واقع الإجرام العالمي
 

شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
هذه هي الحقيقة البشعة والصورة الشنيعة والواقع القبيح الذي لا يمكن تجميله وإخفاء شيطانية التفاصيل الحقيقية خلف شارات الإنسانية والحقوق والحريات. هذه هي راية الغرب المتصهين القاتل، التي ترتوي بدماء الأبرياء. لا قوانين، ولا حقوق إنسان، ولا أعراف دولية... كلها كذبة، ولافتة تُرفع في وجوه الأنظمة التي يُراد تركيعها وتكون في مرحلة عصيان للرغبات والمخططات والمصالح الصهيوأمريكية، وخلفها بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
هل المطلب اليوم هو وقف القصف الصهيوني وإدخال المساعدات؟! هذا ليس مطلب الشعوب الإسلامية. لم يعد حل الدولتين خياراً على الإطلاق، بل الخيار هو تطهير كامل الأراضي المحتلة، وأخذ المبادرة بطرد أمريكا والغرب من كامل المنطقة. ما هي حاجتنا لهؤلاء الخنازير في أوطاننا؟!
جمع المعتدون على اليمن مئات الطائرات وجيشوا المرتزقة من كل أرض بمئات الآلاف تكفلت بها السعودية ودويلة الإمارات لقتل الشعب اليمني المقاوم إلى الآن، أين تلك الترسانات أمام ما يجري في أراضي غزة؟!
حربهم على اليمن صهيونية صليبية بامتياز، والعدوان على الشعب الفلسطيني دليل يقطع الشك باليقين بأن حربهم على اليمن وسورية هي معركة استباقية للقضاء على الشعوب الحرة؛ ولكن هيهات لهم ذلك، وقد فشلوا!
الغرب الصليبي المتصهين لقرن من الزمن زرع الأسر المتصهينة لحكم الدول العربية والإسلامية، وما هذا التخاذل والصمت والتآمر إلا نتاج واضح وحقيقي لأنظمة حاكمة جثمت على صدور الشعوب الإسلامية ضامنة حالة السبات والضياع والتيه عن قضاياهم، لصالح ضمان أمن كيان الصهاينة في الأراضي المحتلة. وعندما توجد قيادة تهدد مخططاتهم يتم التحرك لحربها واستهدافها بغرض القضاء عليها.
إن من ينتظر من الجامعة العربية وأعضائها موقفاً كمن يستجير من الرمضاء بالنار؟!
مجاهدو حركات المقاومة الفلسطينية أسرى في سجون حركة فتح. لو تبقى ذرة كرامة لدى السلطة الفلسطينية، لقامت بإطلاق سراحهم ليلتحقوا بإخوانهم في ساحات الجهاد.
غزة حُرة. المحتل اليوم هو الدول المسماة «عربية»، مثل السعودية ومصر والإمارات والبحرين والأردن والمغرب... الشعوب الإسلامية هي من يؤسف عليها أمام غزة. وشعب فلسطين حر، وشعب اليمن حر، ويخوضون مواجهة متقدمة ضد أدوات الصهاينة على أرض اليمن المنتصرة بإذن الله.
لا خوف ولا قلق ولدينا قائد يحمل بين جنبيه كتاب الله ولا يخاف في الله لومة لائم.
السلطة الفلسطينية إلى متى ستظل فاقدة للبوصلة؟! ألم يحن الوقت بعد لأن تتحد مع غزة في وجه الصهاينة بدلاً من استهداف أبناء جلدتهم؟!
قبل أقل من عقد كنا نشاهد الفلسطينيين لا يملكون سوى الحجارة في مواجهة ترسانة السلاح الصهيوني، بينما في السنوات الأخيرة تغيرت الصورة وأصبحت البندقية المقاومة في يد كل مجاهد فلسطيني.
الشعوب العربية والإسلامية في حالة غضب عارم، فهل تستوعب الأنظمة هذا التغيير وتبادر لمجاراة مواقف شعوبها وتتجرأ على طي صفحات التطبيع وتقطع العلاقات الدبلوماسية كموقف أولي؟! أم أن الأسر الحاكمة الواقفة على رؤوس كل الدول والشعوب العربية والإسلامية ستنحاز للصهيونية الدولية التي أقعدتهم على عروش السلطة وتتجاهل مراجعة مواقفها المخزية؟
قواعد الاشتبـــاك الصهيونيــة، التي أربكتها خارطتها الميدانية القتالية، وتدخُّل مقاتلي حزب الله شتت العدو الصهيوني بفعل الأحداث التصاعدية التي تستهدف قواته في كل المستوطنات المغتصبة.
مساعــي الأمريكــــي والغــــرب المتصهين لعــــزل المقاومــــة الفلسطينية في غزة الإباء لم تتحقق، رغم كل الضخ الإعلامي، والتحركات السياسية باءت بالفشل، وهذا يثبت ضعف وضمور اللوبي العميق للأمريكان والصهاينة في فرض التصور المستكبر لخارطة المواجهة ميدانياً بالشكل الذي يوفر التغطية المرسومة لتحرك الاحتلال الصهيوني على الأرض.
صحيح أن المساعــي الخيرة والإيجابية في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن فشلت؛ ولكن الرهان على الميدان وبنادق وصواريخ مجاهدي المقاومة ومحورها المنتصر بإذن الله.
من المستغرب استمرار تصريحات بعض قادة الأنظمة العربية -كمصر للأسف- حول طرح خيارات بديلة لتهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب بدلاً عن صحراء سيناء؛ وكأن الخلاف هو حول المكان، أما التهجير بحد ذاته فكأنه من البديهيات المقبولة!

أترك تعليقاً

التعليقات