الحنش والحنّاش
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

يعود ديسمبر ليحكي لنا ذكرى الخيانة التي لولا لطف الله على هذا الشعب المسكين المستضعف لكانت ذكرى دخول المحتلين الحاقدين إلى كل اليمن. ما أسوأ وأحقر الخيانة! لقد شاء العملاء أن يحرقوا كل اليمن، وشاء الله لنا أن نظل أحرارا، وأن يحفظ لنا كرامتنا وأعراضنا وبلادنا من هجمة جحافل الشر ومرتزقتهم، الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء إخفاء نواياهم الشيطانية تجاه كل ما هو يمني.
بالطبع ما يزال الخونة يمنون أنفسهم بالعودة على ظهر دبابة سعودية، وما تزال أحلامهم القذرة تراودهم منذ أن فروا بعار الخيانة إلى أحضان من يريد أن يحتل بلدهم وينتهك أعراض اليمنيات ويسرق ثروات اليمن. ولكن كل المؤشرات تؤكد أن أمانيهم سراب، خاصة بعد عام شهد انهيارات العدوان ومرتزقته بشكل غير مسبوق ودون أمل بأن ترد هذه القوى الظلامية شيئا مما فقدته. وتأتي المتغيرات كلها لتمنح الأحرار المزيد من القوة والمنعة والمزيد من الانتصارات التي لم تكن في حسبان أكبر المحللين السياسيين. كيف لا، والله لا يهدي كيد الخائنين؟!
عفاش، ذلك الغر الذي بدأ مشوار خيانته بقتل زعيم يمني أعطاه ثقته التي لم تكن في محلها، فالدنيء يظل دنيئا، واستمر هذا الشيطان في ارتكاب أبشع الخيانات طوال سنين حكمه، فغدر بأقرب الناس إليه، حتى انتهى وقد تخلص من جميع من ساندوه، ووصلت خيانته إلى كل أبناء بلده، الذي أحرقه بحروب بينية حتى كره الجار جاره، ولم يأمن أحد في عهده، لا على ماله ولا على مستقبل أبنائه، واستمر في نشر الفساد والقتل في بلد وصل في ظل حكمه إلى أدنى المراتب عالميا، رغم ما حبا الله به اليمن من ثروات وخيرات كانت تسرق تحت حماية الخونة، بينما اقتات عفاش وزبانيته على الفتات الذي كان يتركه من ملوك الفجور للخونة الأراذل.
ما نزال حتى اليوم ندفع ثمن ما دمره عفاش وزبانيته، ونواجه فتناً هو من أيقظها ونشر ثقافة فسادها في كل أرجاء اليمن. سقط "هبل" الذي كان يعتقد أن من حقه أن يحرق البلد الذي رفض الاستمرار في السقوط على يده. وكان يظن أن الشعب الذي تمرد على ظلمه حري به أن يغل بقيود من يحركونه من سفراء حقراء لم يخجل من أن يخضع لقراراتهم في كل صغيرة وكبيرة في بلد أعظم من أن يحكمه الأراذل من سعوديين وأمريكيين وغيرهم.
ثقافة التبعية لمن يدفع انتهت. وثقافة الفساد تتلاشى شيئا فشيئا، مع ازدياد رقعة اليأس في صدور من تربوا على أيدي زعيم الفساد البائد. وها هو اليمن العزيز يسترجع قوته وحقوقه المسلوبة على أيدي أبنائه المخلصين، الذين لم يبنوا لهم منتجعات أو قصورا خارج بلدهم، بل هم من أتوا من رحم معاناة شعبهم ومآسيه.
ونحن اليوم نتذكر عظيم ما منَّ به الله علينا من نصر وتأييد للقضاء على أخطر مؤامرات العدوان التي استهدفت بلدنا من الداخل، ونحمد الله أن خلصنا من أخطر الخونة وأكثرهم خبثا، ونشكر الله على أن هدانا إلى طريق الخلاص مما كنا فيه من استضعاف وهوان ومؤامرات، وها نحن نرى كيف يستشيط الأقزام غضبا وحقدا على وحدتنا وتعاظم قوتنا، بينما هم يعانون هوان وذل الخيانة والهزيمة كلما مر الوقت، وكلما أشعلوا نارا للفتنة احترقوا بها وسلم اليمن واليمنيون من شرها.

أترك تعليقاً

التعليقات