لماذا يجب أن تنتصر إيران؟
- عبدالملك سام الجمعة , 17 يـنـاير , 2020 الساعة 7:28:46 PM
- 0 تعليقات
عبدالملك سام / #لا_ميديا -
أولا: لأنها دولة في المنطقة، أي أنها تحمل ثقافة تنسجم مع البلدان التي تحيط بها، وهذا يعني أنه حتى لو اختلفنا معها في العقيدة فإنه لا غنى للعرب عن مد جسور التفاهم والتعاون معها حاضرا ومستقبلا، ثم إن كل المخاوف التي تم زرعها بين دول المنطقة مصدرها معروف بطمعه وجشعه في ثروات البلدان التي طالما استنزفتها دول الاحتلال.. فإيران باقية وهؤلاء الغزاة راحلون، هذا هو كلام المنطق، لذا ليس من مصلحتنا أن يستمر العداء معها، ونعتقد أن هذا هو المنطقي!
ثانيا: إيران دولة مسلمة، ومهما هول البعض علينا فإنه بحسب عقيدتنا يجب أن يكون الشعب الإيراني أقرب إلينا من هؤلاء الشقر الباغضين الذين جاؤوا بالشر من خلف المحيط، ووفق عقيدتنا أيضا فإن الأعداء الذين حذرنا الله منهم هم الأعداء التاريخيون لنا كمسلمين، أي اليهود والنصارى، ومتى ما اخترنا طريقا لأنفسنا بعيدا عن توجيهات خالقنا فستكون النتيجة الحتمية هي الخسارة المؤكدة.. لا يجب أن نسمح لبعض العملاء أن يغيروا حقائق ثابتة هي من صلب عقيدتنا مهما كانت المبررات، ولنتذكر أحداث التاريخ المؤلمة التي حدثت معنا بسبب ابتعادنا عن تعاليم ديننا وعقيدتنا، وتفرقنا.
ثالثا: إيران كداعم للقضية الفلسطينية المركزية للأمة، ولنشاهد ما هو البديل الذي يريد منا العملاء انتهاجه؟! النموذج السعودي والإماراتي مثلا ما هي رؤيته لحل مظلومية الشعب الفلسطيني؟!
الجميع يعرف سعي هذه الأنظمة الخائنة لتركيع الجميع لحكم الصهاينة ونسيان أمر الشعب الفلسطيني المظلوم، ويريدون منا أن ننسى الهدف من زراعة هذا الكيان الغاصب في قلب المنطقة، ويريدون أن نصدق أن هذا الكيان سيقبل أن يعيش في سلام مع باقي الدول رغم كل ما شهدناه من ويلات ومصائب على أيدي الصهاينة والأمريكيين! وهذا ما لا يمكن أن يقبله أي كائن عاقل في أية بقعة في العالم، فلماذا نقبل نحن بهذا الغباء، بل الانتحار؟! هؤلاء الصهاينة لا يمكن أن تأمنهم حتى لو كنت صديقاً لهم! ولنا في ما حدث ويحدث عبرة يا أمة محمد.
رابعا: لأن عدو عدوي هو صديقي، والعالم كله يجمع على أن النظام الأمريكي نظام عدواني مجرم ولص، والكل يعلم ما يكنه هذا النظام من شر لكل العالم، وخصوصاً لنا نحن العرب، والكل يعلم أن أمريكا تسرقنا وتستغفلنا، وهي السبب في كل المشاكل التي نعاني منها، وطالما هناك عداء بين إيران وأمريكا فليكن، ويجب علينا هنا أن ندعم تحرك إيران ضد أمريكا لمصلحتنا أولا ولو من باب أنهم أعداء لأعدائنا على الأقل.. هذا هو منطق الحكمة.. على الأقل فلنتخلص من العدو الأقوى أولاً إذا ما افترضنا أن هناك عداء حتمياً مع إيران!
هناك أسباب عدة تجعلنا نقف مع إيران ضد أمريكا، ومن الغباء أن نتجاهلها ونصدق أن إيران يوم كانت حليفة لأمريكا وإسرائيل كانت أفضل لنا! الأنظمة الحاكمة في دول الخليج حمقاء وتجرنا نحو مصير أسود ومليء بالمصائب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والمستقبل سيكون مأساويا لنا كعرب وكمسلمين لو سلمنا لهم بهذا التوجه المدمر. يجب أن يتوقف هذا الجنون، وأن نتخذ القرار الذي فيه مصلحتنا ويتوافق مع عقيدتنا والمنطق السليم.. نحن كمسلمين يقول الله لنا إن أشد الناس عداوة لنا هم اليهود، وكعرب فإن الصهاينة ومن يدعمهم هم الأعداء رقم واحد بالنسبة لنا.. فهل فهمنا؟! أم أننا نفضل أن نظل نعاني العبودية إلى الأبد، لأننا أصبحنا أجبن وأضعف وأهون الشعوب في العالم؟! نحن لدينا الثروات والعقيدة وكل ما يمكن أن يجعلنا نعيش حياة رغيدة ونجعل كل الأمم تنظر إلينا بإعجاب، فماذا دهانا؟!
المصدر عبدالملك سام
زيارة جميع مقالات: عبدالملك سام