قيمة اليمني
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
منتهى الصفاقة والانحطاط تلك التي وصلت إليها دول العدوان، وهي ترفض أن تسلم المرتبات المتوقفة منذ تم نقل البنك المركزي إلى عدن! والأحقر من ذلك عندما أدرجوا هذا البند في المحادثات التي يجرونها مع وفدنا المفاوض؛ فهذه المبالغ المستحقة لن تأتي من جيوبهم أو من حق آبائهم، بل من ثروات بلادنا التي دأبوا على نهبها منذ عقود. كما أن هذا الموضوع إنساني بحت، ومن المعيب والمخزي أن يماطل فيه أحد، خاصة أولئك العملاء الذين رهنوا بلادهم وشعبهم وأسرهم لأنظمة حقيرة ليس لديها أي احترام في نظر العالم بأسره!
لو كان لدى العملاء ذرة إنسانية أو شرف ما سكتوا وهم يرون النظام السعودي العميل يقوم بتوريد إيرادات النفط والغاز اليمني إلى خزينة البنك الأهلي السعودي، بينما شعبهم يعاني الأمرين بسبب الحصار الخانق على كل اليمن! أوضاع اقتصادية مزرية تترافق مع تصاعد استنزاف الثروات، وسكوت مُخزٍ بينما يتصارع النظامان السعودي والإماراتي على تقاسم المناطق مستخدمين مرتزقة يمنيين لينزفوا دماءهم فداء لمن يحتلهم! وكل هذا مقابل ماذا؟! حفنة من المال الحرام الذي كان من المفترض أنه مال اليمنيين كلهم! فأي عار بعد هذا الذي لم يحدث من قبل عبر التاريخ؟!
الأنكأ والأمرّ هو ما يحدث اليوم في المناطق المحتلة؛ فبعد التدهور الذي طال الشعب على جميع الأصعدة، يتم اليوم تسليم بعض المناطق المحتلة ليحتلها أمريكيون وبريطانيون دون قيد أو شرط! تسليم مطلق يدل على الهوان الذي وصل إليه العملاء وعملاء العملاء! ومع وصول أمريكا وبريطانيا سيزداد الوضع السيئ سوءا، وبعدما رأينا ماذا جلب الأغراب من مصائب وويلات منذ حطوا أقدامهم القذرة على أرضنا، ها نحن بصدد انتظار القادم الذي سيجعل كل ما مر يشبه النزهة أمام ما سيأتي!
أين أخطأ العملاء؟! هم مخطئون من أعلى رؤوسهم حتى أخمص أقدامهم، ولم يكن لهم موقف واحد صحيح منذ كانوا، فلا شرف ولا كرامة، وقد طأطؤوا رؤوسهم منذ البداية، ورضوا أن يسلموا أرضهم وشعبهم دون أدنى اعتبار، وكأن البلد ليس بلدهم! كل تفكيرهم انصب في كيفية ملء جيوبهم، والدليل على مدى حقارة أصولهم هو مسارعتهم إلى بناء ملاجئ لهم في الخارج، ظناً منهم أن هذا كفيل بتأمينهم من عواقب خيانتهم، متناسين دروس التاريخ التي حكت عن مصير الخونة البائس في كل زمان ومكان!
ما يهمنا اليوم هو أن يفهم اليمني أنه لن ينفعه سقوط هذه الأصنام على أيدي المحتل، بل أن يسقطها هو اليوم بيديه ليفهم الغزاة درساً طالما علمه أجدادنا لكل الغزاة قبلهم، ولا الأمريكي يخيفنا طالما وثمن التقاعس هو ضياع كل شيء، ولكن ما يدمي القلب حقاً هو أنه سيحكى يوماً من الأيام أن دولاً حقيرة احتلت جزءاً كبيراً من اليمن، واليمنيون ساكتون على هذا العار! اليوم نجدد العهد لكل يمني حر عزيز كريم بأننا لن نسكت على هذا العار وهذه الخيانة، وأننا على استعداد لنعلن أكبر «نكف» عبر التاريخ لتطهير بلادنا وتحرير شعبنا من هذا العار، وسنلقن الأعداء درسا جديدا «ليعرفوا قيمة اليمني»، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات