ماذا يحصل في صنعاء؟! الخيانة يغسلها المال
 

شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
يحصل في مناطق السيادة، إذا معك زلط كُن خائناً فاسداً قاتلاً ظالماً، كُن ما شئت، فهناك من سيخلصك من جرائمك ويخارجك من كل ما تخشاه وسيحشُد لك الوسطاء والمتشفعين نافذين تفتح لهم الأبواب المغلقة ويستقبلون متى شاؤوا.
 سماسرة يطيرون إلى العيون ويحلون الحرام ويجيزون الباطل ويسقطون كل ما يقلق خاطرك ويُعكر مزاجك ويُكدر راحتك، أهم شيء معك مكوفر أخضر "دولارات" وتفهم ما يتوجب عليك وإلى من تذهب وسيأتونك بذوي الوجاهات ويستحضرون لك أصحاب الحصانات ويأتونك بمن يَخدُمك وأنت جالس في مقامك دون أن تقوم منه، أهم شيء معك زلط فلا تخش شيئا، أنت متخارج حتى لو كنت خائنا وعميلا وعليك ما عليك ستبيض صفحتك ويتم تبرئتك وإعادة تدويرك حسب راحتك.
 الحمد لله أنهُ لم يعد هُناك رواة للمشعات ومبتكرو الحديث وإلا لقالوا فيه حديثاً وشهدوا على تواتره وصحته وعدالة رواته.
 على سبيل المثال لا الحصر، خائن وله سجل مُتخم وشريك للعيسي وجلال هادي و"أنتيم" مقرب للجنرال العجوز قيل إنه حُجز على باقي ممتلكاته، فيستنفر المُخلصين على أعلى مستويات حاشية السلطة الظاهرة والباطنة والظل وما يكمن خلف الكواليس وما هو أشد وأعظم من ذلك.. سبحان الله لا يتحرجون من التحرك والتشفع والتوسط والتصرف كوكلاء حصريين لتبرئة حتى "الخونة" مش بس المحششين والفاسدين والظلمة والقتلة، الغريب أن من يستقبلونهم لا يسألونهم ما علاقتكم ومصلحتكم مع عملاء وخونة مرتزقة وظالمين..
 ينصبون أضخم المحامين وبعشرات الملايين، وفي أقل من 24 ساعة يقدمون التظلمات للخائن والعرائض التي تمر مر السحاب ولا يعترضها معترضون ولا يحجبها حاجب ولا تُغيب في الأدراج، ويرجع الجواب قبل أن يرتد طرف الخائن إليه، في حين تُغيب وتُحجب وتضيع عرائض الضعفاء المستغيثين ولا يسمعهم أحد لعدم وجود إمكانيات مادية لتغطية نفقات سماسرة الظالمين، يستنفر الذباب المأجور فيسبوكياً وتويترياً ويتحضر يوتيوبرات الدفع المسبق لإطلاق حملة إعلامية تَغسل دَنس الخيانة وظلم الظالم وتجعل الزبون أبيض كيوم ولدتةُ أمه.. لا إله إلا الله.. بينما قليل الحظ يجرجرونه في الجهات المختصة على مجرد رأي ووجهة نظر.
 تفشت ظاهرة وكلاء الخونة بكثرة، "س" من الخونة فصلوا له قميص البراءة وراجعوا بعده ونكفوا لتلميعه وهو يشتغل للعدوان إلى هذه اللحظة وطلع كل شيء حقه ما بش مع فلان.. شيء هو غير كان متسلط عليه وطلع كل ما هو واضح وضوح الشمس لعقود هي مجرد إشاعات أنه شغال لحسابه 27 سنة.. وأدوا أمين غير شرعي يصكع مبيعات ووثائق بتواريخ قبل العدوان بعشرين سنة "لا تغزي إلا بقوم قد غَزت".
