الحل فوق الخط لا تحته!!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
عبارة «صنع في اليمن» تواجه تحديات تبدأ من التجار «اليمنيين» الذين يصرون على إضافة ملصقات على المنتجات لتؤكد أنها صنعت في بلدان أخرى، بل ويفضلون أن يسحقوا هذا المنتج حتى تظل مصالحهم، ثم هناك المؤسسات الاحتكارية التي كان من المفترض أنها تعمل لرفع مستوى الصناعات المحلية، والمشكلة الدائمة لديها هي أنها لا تعطي الخبز للخباز، بل تصر على أن يدير هذه المشاريع أشخاص من الأقارب والمعارف! وبينما يبحث أهل التخصصات عمن يسألهم ويأخذ بمشورتهم، نجد أن هذه المؤسسات لا تعير المنتجات الجيدة أي اهتمام طالما هي تأتي من خارج نطاق (واو) الوساطة!
التحدي الثالث هو المواطن نفسه، وهو الذي يرى أنه يعاني بسبب عدو معروف، ورغم هذا يصر على شراء منتجات هذا العدو بذريعة أن منتجاته أكثر جودة من المنتج المحلي الذي هو غالباً الخيار الأكثر أماناً وصحة! نحن نتجاهل مسألة الانتماء إرضاء لسلوك استهلاكي تم تلقيننا إياه مسبقاً. وبمعنى أكثر بساطة: لدينا عقدة من المنتج المحلي، ولكن إلى متى سنظل نتجاهل أن مصلحتنا تكمن في دعم منتجاتنا لنحظى بشيء من الاستقلال الاقتصادي، وأيضاً لتخفيف آثار الحصار الذي نعاني منه، في حين أن المنتج الذي نصر على أن نشتريه يعتبر غير صالح للاستهلاك البشري في الدول الأخرى، وليس لديه سوى أسواقنا التي تقبل أي شيء؟!
لتقريب النظرة سأضرب مثلاً: المتزوج حديثاً قد يضطر لفترة أن يمتدح الأكل السيئ الذي تعده زوجته المبتدئة في سبيل أن تتحسن مستقبلاً، هذا طبعاً لو كان عندها استعداد أن تتحسن. وهنا يأتي دور الجهات والمؤسسات المعنية بمراجعة المنتجات وتحسينها، ولن يتم هذا إلا بالابتعاد عن السلبيات السالفة الذكر، والاعتماد على أهل الخبرة في هذه المجالات، وأيضا أصحاب الضمائر المحترمة.
دور المواطن لا ينتهي هنا، فهناك سلبيات كثيرة يجب أن نعترف بها، فمثلاً ما نشاهده من تزاحم أمام المحطات عند بدء كل أزمة يفتعلها العدوان، فالجشع يدفع البعض للبحث عن الربح من وسط المعاناة ولو على حساب الآخرين، وهذا تصرف أناني ينم عن نفسيات مريضة لا تهتم بأن المال الحرام لا بركة فيه، بجانب أن هؤلاء الجشعين يعتبرون ضيقي رؤية، لأنهم لا يفهمون أن هذا سيرتد عليهم وعلى أسرهم عندما ترتفع الأسعار الأخرى!
المشكلة كبيرة ولا يمكن حصرها في مقال أو اثنين، ولكن الحلول ليست مستحيلة، بل هي في الإمكان. هناك مشاكل لا بد من التخلص منها، والباقي سيكون بسيطاً بإذن الله. أولها: يجب أن نتخلص من الفاسدين وداعميهم ولو كانوا مهمين برأي بعض الفاشلين، ومن أولئك الذين لا يرون إلا رأيهم، ومن أولئك الذين يبحثون عن الثراء والسلطة في ظل الأوضاع التي نعيشها ولو على حساب الناس، ومن أولئك الذين فشلوا ورغم هذا لايزالون في أماكنهم لأن هناك من يصر على أن يبقوا لمصلحته، ومن أولئك الذين لا يرون أن الحل لا يجب أن يكون إلا على حساب الناس. عندها بالتأكيد سنجد الحل وستتغير حياتنا؛ فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والحل فوق الخط لا تحته!

أترك تعليقاً

التعليقات