رئيس من أجل الشعب
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

• الصماد حاسماً: نحن في مواجهة تحدٍّ مصيري، أن نكون أو لا نكون. حتى وإن عانينا، وإن واجهنا كثيرا من المشاكل والصعوبات، فإننا ندافع عن قضيتنا وعن عدالتنا، وهم من سيصيحون من ثبات وصمود هذا الشعب قبل أن ينتظروا أن يصيح هذا الشعب من عدوانهم وصلفهم.
• الصماد موضحاً: ظنت قوى العدوان أن الشعب اليمني سيخرج للابتهاج بقدوم المحتلين واستقبالهم بالورود، إلا أنهم فوجئوا بأن الشعب اليمني ليس لديه فائض من الورود، بل فائض من الصمود يكفي لإغراق أقوى وأعتى جيوش العالم في مستنقع من الجحيم.
• الصماد صريحاً: نحن لسنا عشاق حروب ولا نعشق المشاكل؛ لكننا عشاق حرية، عشاق استقلال، عشاق كرامة، وفي سبيلها لن نبالي بصنوف المؤامرات والتحديات. لذلك من المهم علينا جميعاً أن نرسل رسائل لأعدائنا أننا مازلنا مصممين على مواصلة مشوار الصمود، مشوار الكرامة، مشوار الاستقلال... لن نرضى بأن تداس كرامتنا ويقتل شعبنا.
• ‏الصماد فخوراً: يا جماهير الشعب اليمني، يا من تتجسد فيكم عزة اليمن وكرامتها وصمودها، أنتم من تكتبون الوقائع، وأنتم من تصنعون النصر، وتصنعون التاريخ، وتصنعون الانتصارات والصمود، والمواقف البطولية التي يسطرها رجال الجيش واللجان الشعبية ما هي إلا نفحة من نفحات صمودكم، من نفحات ثباتكم.
• الصماد ناصحاً: لا تراهنوا على صحوة ضمير العدو، ولا إنسانية المجتمع الدولي المزيفة، لوقف العدوان والحصار عليكم، ولا تراهنوا على أي دعم خارجي، بل يجب أن تضعوا الخطط الطارئة القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى لنصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، وستنجحون بالعزم والإرادة والثبات.
...
بهذه الكلمات أحببت أن أفتتح هذا المقال في ذكرى استشهاد هذا الرجل الاستثنائي، الذي جاء في زمن استثنائي ليصبح رجل المرحلة بحق، ويدير دفة البلد حتى تاريخ استشهاده، وقد تخطى به أصعب مراحل العدوان، بدءاً من انطلاقته كمجاهد لا يشق له غبار، ثم وزيراً مخلصاً لقيادته وشعبه، ثم متحملاً القيام بدور صعب استطاع من خلاله أن يؤلف المختلف في جو من التناقضات والتباينات، حتى تأمنت الجبهة الداخلية، واستمر في العطاء لبلده وشعبه حتى آخر لحظة في عمره المعطاء.
من تابع جولاته في الجبهات وتخرج الدفعات يعلم جيدا ما هو النموذج الذي قدمه الرئيس الشهيد صالح الصماد، فتحركاته تلك سطرت نموذجاً فريداً من الرؤساء يختلف تماماً عما عهدناه، رئيساً -كما أحبَّ أن يقال عنه- من أجل الشعب، لا شعب من أجل الرئيس، رئيساً لم ينس يوما عشقه لجبهات القتال ومجالسة المجاهدين، بل ويؤكد في تلك الزيارات ما يكنه من حب وتقدير لأولئك الأبطال، بل وكان يتمنى لو أنه ظل واحدا منهم يتنقل بين الجبال والشعاب والصحارى يذود عن تراب وطنه بدمه.
الرئيس صالح الصماد قدم أيضا أنموذجا ملفتا لما ينبغي أن يفعل أي مسؤول حين يتحمل مهام منصبه بأمانة واقتدار، فبحث عن الطاقات الكامنة وقام بتوجيهها نحو البناء، رغم انعدام الإمكانات، وهذه من صفات المؤمنين الذين وثقوا بالله وعرفوا أن في بناء الإنسان يكمن سر نجاح أي عمل، خاصة العمل الجهادي، لذا فقد استطاع الرئيس الشهيد (رحمه الله) أن يزرع الثقة فيمن حوله ويحقق نجاحات أغاظت الأعداء رغم صعوبة الظرف الذي تولى فيه المسؤولية. ولعل هذا هو أهم سبب دفع الأعداء للسعي لاغتياله، وقد جندوا لهذا الهدف الكثير من الإمكانات والتقنيات والجواسيس والأموال، لقتل أحلام اليمنيين التي تجسدت في رؤية الشهيد الصماد لبلده وأمته.
الرئيس المؤمن تحرك وفق رؤية قرآنية واضحة؛ كيف لا وهو الطالب النجيب الذي نهل من مدرسة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) منذ بداية عمله الجهادي؟! وقد نال الرئيس الشهيد ثقة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، لما وجد فيه من قوة الإيمان والحكمة. كما أنه كان يتمتع بصفات قل ما تجتمع في شخص واحد. وكانت تلك الصفات وتلك الثقة في محلها، عندما تحرك الصماد في فترة عاصفة ومتباينة المآرب والمشارب والتوجهات، فاستطاع بتوفيق من الله أن يترجم توجهات القيادة على الواقع ويحقق إجماعا بين مختلف الرؤى، ما وفر بيئة استطاعت أن تصمد أمام الهجمة الشرسة التي استهدفت اليمن ووحدته وأمنه.
إن اغتيال الشهيد الصماد كان يمكن أن يؤدي إلى نكبة، لولا أنه (رحمه الله) ساهم في تطبيق مبادئ ساهمت في لم شمل اليمنيين وتقوية ترابطهم، خاصة بعد فتنة ديسمبر، التي أراد الأعداء من خلالها توجيه ضربة قاصمة لوحدة الجبهة الداخلية، إذ استطاع الصماد بعد القضاء على الفتنة أن يداوي الجراح ويجمع الأطراف السياسية ويقضي على آثار المؤامرة. لذا نجد اليمنيين بجميع مكوناتهم اجتمعوا على حبه والوفاء لذكراه العطرة.
فسلام الله عليك يا أبا الفضل، وعلى الشهداء الأبرار. وإننا على خطاك وخطى الشهداء الكرام نسير، ونقتبس منكم ومن تضحياتكم ما يجعلنا أكثر صبرا في مواجهة أعداء الله وأعداء أمتنا. فهنيئاً لك الفضل الكبير من الله. ولا نامت أعين الجبناء.

أترك تعليقاً

التعليقات