سقف الحرية ينخفض
 

شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
نبدأ من رؤيتين، الأولى أن ما يتم من نقد بناء للفساد والإفساد المالي والإداري والسلوكي لمتسلطي السلطة، وهذا ليس تعميما فهناك رجال شرفاء محترمون، إنما يستهدف الممارسات المدمرة التي تقود إلى زعزعة الاستقرر في الساحة الداخلية، وخلخلة الحاضنة الشعبية للثورة وتلامس أضرارها حياة الشعب بشكل مباشر.
النقد الثوري لكل خلل يجب أن يستمر، كون الثورة مستمرة وستستمر بإذن الله، ومن يتمترس خلف الفساد مدافعاً عنه أو مبرراً له أياً كان الأسلوب للانقضاض على كل حر ووطني فهو مجرد أداة مسبوقة الدفع للفساد والمفسدين ممن يريدون الاستيلاء على المشروع الثوري، ويعمل متخندقاً لمواجهة الشعب وسيد الثورة (يحفظه الله) الذي ضاق صبراً على الفشل الحاصل والوضع المزري، ويأتي قطيع الفلتاء بكل جرأة للوقوف ضد ما يطرح بطرق مخزية للأسف.
نعم هناك فشل لا يحتمل أي تأجيل والتصحيح داخلياً أصبح ضرورة قصوى في قطاعات الصحة والتعليم والقضاء والعدالة الاجتماعية والاقتصاد... إلخ.
أما الثانية، فهي أن التحرك حتى بعد قرابة التسعة أعوام من التراكمات لتصحيح الاختلالات واتخاذ إجراءات التغييرات الجذرية، هدفه تحقيق الاصطفاف الوطني، فهل اصطفاف الإقطاعيين المتقاسمين للحكم اليوم ذو أهمية أمام الشعب الذي يعتبر الحليف الاستراتيجي لسيد الثورة في كل ميادين المواجهة؟
وطن كل شيء فيه يتكرر من جديد، وما قام به طغاة الماضي يُعاد اليوم ولكن برداء ووجه وفق منطق تمكن واستولى وأحكم السيطرة حين وصل ليستمر حين تبدل وخلع ذلك الثوب وقلب صفحة تلك الأيام لينتقل لنهج من سبق ونسي الموعظة ممن سقط ليلبس نفس قَميص الطاغية الذي ثار بالأمس عليه، وقد أصبح لكل مزر هيلمان وحاشية كبيرة ولوبيات يستدل بها كيف يحقق طموحاته ومستقبلهُ الشخصي محاطاً بذُباب الإعلام، طلع.. نزل.. قال.. عطس..، فرض وتشييد لصنمية جديدة.
هناك فرق بين الأمان والأمن، فالأول هو أمل المواطن، ومن غير المنطقي المطالبة بأن يتحقق هذا الأمل ممن وصلوا إلى السلطة اليوم، ونتصور أنهم سيؤسسون المدينة الفاضلة، وأن عهد الإمام علي لمالك الأشتر سيصبح واقعاً وحقيقة، فهم بشر لا يختلفون عند الوصول إلى السلطة، وما الرئيس الشهيد صالح الصماد إلا نموذج نادر من الرجال عبر الزمن ممن وثق التاريخ سيرهم كعظماء كان لديهم ما يستطيعون التضحية من أجله وتقديمه كنموذج تتوارث مآثره الأجيال.
والثاني مسؤولية الحاكم وأمانتهُ في كيفية توجيهه في الاتجاه الصحيح وقد يصبح حاجة للسلطة الآمرة حسب طريقة وطبيعة الاستخدم سلباً وإيجاباً للشعب وعلى الشعب.
ارتفع سقف الرهان وتعدت المسؤولية جغرافيا الوطن، بسبب تقدم الخطوات لسيد الثورة (يحفظه الله)، غير أن قطيع المزرين يحاولون تكبيل وتقييد هذه الخطوات، إذ لايزالون مصممين على جعل الواقع أشد مرارة مما هو مرير، فكم نصح قائد الثورة وكم نادى حتى بَح صوتهُ ليكونوا رجال المرحلة والرافعة المخلصة لموجهاته وتوجيهاته، لكن بدون فائدة، غارقين في حِبريتهم سكارى لحد الثمالة في سقوطهم، يعتقدون أنهم الوارثون لمفاتيح الأمور وأن تكتلاتهم  مانعتهم من الحساب ولحظة العقاب، يواصلون ارتكاب نفس أخطاء من سبقوهم، وغير مدركين أن ثقة الناس هي في قائد الثورة وعهده ووعده قولاً وفعلاً، وليس فيهم.
هناك هيئة مظالم وأرقام إبلاغ، لكن لا إنصاف أو رفع للظلم، وهناك تعثر في تفعيل كل مسار يتم التوجيه به من سيد الثورة، لا أدري ما سبب عدم استيعاب توجهات وتوجيهات السيد.. وبالمثل لدينا هيئة مكافحة فساد، لكن لا يتجرأ أحد على التورط والتبليغ حتى لا يصبح مطارداً عند تسريب هويته من قبل لوبيات الفساد، ويوجد جهاز للرقابة والمحاسبة محجور الصلاحيات مش وقت وهناك نظر، ونيابة أموال عامة ومباحث الأموال العامة، لكن لا مردود إيجابي منها، فكيف يثق المواطن بالسلطة ومسمياتها وهي تلاحق من ينتقد الفساد، وتزج بمن يتكلم في سجونها بدلاً عن التقاط الإشارة والتعامل بمسؤولية مع ما يردها من معلومات وتفتح تحقيقاتها وتتواصل مع المصدر بثقة وصدق والتزام واحترام والحفاظ على سرية المصدر، ولكن ما يحصل خلاف ذلك تماماً.
ليس من المنطق أن يكون اليمن المدينة الفاضلة بين ليلة وضحاها قافزين على كل التراكمات وآثار العدوان وفلتاء الداخل، ولا يجوز أن يترك الحبل على الغارب للمزرين لهدم وتدمير وتفكيك نسيج الثورة وتقطيع وتمزيق الحاضنة الثورية السند والعون والمدد الحقيقي لسيد الثورة والمشروع الثوري.
المبالغة في تصور أن بيننا ملائكة ونريدهم مسؤولين ربيين أو حواريين وأن المنتمين لأنصار لله منزهون وسيكونون نسخة طبق أصل للسيد القائد (يحفظه الله)، لأن تحميلهم هذه الشروط والصفات فوق طاقاتهم واحتمالهم فهم بشر ولا حصانة لهم من إبليس ووعيده، إن لم يكن البعض منهم إبليس بحد ذاته يعيش التآمر والمكر ويكيد المكائد مع كل نَفَس يتنفسه ويرى في نفسه الفاروق باختلاف أنه يسجن ليأمن ويظلم ليسلم ويبطش لينعم، ولا يخاطب ضميره بشيء من العتب قائلاً: كيف أبيت ليلتي وبين أهلي وأنا سبب سجن (س) أو (ص) من الناس؟
كل سوء يحصل اليوم من فساد وفرعنة واستعلاء ولامبالاة يجرع الناس سموم القتل التي تفتك بصحة المواطنين وتقتلهم وبغطاء النفوذ الحاكم، ألا يكفي الفشل الإداري والمالي والهدم الاجتماعي والضيق الذي يتحمله الناس فداء وتضحية مع الثورة وثقة في السيد القائد الذي يحلق عالياً خارج الجغرافيا ناقلاً اليمن واليمنيين إلى آفاق لم يكن يتوقعها أحد أعادت لنفوسنا العزة والكرامة، في حين معاول الباطل تهدم البناء من الداخل وتشوه كل مكرمة وتنغص وتبخس كل ما هو عظيم؟
السلطة الآن لا تتحمل أي مسؤولية تجاه المواطن حتى في توظيف المتاح والممكن لتحسين الصحة والتعليم والخدمات الأخرى، والناس يغضون الطرف عن الحجج الركيكة والأعذار المستهلكة رغم أنهم يعيشون معاناة كبيرة لا مبرر لها سوى تغريد الساقطين خارج مسار الثورة متحولين لفاسدين جدد وأُجراء من حواشي النظام السابق «وطز» في الناس مستغلين ظروف مواجهة العدوان والمعركة التي تشغل أولويات سيد الثورة بينما هم ينخرون المجتمع ويخنقون أنفاس الشعب.
يُقال إن ميزان العدالة أعرج، لكن اليوم ميزان الثورة «مدرهة» للمزرين من الظالمين واللصوص والنافذين على رقاب الناس وعين الشعب ومن يتكلم يكلفت، ما يحصل من تماد هل غرضهم منه إيصال رسالة للناس أن هذه هي دولتنا وهذا ما عليكم القبول به والوجه الحقيقي الذي عليكم التعود عليه، وأن السيد في صفنا.. لكن حاشاه أن يكون راضياً عما يفعل الظالمون.

