شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -

ملخص لما سبق:
دلني أحد المتعاطفين مع مظلوميتي على أحد المجاهدين المعروفين لديه، وهو من المخلصين والزاهدين ومن المؤمنين، ومن رفقاء السيد عبدالملك وأحد المقربين منه جداً، وهو رجل صادق، وأخذني لمقابلته عسى أن يوصل قضيتي إلى السيد القائد بطريقته.

وفعلاً ذهبنا إلى منزل المجاهد "أبو زين"، الذي استقبلنا بترحاب، ثم طرحت عليه قضيتي، وهو يستمع لي بصمت. طرحت عليه خلاصة ما حصل وعرضت عليه تقرير المُكلفين من قبل "سلام الله عليه" وحكم من كلفه "سلام الله عليه" بعد ذلك، وصولاً إلى ما تم من قبل المُكلفين السابقين أعضاء المكتب السياسي ومكتب السيد مؤخراً، وسلمت لهُ قائمة بأسمائهم وأرقام تلفوناتهم. وبعد مطالعته للأوليات نادى أحد الموجودين من جماعته وطلب منه أن يوصل خيط التلفون، واتصل بشخص لم أعرف حينها من هو، وبدأ يكلمه ويسأله عن قضيتي، وكان يقول لمن اتصل به: أنت كنت مُكلفاً من المولى في قضية شرف حجر؟!
لم أكن أدري حينها ماذا كان رد الشخص الذي اتصل به، وظل يهمهم بهدوء ثم أغلق الخط، والتفت نحوي وقال لي: اكتب شكواك للسيد عبدالملك واكتب رقم تلفونك.
أخذت ورقة وكتبت شكوى كما طلب مني، فأخذها مني قائلاً: لا تقلق، بإذن الله كل خير.
بقينا بعد ذلك نحو نصف ساعة ثم غادرنا أنا وصديقي لا ندري ماذا سيفعل أو ما سيحدث لاحقاً. بقيت أياماً في منزلي لا أخرج ولا أدري أين أذهب، ولم أعد أمتلك أي شيء لأبيعه، لا أخرج ولا أتحرك لمتابعة القضية، حسبي الله ونعم الوكيل، الله لا أبراهم ولا سامحهم دنيا وآخرة، ظلموني، الله يجعلها عليهم مظلمة. سنة وسبعة أشهر اتهام وتنكيل وشرائع، وسنتين وأكثر وأنا في معاناة مؤلمة، كل ما أصدر السيد توجيها التف حمران العيون على التوجيه ومارسوا فنونهم في تجزئته حتى لا يُنفذ، أو يعيقون عمل المُكلف ولا يمكنونه أو يماطلون في التجاوب معه حتى يَمل ويتخلى... فإلى متى؟!
 بعد عدة أيام وردني اتصال من رقم لا أعرفه. سألني المتصل قائلاً: شرف حجر؟!
قلت: نعم.
قال: معك "أبو زين"، تعال إلى عندي!
تحركت فوراً إلى حيث كان "أبو زين"، وما إن وصلت أبلغني "أبو زين" بأن الأوراق وصلت للسيد عبدالملك (حفظه الله) وتم تكليف "أبو شهاب" بقضيتي، و"أبو شهاب" كان أحد المُكلفين من السيد في الفترة الأخيرة، وكذلك إلى جانبه نائب الوزير المطلع على تفاصيل القضية من لحظة الاتهام، والذي أصدر التقرير بها والمُكلف حينها من قبل "سلام الله عليه".
 حصل استنفار كبير بعد وصول الشكوى إلى المولى (نصرهُ الله)، وتم التواصل مع نائب الوزير من عمليات مكتب السيد عدة مرات، واشتعلت التحركات والجبهات ضدي برعاية ممن ظلمني، أي "سلام الله عليه" وتابعيه، للتحريض ضدي في عدة جهات بهدف حبسي، ووصل بهم الأمر والجرأة إلى الحد الذي لم أكن أتوقع أن يقدموا على فعله، إذ طلبوا من نائب الوزير، وبضغوطات مارسوها عليه، أن يغير تقرير القضية، ليحصل جدل كبير بينهم انتهى برفض نائب الوزير تنفيذ ما طلبوه منه بكل شجاعة، بيض الله وجهه، وقف موقف الحق ولم يخضع للضغوطات.
 بعد ذلك وفي آب/ أغسطس 2020 تقريباً أبلغني "أبو زين" الموثوق به لدى سيد الثورة بالتوجيه أن أتحرك للقاء عضو المكتب السياسي لأنصار الله رئيس الدائرة القانونية بمكتب السيد القائد، وسلمت له كل ما طلب من أوليات، فقال لي: مر لي بعد أسبوعين!
بعد أسبوعين زرت رئيس الدائرة القانونية في مكتب السيد ليبلغني بأنه تأكد من كل شيء وأنني مظلوم وحقي واضح وأنه متألم مما حصل لي... إلخ.
