حلول مشوهة!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

في العادة أنا أحب أن أسمع أكثر مما أتكلم. وبعيداً عن التكرار وعن الحكمة التي تقول إن الإنسان يملك أذنين ولساناً واحداً، فأنا فعلا أحب أن أسمع أكثر، وهي صفة تعود على صاحبها بفائدة الفهم وتجنبه الخطأ الكثير الذي يقع فيه الشخص الثرثار... وبعيداً -أيضاً- عن الحكمة الأخرى التي تقول إن السمكة التي تغلق فمها لا يصيدها أحد، فإني هنا أجد أني من يجب أن يتكلم، لذلك أعذروني لو ثرثرت قليلا!
لقد تكالب علينا الأوباش من الخارج ومن الداخل، ولأول مرة نجد هذا الكم الهائل من عمالة في شعب واحد. ولن نلقي باللوم كله على "السعيم" وحده، رغم ما أحدثه من مصائب بهذا البلد، ولكننا نعلم جيدا أن بلدنا مستهدف بشكل خاص من قبل الصهاينة الأوغاد، لأنهم يعرفون جيدا من هو الشعب اليمني وماذا يمكن أن يفعل.. فقط البعض منا مازال غير مصدق أن هناك مؤامرة وأننا شعب عظيم!
لعل معظم السبب (وهذا ما سيغضب البعض) أننا نرى أن كل ما قيل لنا لم يتحقق، والكثير من الوعود لم تنفذ، والفساد مازال يرتع، والنهب مستمر، واللصوص في راحة، والعملاء مبتسمون ومتفائلون، كيف لا وكرت العفو موجود دائما ليشهر في وجه أكبر ثائر ليصمت؟! والمسؤولون عن حل المشاكل يأخذون "بيد" الفاسد برفق ويبتسمون له طمعا في "هدايته"! بينما صاحب الحق لا يناله إلا الغضب والاتهامات بأنه لا يصبر وغير مقدر للوضع!! وما يزيد الطين بلة هو الحلول العبقرية التي يتحفنا بها بعض هؤلاء والتي تذكرك بقاعدة المرور الشهيرة والعجيبة "ثلثين بثلث"!!
أعرف ما سيرد به عليَّ البعض، وقد أخبرتكم سابقا أنني أفضل أن أسكت، ولكن انطلاقا من مسؤوليتي لا بد أن أكون صادقا إذا تكلمت.. توجيهات السيد قائد الثورة واضحة لا لبس فيها، وليس لدينا شك فيما يتمناه لشعبه، وليس ذنبه إذا لم يجد من يعتمد عليه حقا بين كل هؤلاء، ولو بدأنا بالفرز لوجدنا القلة فقط كانت ثقة القائد بهم في محلها. المشكلة ثقافية وقانونية واجتماعية ودينية، وقد عشنا ردحا من الزمن كان الرجال (فعلاً) فيه هم من يلعبون بـ"البيضة والحجر"، أو كما كنا نطلق عليهم: "حمران العيون"!
هنا لي كلمة قبل أن أعود لطابور الصامتين: اعدلوا وانشروا الخير ليطمئن الناس. لا تفكروا فيما سيقال عنكم في وجوهكم، بل ما سيقال عنكم أمام الله في ذلك اليوم. نريد العدل. نريد من يؤخذ بيد الفاسد لتقطع، لينتهي هو ومن بقي في قلبه مرض. ونريد أن يحل الوئام الحقيقي في مجتمع يعيش في ظل العدالة ويأمن على حقوقه. نريد أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر، وأن يُفعّل القضاء كما يجب بعد تنظيفه بشكل حاسم وعاجل، ليطمئن الجميع ولا يخاف إلا المجرمين. وصدقوني أن هؤلاء الذين يعانون من الظلم هم من يتحركون وسيتحركون بالمال والنفس. أما أهل الفساد فلا سبب يدعوكم لتتفاءلوا بهدايتهم، فمن لم يهتد بعد كل هذه الأحداث لا أمل يرجى منه.

أترك تعليقاً

التعليقات