«تربية» بلا غاية!
 

شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
لا يستعجل أحد في إطلاق الاستغراب والاستنكار مما عنونت به الموضوع. كلنا آباء وإخوة لطلاب يتلقون التعليم بمختلف مراحله. وجيل العام 1980 بلغ الآن أربعين عام تقريباً. أربعة عقود ووزارة التربية والتعليم هي نفسها. وإذا تطور واستجد شيء فهو الانتقال إلى مبنى أوسع طويل عريض ضخم من الخارج خواء من الداخل، أطراف مترامية قد تحتاج لحماس ونشاط وصحة أو وسيلة مواصلات للتنقل في أرجائه، تجدد في البناء وكأن البصمة التي يترك أثرها للأجيال القادمة من معالي الوزير مثلاً هي تخليد حجر الأساس شاهداً لمجسم عمراني فاقد للحياة من الداخل عدا فيما يخص المعاملات الإدارية بتراتبيتها التي لا تنتهي. هل حصل أن سمعنا أن الوزارة تعمل عبر مختصين ببرنامج مُزمّن لدراسة وتقييم المناهج الدراسية؟! وكلمة غاية على ورقة ملاحظات في إطار هذا التحرك.
ـ ما يحتاج طالب الصفوف الأولى والثاني والثالث ابتدائي؟
ـ ما يحتاج أن يتأسس فيه طالب الصف الرابع والخامس والسادس؟
ـ ما يحتاج طالب المرحلة الإعدادية من مواد تعليمية تحدد له المسار الذي يحقق فيه المعرفة والتحصيل الذي يكون البوابة للمرحلة الثانية؟ مثال طالب قد يبدع في الجانب العلمي، يعني رياضيات، لغة إنجليزية، مواد علمية، أساسيات الفيزياء والكيمياء... طالب ميوله الفكري وانسجامه الإدراكي مع المواد الأدبية...
للأسف، لا يوجد في مناهجنا التعليمية جانب استشعار المسؤولية وتقييم مستوى ميول الطالب وما يحتاجه ليكتسب التحصيل العلمي الذي يؤهله عند الوصول للمرحلة الجامعية. طالب يريد أن يكون مهندساً أو طبيباً أو حتى محامياً ومحاسباً، كيف سيبدع وسنواته التعليمية الأولى أعمى صوابها حفظ تاريخ دولة ما أنشئت قبل ألفي عام أسسها مدري من...!! أو حفظ قصيدة "إن الذي بيني وبين بني أبي"، تزرع لدى الطالب كره أهل قرابته وتغرس لديه انطباعاً عن التخاذل.
كل واحد منا يسأل نفسه: عندما انتقلنا للمرحلة الجامعية ما الذي استفدناه، وكان أساساً سهّل ومهد للتعليم الجامعي؟! للأسف، لا شيء غير حفظ الحروف وتعلم القراءة والكتابة لا غير. أما من جانب معرفي وتحصيل علمي فلا شيء من ذلك. لا ننفي أهمية التاريخ والوطنية والجغرافيا كثقافة تسهم في توسيع مدارك الطالب، لكن أن يتم إجبار الطالب في مرحلته الأساسية على حفظها غصبا، لماذا؟! الموضوع يطول.
وسنورد لكم هنا بعض الملاحظات عن واقع التعليم اليوم:
ـ حقيية طالب ثالث ابتدائي، الله يكتب له الأجر ويعينه على حمل ثقل التعليم (كتباً ودفاتر) على ظهره الذي لا يراعي طفولته وصغر بنية جسمه.
ـ المحتوي التعليمي الذي تقدمه قناة "اليمن التعليمية" يعد تحصيلاً علمياً أفضل من المدارس. شاهدوا دروس العلامة الكبسي للطلاب في القرآن الكريم وعلومه.
ـ من الكوارث أن يكون التعليم مجالاً للاستثمار والربحية.
ـ طالب الثانوية قد لا يعرف عدد تكبيرات صلاة الجنازة أو الكسوف وغيرها.
ـ  قد يتقاعد مراسل في إحدى جهات القطاع الاقتصادي براتب يعادل ضعف راتب معلم لأكثر من ثلاثة عقود قضاها في تربية الأجيال.
ـ لماذا تم إنشاء صندوق دعم التعليم وشغلونا عنه وقلنا الحمد لله مشكلة واحتلت؟! لكن للأسف، تمخض الجبل فولد فأراً أو فئراناً!

أترك تعليقاً

التعليقات