الشعوب تكفيها الإشارة!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
وكأنما الأنظمة الخليجية كانت مربوطة، فانفك رباطها فجأة! وهو منظر سيصفه لكم أي راعي غنم عندما يفتح باب الحظيرة في الصباح لأغنامه الجائعة. تسابق مُخزٍ للانبطاح أمام الصهاينة لم نرِ له مثيلا عبر التاريخ، أو كأننا نشاهد بائعات هوى يتنافسن على زبون محتمل في أحد شوارع بانكوك! ولماذا نعيب بانكوك، وعواصم عربية صارت أكثر عهراً؟! فهل مثل هؤلاء يمكن أن نقول عنهم زعامات وأمراء وملوكاً؟!
في العام 1971 قررت بريطانيا أن تنسحب من دول الخليج. فوجئ البريطانيون حينها برسائل الرجاء والتوسل من هؤلاء الأقزام يطلبون من الاحتلال أن يبقى، وعبروا عن استعدادهم لدفع مرتبات وتكاليف بقاء الحذاء العسكري البريطاني فوق أعناقهم! اندهش البريطانيون يومها، وقرروا إرسال خبراء ليعلموا هؤلاء المجاذيب كيف يدافعون عن أنفسهم!
لم يخطر ببال أي مستعمر أنه سيجد يوما حكاما تافهين كهؤلاء! وحتى في أوج قوتهم، وبعد مرور عقود على اعتياد هاته الأسر على الحكم، وفي القرن الحادي والعشرين، ما نزال نجد بينهم من يحتفل ببناء قواعد أجنبية على أرضه! رغم المليارات التي أنفقوها على العتاد العسكري الغربي، ورغم الأموال التي أهدروها على الدورات الخارجية واستئجار المرتزقة وتجنيس الأجانب لينضموا إلى صفوف قواتهم العسكرية، إلا أن أخلاق وصفات العبيد ما تزال تجري في عروقهم، وقد صدق المثل القائل: «لا الفسيخ ينفع يبقى مربى، ولا قليل الأصل ينفع يتربى»!
كان والدي (رحمه الله) يطلق عليهم لقب «عيال الجواري»، وكنت لا أعي معنى كلامه يومها؛ ولكني فهمت القصد لاحقا. من كان يتخيل أن يحدث كل هذا في سنوات قليلة؟! ولو قلت لأي شخص قبل سنوات أن هذا سيحدث ما كان ليصدقك! حاخام يتزوج في الإمارات جهارا نهارا وسط رقص بعض المهرجين من لابسي العقال، و«عاهـ...» يأمر ببناء حي يهودي في وسط عاصمة بلده، وسافل آخر يشارك في ضرب الفلسطينيين، وآخر يفرغ المدينة المنورة من ساكنيها تمهيدا لتسليمها لليهود، وابن (...) يروج للأجانب حتى يأتوا ليزنوا ببنات بلده... وما يزال مسلسل العار مستمراً!!
سأقولها، وأنا حر في التعبير عن رأيي: هؤلاء يجب أن يرموا بالنعال من قبل شعوبهم، وأن تتبرأ الشعوب منهم حتى لا يحسبوا معهم، فمما يخافون، وهؤلاء أحقر من أن نفعل لهم حساباً؟! هذه ليست حكومات، بل بيوت دعارة واحتلال، والتعامل معهم باطل شرعا.
الأنظمة -وليس الشعوب- في هذه الدول لم تعد عربية، وهم وصمة عار على أي شعب يعيشون قربه، ويجب أن نعمل على إزالتهم بالتواصل مع الشخصيات الحرة والأصيلة القابعة تحت حكمهم. هؤلاء رجس لا بد أن ينتهي، وعار لا بد أن يمحى، وأصنام لا بد أن تسقط!

أترك تعليقاً

التعليقات