رمضان.. وجنون الأسعار!!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

هل هناك طريقة لكي نجعل تجارنا لا يعلمون بقدوم رمضان، لكي لا يستعدوا لقدومه بجريمة رفع الأسعار؟! وهل هناك مكان يمكن أن نبتاع منه القليل من الضمير من أجل تجارنا معدومي الضمير؟! وهل هناك وسيلة لجعل حكومتنا تصحو وتتحرك ولو لفترة وتشاهد البؤس في عيون هذا الشعب الصامد؟! 
آباء منكسو الرؤوس وفي نظراتهم خيبات الأمل وهم يشاهدون أسعار السلع ترتفع إلى أرقام قياسية، سواء المستوردة أم المحلية، ومن اعتاد منهم أن يخرج هو وأسرته وأطفاله لشراء مستلزمات رمضان أحجم عن ذلك وهو يرى ما آل إليه رمضان في بلادنا، فكلهم يخافون ألا يستطيعوا تلبية طلبات أطفالهم الذين اعتادوا أن رمضان مناسبة للفرح والخير!
المضحك المبكي أن الحكومة تشتكي أيضا! لا تقولوا إني أتجنى على حكومتنا التي تعاني من حصار ونقص الموارد، فنحن نعرف كل هذا، والموضوع لا يحتاج سوى لنزول انتقائي واتخاذ إجراءات حاسمة ضد المخالفين ليكونوا عبرة للبقية! يمكن أيضاً مراجعة الفواتير مع معرفة كم يبلغ هامش الربح المعقول بالمقارنة مع بقية الأصناف. كما أن النزول الميداني المفاجئ للجان إلى الأسواق سيجعل التجار المخالفين يخافون من الإقدام على أي تصرفات سلبية، والمفترض أننا لسنا بحاجة لتذكير الجهات الحكومية بما يجب اتخاذه في كل عام! 
من قال إن الإعدام عقوبة قاسية ضد معدومي الضمير، وضد من يسرقون أقوات أطفالنا، وضد من يقتلون فرحة الشعب بهذا الشهر الفضيل؟! قولوا لي ما جزاء من يحارب هذا الشعب في لقمة عيشه؟! بل ما المفترض أن نقوم به ليشعر هؤلاء بجريمتهم إذا كانوا لا يعقلون ولا يشعرون؟! هؤلاء التجار الذين يعتقدون أن لغة المال كفيلة بإخراجهم من أي مأزق، ولا يكترثون بمعاناة الآخرين!
يمكن أيضا أن تقوم مؤسسات حكومية متخصصة باستيراد بعض السلع التموينية الرئيسية لزيادة المعروض في السوق وتخفيض الأسعار، الأمر الذي سيدر دخلا معقولا للحكومة ويساهم في تخفيض الأسعار.
وهناك سؤال يتردد اليوم ومع اقتراب قدوم شهر رمضان الكريم، فكلنا يتذكر تلك القائمة السوداء التي ضمت أسماء التجار المخالفين العام الماضي، فهل يمكن لوزارة الصناعة والتجارة أن توضح للناس ماذا حل بتلك القائمة؟ وما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بحق أولئك التجار معدومي الإنسانية؟!
أخيراً: كل ما نطلبه من الحكومة هو أن تتدخل لنستطيع أن نؤدي فرض صيام رمضان المبارك بهدوء، فهل هذا مطلب غير معقول؟! أما التجار فنقول لهم: اتقوا الله في هذا الشعب الطيب، اتقوا الله قبل أن تحل عليكم لعنة الله وسخطه، وعلى الأقل فلتتذكروا أسر الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين، ولتعوا أنه لولا أولئك الأبطال ما كنتم لتنعموا بهذا الأمن والاستقرار ورواج تجارتكم! ورمضان كريم على الجميع.

أترك تعليقاً

التعليقات