هل هو الغباء أم سوء الأعمال؟
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

مع تكشف الحقائق وتجلي الحقيقة نجد أن الكثير من الحمقى يقعون فريسة ظنون السوء. وفي الفترة الأخيرة على وجه الخصوص تكشفت لنا الكثير من حقائق الناس التي كانت مختفية وراء مظاهر الرزانة والابتسامات الصفراء التي كان يتقمصها البعض.
جزى الله النائبات خيرا فعلا، فلولا تلك المواقف الصعبة التي مررنا بها لما انكشفت حقائق الكثير من الخونة الذين كانوا يعيشون بيننا. وبالعودة لما حدث منذ بداية العدوان وحتى اليوم، شاهدنا الفضائح على رؤوس الأشهاد لأشخاص كنا نعتقد أنهم جزء من هذا الشعب الطيب.
لقد تعددت أشكال ومواقف هؤلاء، حتى بات الموقف واضحا لا لبس فيه، حكاماً ومشائخ وسياسيين ومسؤولين وموظفين وحتى أشخاصاً لا قيمة لهم! وكان توقيت ارتمائهم في حضن العدوان يختلف أيضا بحسب تتالي الأحداث، فهناك من اتجه نحو العبودية في وقت مبكر مع بداية العدوان، وهناك من تحرك مع الأحداث، وهناك من ظل بيننا يؤدي دوراً ما في الظلام حتى سقط في سوء عمله.
كما أن الأسباب تختلف من شخص لآخر، فهناك من كان دافعه الطمع في ما يمنحهم العدو مقابل خيانتهم، وهم الغالبية. وهناك من كان دافعه الخوف من أن ينتصر العدوان، وهم فئة العبيد الخانعين. وهناك من كان دافعه الحقد. وهناك من كان ضحية الثقافات الخاطئة ثم اكتشف الحقيقة ولم يستطع العودة. وهناك من بحث عن المنصب والتقدير لدى عدو شعبه... الخ.
القاسم المشترك بين كل هؤلاء هو الخيبة التي منيوا بها. وقد قتل العديد منهم، والبعض يقبعون في سجون العدوان يقاسون مرارة الذل والهوان، وهناك من جمع بعض المال الحرام من ثمن خيانته لبلده وشعبه وينتظر الفرصة ليفر بما جمع، وهناك من فر بجلده بعد أن اتضحت له حقيقة الأمر، وهناك من لايزال يأتمر بما يوجهه له ضباط الاحتلال وهو يدعو في نفسه أن يجد مخرجا مما هو فيه، وهناك من لايزال يكابر حتى النهاية لأنه ما عاد يستطيع أن يواجه نفسه بالحقيقة الأليمة ويأمل أن تحصل معجزة ما ليثبت لنفسه ومن حوله أنه كان على حق!
صمود شعبنا اليمني والانتصارات التي حققها أدت لضياع الكثير من الأموال التي جمعها البعض. وبالنسبة لقيادات المرتزقة فقد كدسوا تلك الأموال في الخارج، لأنهم كانوا الأكثر حذرا والأقل تصديقا لما كانوا يخدعون به الآخرين من وعود كاذبة. أما أولئك الحمقى المخدوعون فكانوا ينفقون ما جمعوه على الملذات التي أصبحت باهظة الثمن أو عبر استثمارها في مشاريع فاشلة، كما حدث للكثيرين منهم في مأرب. والبقية لم يدخروا شيئا، كونهم لم يستلموا إلا أقل مما وعدهم العدوان به، وهم في معظمهم من قتلوا وهم يدافعون عن مشروع احتلال بلدهم!
الشعب اليمني في معظمه كان يرى هؤلاء بعين الدهشة من مدى حماقتهم ولؤمهم وحقارتهم؛ فلم يكن يخطر ببال أحد منا أنه يوجد بيننا أشخاص كهؤلاء. ومع مرور الأعوام التي عانينا فيها من العدوان والحصار والمؤامرات ازددنا مقتا لهؤلاء الخونة، وكان من الطبيعي ألا نشعر بالأسى ونحن نشاهد سقوطهم وما يفعل المحتل بهم وهو الذي لا يضيع أي فرصة ليجرعهم الإهانة والذل.
وها نحن نرى هذه الأيام -رغم كل ما حدث- ما يفعله بعض هؤلاء الذين مازالوا يعيشون بيننا في أمن وسلامة، فصدق أو لا تصدق بعض الخونة ممن يتمنون العودة ولم يستطيعوا أن يوحوا لمن يعرفونهم هنا بأن يلحقوا بهم! يهولون ويرجفون عليهم بعد أن يئسوا من هذا الشعب، وهاهم يبثون سموم حقدهم وانتقامهم مما يعانون ليدفعوا بالبعض من معارفهم أن يأتوا ويقاسموهم مصيرهم الأسود! فهل هذا ناتج عن الغباء العصي على الشفاء منه؟! أم أن سوء الأفعال والنوايا هي ما ستجر هؤلاء لينظموا إلى حزب الشيطان الذين خسروا دنياهم وآخرتهم؟!

أترك تعليقاً

التعليقات