 أخوه يهودي كبير في حكومة الفنادق، وفجأة يُعين في صنعاء نائب رئيس تنفيذي لمؤسسة سيادية، تسامح ليس له مثيل ونُبل ليس له نَظير، ويجتهد من يحاول التبرير أنت مش فاهم في السياسة، هذا عيقدم خدمات ويمشي أمور في المحافظات المحتلة، وهناك حكمة لا تفهمها، وكما يشتوا يقولوا أنت كنت في ماضيك تتابع "الحدث" و"العربية" وفعلت إعجاب لروبي زمان.
 شيطان في هيئة إِنسان إلى أواخر 2015، مختص سجل في جهة حكومية ضابح شابع من الدنيا، يظهر بعد ذلك متصوراً في أماكن رفيعة، وقيل إنه قدهو علاقات ومدير مكتب سكرتير، المهم مقرب لحاشية كبيرة، الرجل محترف لم يأل في ادخار أي جهد، فلم يكن يظهر أي ملف أسود إلا ولهُ فيه بصمات وأثر يدل على وجوده، مخلص محترف ينجز كل شيء وبحسابه، موس ثلاث شفرات، وظهرت بعد ذلك طفرة غنى من لا شيء، ملايين الدولارات، في 2019 يشتري مساحة أرض وسط حي في قلب العاصمة، ويركز أربعة أدوار على نخس واحد، طيرمانة وملحق، وإيش من تشطيبات وإيش من أثاث وخدم وحشم، وبيت ثاني في حدة بمئات الملايين وسيارات فاخرة على كل شكل ولون، ولا يحمل في جيبه غير طبع (رُزم) الدولارات وتجارة نفط... وهذه حقيقه لا افتراء.
 عموماً من يعنيهم معرفة أين أدوات الفساد والفاسدين وفك الشفرات المحيرة بسيطة كيف لم يثر انتباههم وحسهم الذكي ثروة بهذا الشكل، ولم يسألوا أنفسهم من أين؟ وكيف؟ ومتى "زمنياً"؟! فلم يكن يمتلك كفاية يومه ولا ورث لهُ أبوه شيئا وكذلك أمه، غير ظهور أن نسبه زعطان وعديل لفلتان وموسوس لطبلان ومقرب لهامان وابن خاله شطحان وإلى آخره، وكان يبغضه الشهيد الرئيس (رحمه الله).
لا يذكر اسمهُ في حضرة قيادات من الأنصار الصادقين ممن يعرفونه إلا وتسمعهم يستعيذون بالله من شره وفساده.
 إذا كانت إجراءات الحجز على الخونة فقاعات فارغة وركيكة ولا يصح منها شيء، وفي الأخير يخرج الخائن بصك غفران قانوني وحكم شرعي يبرئه ويحصنه من عمايله، فليش عاد الشوشرة والشخططة بالبخاخ الأحمر على جدران ممتلكاتهم والضحك على الذقون.
 الكارثة في أن ما يتم ليست حالة أو حالتين أو عشرا أو.. بل أكثر من ذلك.
 تسبح الله في ملكه، كما قالوا لها دوري دارت، يخرج حكم تنفيذ على ذمة شيكات في الإمارات لم تقم دعوى نزاع في موطن صدور الشيكات مجرد طلب تنفيذ مسحوب من موقع إلكتروني وغير معمد من وزارة عدل في الإمارات ولا مصادق عليه من سفارة المرتزقة لمرتزق مقيم لدى العدوان ويُنفذ وتتخذ إجراءات في صنعاء تقُط المسمار في أسابيع على قاعدة "حكمت فعدلت فأمنت فنمت"، يشتوا يثبتوا للدنق أنهم عند حُسن ظنهم، بينما امرأة تطالب بميراثها بالقسمة الشرعية أمام جهات الاختصاص في صنعاء لقرابة عشرين سنة ولا يتم البت في مظلوميتها ومطلبها حتى في سنوات العدوان الماضية التي انتصرت لـ...، هي حسبة حمران العيون وأمور طُبخت في ليل مش على البِكارة.
 "أكابد اليوم ما قاساه أمس أبي
أخشى الذي لاقيتهُ يلقاهُ غداً ولدي"
المستبصر في زمن العُميان، المرحوم عبدالله البردوني

أترك تعليقاً

التعليقات