كان تعاطُف البعض معي أشبه بقلق أمين عام الأمم المتحدة، تمر شهور طويلة وأنا أتابع كل يوم، وحملة استهداف وبلاغات برعاية "سلام الله عليه" مستمرة لإدخالي السجن، لولا عناية الله ووقوف الرجل المؤمن "أبو زين" الذي تصدى لكل الحملات التي كانت تستهدف النيل مني، فقد كان "أبو زين" رعاه الله يطمئنني بكلامه، وكان يواسيني دائماً بالقول: لا تقلق، لن يمسك أحد بسوء بإذن الله، والسيد سينصفك ويطيب نفسك، اطمئن، أنا سأتصرف!
وفعلاً خفّت حملة الاستهداف والأوامر لملاحقتي وتوقفت مضايقتي.
 بعد ذلك كان "أبو زين" حفظه الله يتابع القضية بشكل يومي وبكل اهتمام وكأنها قضيته، وكنت أحمد الله أن المسيرة مازال فيها من السابقين العظماء ممن هم على قيد الحياة، ولم تغيرهم صنعاء بكل ما فيها، وهم النموذج الحقيقي لنهج المسيرة القرآنية من الجيل الأول الذين يفتقدهم الناس اليوم بعدما غَلب الطالح على الصالح.
أقول هذا الكلام شهادة حق، ليس امتداحاً لـ"أبو زين" أو غيره ممن صدقوا، أقولها وأنا في الطرف الذي لقي من المواجع ما فيه الكفاية بما يجعلني لا أقدر أي حسنة يتيمة مَرت بي أو أي شيء إيجابي يحصل لي، أو أي خير يلوحُ لي في سنوات معاناتي المؤلمة التي تولدت بفعل استمرار ظلمي وعدم إنصافي بسبب المسوفين، فرغم ذلك وكل ما لحق بي ومررت به، أقولها كلمة حق إنني التقيت بمن هم فعلاً من رجال المسيرة السابقين الصالحين الذين أعادوا لي ثقتي بنفسي وزرعوا بصدقهم الأمل في داخلي، وأنه مهما تكالب الأشرار ومكنهم الزمان فالصالحون والأخيار والصادقون الأتقياء موجودون، وإن قلّوا ولم يَظهروا في زحمة وكثرة مَن لا خير فيهم ممن نفوسهم مظلمة وتحولوا من مستضعفي الماضي إلى طغاة الحاضر.
الزمان والمرحلة لم تخلُ من بصيص نور في وجوه السابقين من الخُلص الذين لم تَغرهم "الديولة" ولم تختطف نفوسهم النقية المناصب، ويعتبرون أنفسهم مجاهدين بقناعة وبساطة وزهد الربيين الذين دائماً ما يكونون في قائمة المضحين الصابرين الذين مازالوا كما كانوا ولم يتغيروا، من طلبة الشهيد زيد علي مصلح وتلامذة العلامة محمد بدر الدين ورفاق السيد القائد الذين هم على العهد إلى اليوم وكلمتهم عهد.
تواصل "أبو زين" حفظه الله برئيس الدائرة القانونية الذي يؤكد حقيقة المظلومية وصحة القضية ويدين المتسببين ويتعهد برفع تقرير إلى السيد عبدالملك (نصره الله) يوضح فيه كل شيء.
ومرت شهور وشهور وأنا أتردد بشكل مستمر على رئيس الدائرة القانونية، متسائلاً متى سيُرفع التقرير إلى السيد القائد؛ ولكن لا يتم شيء. يتواصل "أبو زين" مجدداً ليكون الرد عليه: "بانشوف كيف نحل الموضوع بدون أن نثير حفيظة أحد".
الله المستعان! أين كلمة الحق؟! وأين موقف الحق؟! وأين رفع الظلم؟! وأين نصرة المستضعفين؟! كلام في الملازم، بينما النفوس خالية من الهدى القرآني، تسيس المعنيون وأذابت الأيام والانتقال من الاستضعاف إلى السلطة تلك المبادئ التي وثقتها ووضحتها محاضرات وملازم الشهيد القائد (رحمه الله)، وتلاشت واختفت غُرة الحق من جباه الكثير من القائمين بمسؤولية وعمل اليوم.
قرابة العامين وأنا أشتكي، وشكوى توصل وعشر تختفي، والتي تصل ويوجه السيد فيها، لا يتم شيء منها، وهكذا يعاملون الواحد بهذا الشكل حتى يزيغ عقله، ثم يقولون: هو مش سابر!

أترك تعليقاً

التعليقات

mohammed houssen
  • الثلاثاء , 20 يـونـيـو , 2023 الساعة 9:19:16 AM

جميل خداً