رسالة محب للشهيد القائد رضوان الله عليه
إن كان ما يُشاع أن أحد أبناء الشهيد القائد يقف وراء موضوع كذا أو كذا فيجب الرد والنفي والتاكيد أن لا علاقة لهُ بهكذا أمور، وإن حصل فنتمنى ألا يتكرر.
حافظوا على أبناء الشهيد القائد رضوان الله عليه كتجسيد ونموذج حي في قلوب المحبين، لا تحولوهم إلى سجانين يتنفذون على المستضعفين وقهر الناس، لا تشوهوا الصورة الجميلة والطيبة في نفوس الناس لهذه الأسرة الكريمة التي قدمت دماءها وأسست بتضحياتها وبذلها ونقائها ما يجتمع حولهُ اليمنيون من عامة الشعب اليوم، ويحظون بتقدير واحترام.. اجعلوهم رياحين تعطر وتخلد ذكرى أبيهم (رحمه الله)، لا تجعلوا منهم جلادين قساة بالدفع بهم وزجهم في أعمال القمع والتنكيل ومواجهة الشارع والمواطن في معركة لا تليق بهم ولا تشرف ذكرى أبيهم في قلوب الناس، ولا تشرف هذه الأفعال حتى سيد الثوره يحفظه الله، وليست الميدان الذي يجب أن يكونوا فيه، نريدهم بلسماً يداوي جراح الناس ويقفون إلى جوارهم ينصرون المستضعفين ويواسون المغلوبين على أمرهم وينظرون في همومهم ومشاكلهم ويكونون يد العون لهم هذا ما يجب أن يكونوا عليه بين الناس كأبناء الشهيد القائد رضوان الله عليه.
إن ما يحصل، هو استهداف خبيث ومخطط ومعد مسبقاً لتشويه صورة الشهيد القائد رضوان الله عليه وقيادة المشروع الثوري ممثلاً بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، وشرخ الصورة الطيبة والعظيمة للشهيد القائد وثقة الحاضنة الجماهيرية بقائد الثورة كان الله في عونه.

أترك تعليقاً

التعليقات