بلا كرامة حتى إشعار آخر!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا - 
آلاف اليمنيين لا يزالون عالقين في السودان، بينما حكومة المرتزقة تلاحق الناس بأخبار إجلائهم! حسنا، إذا كنتم أجليتموهم كما تقول تصريحاتكم، فمَن هؤلاء العالقون الذين تعبوا مناشدات ويدعون أنهم يمنيون؟!
طبعاً، كلنا نعرف أن حكومة المرتزقة لا يهمها أمر العالقين البتة، وأن ما يصرحون به مجرد تقليد أعمى لمشغليهم الذين أشعلوا السودان وفروا بمواطنيهم، ولولا أن السعودية والإمارات أعلنوا إجلاء رعاياهم ورعايا كل الدول الأخرى (ما عدا اليمنيين طبعا!) لما تجرأ المرتزقة على أن ينطقوا حرفاً واحداً عن الموضوع.
كلنا شاهدنا ما فعلوه بالمواطنين اليمنيين في دول عدة من استغلال وتجاهل، وكيف نهبوا أموال وحقوق الطلاب المبتعثين في الخارج، وكيف تعاملت سفاراتهم مع اليمنيين كحثالة ومتسولين، ولم نسمع عنهم سوى الفضيحة والدناءة وانعدام الضمير، فلماذا سنتوقع منهم اليوم موقفا مشرفا؟!
أقرب موضوع ما حدث بالأمس في عدن، فقد اختطفت شابة عشرينية من قبل مجموعة مسلحة بينما كانت متوجهة إلى الجامعة، ولتنضم قضية اختفائها إلى عشرات قضايا الخطف والاغتصاب التي حدثت في عدن فقط منذ بداية الاحتلال، وكلها قيدت ضد مجهول! ويوم تحرك بعض الشرفاء من سكان عدن للمطالبة بالتحقيق في هذه القضايا قام طيران الاحتلال بضرب مبنى البحث الجنائي!
هل نطق يومها أي مسؤول مرتزق ببنت شفة؟! هل تصرف أي خائن منهم بذرة شعور أو بموقف شريف، ولو من باب رفع العتب؟! بالطبع لا، فهم بلا شرف ولا كرامة، وإلا ما قبل معظمهم بترك نسائهم وبناتهم رهائن لدى الرياض وأبوظبي، أو على الأقل ما شاهدنا عناصر الاستخبارات الإماراتية يهددون الخونة علانية بنشر فضائحهم المصورة ولا نسمع أحدا منهم يستنكر هذا الفعل الفاضح والمهين!
لقد قرأنا في كتب التاريخ الكثير عن أشخاص خانوا بلدانهم وشعوبهم؛ ولكن لم نرَ أحط وأذل من خونة اليمن، ولم يسبق أن رأينا خونة بغبائهم وتفاهتهم ودناءتهم، بل ونعرف أنهم لم ولن يعتبروا بما يحدث لهم، وأن مسلسل الانحطاط هذا لن يقف عند حد، وسيستمر هذا السقوط حتى يأخذهم الموت جيفاً ليرتاح البلد ونرتاح منهم، وكم نتمنى ألا يتأخر هذا كثيرا!

أترك تعليقاً

التعليقات