تفنيد وتعقيب.. أين الحلّ؟!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
مبرر النظام السعودي للتدخل في اليمن هو دعم "الشرعية" ضد "الانقلاب"، وعودة اليمن للحضن العربي! وبغض النظر عن مناقشة هذه الحجج الواهنة والتي لا يمكن أن تصمد أمام نقاش منطقي، فإن هذا النظام قد أعطى الآخرين الحق في أن يفعلوا معه الشيء ذاته، ونحن هنا نقبل بحججه شريطة المعاملة بالمثل!
فلو سلمنا بأن حجة "الشرعية" مقبولة، فهذا يعني أن هذه "الشرعية" يحق لها أن تتدخل في شؤون السعودية، كونها "شرعية" مقبولة لديهم! فإذا رفضوا هذا لأن حدود هذه "الشرعية" هي اليمن، فمعنى هذا أنهم ناقضوا أنفسهم وتدخلوا فيما لا يعنيهم، أي أن الدور الذي كان يجب عليهم تأديته لا يتعدى أن يكونوا وسيط خير بين الأطراف اليمنية المعنية بتحديد وإعطاء الشرعية لمن يتولى شؤونهم.
أما حجة العودة إلى الحضن العربي فمصطلح كاذب، فحتى لو سلمنا بأن هناك من يتعامل لمصلحة بلد أجنبي فهذا لا يعني نفي صفة العروبة عنه، وليس بقدرة السعودية ولا غيرها أن تفرض رأيها أو أن تقر أو تنفي صفة جينية عن أي شعب آخر، فما بالكم بالشعب اليمني الذي يعتبر أصل العرب جميعا؟!
ولنفترض أن بإمكانهم ذلك، فكما أعطوا أنفسهم حق تمثيل العرب، كان يجب عليهم أن يكونوا أحرص الناس على مصلحة العرب، لا أن يكونوا أول من يهرول باتجاه التنازل عن حقوق العرب ومقدساتهم، وتولي اليهود الذين لا يخفون كرههم وحقدهم على العرب في كل مناسبة، ولا أن يكونوا أكثر الأنظمة محاربة للأحزاب القومية، وأكثر الأنظمة عمالة وطاعة لأمريكا التي لا توجد مشكلة ولا مصيبة تحدث للعرب إلا ولها الدور الأبرز في وجودها!
أما لليمنيين فأقول: فلتكونوا ما تشاؤون، ولكن فكروا! التنافس الحاصل -بفرض حسن النوايا- هو من أجل خدمة الشعب، فما موقعكم بعد أن يفرض النظام السعودي نفسه لو استطاع؟! وأين مصلحة الشعب في تسليم سيادته وثروته للنظام السعودي؟! وكما رأينا فالحجج التي فندناها لا تعتبر إلا قناعاً تختفي وراءه أطماع النظام السعودي ومن يقف وراءه لمصالحهم الخاصة! فهل تظنون حقا أنهم يمكن أن يسلموا لكم شيئا بعد أن يزيحوا خصومكم الذين هم مثلكم أبناء لهذا البلد؟!
من الأشرف لكم أن تصلوا إلى أقصى مخاوفكم، وأن تقروا بعدم شرعية تدخل أي طرف خارجي في شؤون بلدكم، وأن تجلسوا بحرية مع خصومكم لتقرروا ما تشاؤون، دون تدخل من أحد، وأن تفرضوا رؤيتكم لمستقبل بلدكم، وبالضمانات التي ترونها مناسبة، أو فلتعتزلوا الأمر كله بدل أن تحملوا المزيد من دماء أبناء شعبكم على عاتقكم. وأنا أكيد أن الجميع محتاجون ليجتمعوا، وتواقون للحل، طبعا باستثناء العملاء الانتهازيين الخونة

أترك تعليقاً

التعليقات