده، وخبيرة المكياج المحترفة تضع اللمسات الأخيرة على ملامح وجه الضيف القاسية، فالمرحلة تتطلب أن يكون الشيخ جذابا قدر الإمكان وفيه بعض اللمسات الأنثوية لتتوافق مع دور الضحية الذي يلعبه الإخوان هذه الأيام.
المخرج التركي متوتر ومتحفز، والمنتج السعودي يحاول أن يكظم غيظه ويجلس هادئا في هذا الجو المشحون بالتوتر، والمذيع يجرب أن يبتسم عدة مرات حتى يعتاد جو الحوار، فالمعركة على وشك البدء.. وحده رجل المخابرات الأمريكي يجلس هادئا ويلوك العلكة بمياعة وهو يشاهد كل هذا السيرك الذي يدور استعدادا لحفلة الكذب الليلة، وقبل البدء يشير للشيخ أن يناوله عود السواك الذي يحمله في يده، فالمرحلة قد تغيرت وما عادت هذه "الإكسسوارات" تجدي نفعا مع المشاهد الذي مل هذا الأداء الرديء المصطنع والمتكرر.
تبدأ المقابلة بسؤال الإحماء الذي يهدف لتغيير قناعات المشاهد، وتتوالى الأسئلة التي أعدت بدقة في أحد مراكز الدراسات المتخصصة بالحرب الناعمة، وتمر الدقائق صعبة ويبدأ العرق بالتصبب رغم جو الاستوديو المكيف.. المذيع يسأل والشيخ المستعد الذي يحاول التركيز وسط سيل الأفكار الكاذبة التي تدور في رأسه، وتنتهي الحلقة بعد أن أفرغ الشيخ كل ما في جعبته من تبريرات واتهامات ووعود كاذبة، وفي الأخير يتوقف التصوير وينهض الضيف مرهقا لينحني أمام المنتج السعودي ويقبل يده قبل أن يناوله الأخير مظروفاً يحوي "أتعابه"!
لقد كان الشيخ أشبه براقصة في ليلة يتمنى من صميم قلبه أن تكون أرضت مشغليه.. وتستمر لعبة الكذب والخداع التي ستنتهي عما قريب، فحبل الكذب يبقى قصيرا مهما تخيلوا أنه سيطول. الأحداث تثبت أن زمن الرقص واللعب بالدين قد شارف على الانقضاء، ووعي الناس بما جرى ويجري يزداد وتزداد قناعتهم أنهم كانوا ضحية لعبة جهات دولية وظفت الدين ومجموعة من العملاء ذوي اللحى لتمرير مشاريعها التي تستهدف مقدرات شعوب المنطقة.

أترك تعليقاً

التعليقات