شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
بعد أن أوقفتُ النشر للمرة الثالثة، استجابة لتوجيهات عليا أبلغوني بها عن سيد الثورة، أعود للكتابة والنشر من جديد؛ لعدم تنفيذهم شيئا مما اتفقنا عليه، وتنصلهم وتقلب وجوه من ظننت فيهم خيراً.
 ليله أمس، لم تغمض عيناي، وتكبدتُ الصمت لكِتمان قهري، حَبستُ حُزني من أن يراهُ أطفالي حتى غلبهم النُّعاس، وليتهُ غلبني معهم! ولا أدري كيف أقصُّ شكواي أمامهم إذا سألوني ماذا بي! شعرتُ بضيق في صدري وكتمةً في نفَسي، فخرجت من منزلي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ولم أعد حتى وقت كتابة هذه الرسالة، فلم أعد أدري في هذه الدنيا لمن أشتكي من أهل الأرض بعد الله، لبشر يقف في صفي وينتصر لمظلوميتي ويدافع عن الحقيقة الصادحة بالحق في حضرة سيدة الثورة، فكل من تدخل ووقف موقف الحق لنُصرتي تمت أذيته ومضايقته بسبب قضيتي.
لم أستوعب بعدُ الخبر الذي وصلني! وقبل أي شيء، ما هذه السرعة الخاطفة؟! عندما يتقدم فلان بمكيدة لإعاقة إنصافي وتنفيذ توجيهات سيد الثورة لإنصافي يصل الأمر بسرعة الريح ويصلني خبر التعثر في موضوعي في أقل من يوم! وأنا إلى اليوم أكثر من عام ونصف أنتظر الردود، أسابيع وشهورا حتى يصلني رد ضبابي على ما تقدمت به. مظلومية واضحة لها أربعة أعوام وشهور! يطبقون تجاهي مقولة: "إن أرادوا لأنفسهم شيئاً قالوا: خير البر عاجله، وإذا أرادوا مماطلتي ففي التأني السلامة وعليك بالصبر"!
 كيف يعقل هذا الكلام، أن سيد الثورة عرف الحقيقة واطلع على كل شيء، وصدر منهُ توجيهات وتوجيهات وتوجيهات واضحة!
 آخر توجيه صريح أن يتم إنصافي، وتم تكليف رجل من أرجَل الرجال الذين يثق بهم سيد الثورة في المهمات الكبيرة، وفعلاً حضر هذا الرجل (رعاه الله وحفظه) من محافظة صعدة واجتمع بمن يلزم وتحقق واطلع وتأكد من كل شيء، وأصدر قرار المعالجة والإنصاف بحزم وجد واهتمام. وبعد أيام يصلني أن مكتب السيد يقول إن السيد (حفظه الله) قد (...)، سمعت كلاما يضيع حقي ويهدر إنصافي ويقضي على كل المساعي التي صدقت وتحركت لرفع الظلم عني.
صدمني ما سمعت منهم، ولا يعقل أن يتناقض السيد القائد في توجيهاته، حيث والذريعة نفسها التي تقدم بها المغرضون هذه المرة سبق وتم الاحتجاج بها قبل أكثر من عام ونصف، أي في شهر أيلول/ سبتمبر من العام 2020، وأحيل الملف لطلب الرأي، وقد صدر رد من رئيس الدائرة القانونية لمكتب السيد رفع إلى السيد القائد منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر 2021، ونفيت حجتهم الباطلة وسقطت ذريعتهم بقلم رئيس الدائرة القانونية في مكتب سيد الثورة، فلم أصدق ما سمعت من تعطيل توجيه الإنصاف ورفع الظلم عني!
مظلومية واضحة وضوح الشمس، وحق لا ينكرهُ عاقل ومُحق مُنصف تدخل واطلع على كل ما هو مثبت! لجانٌ تلو اللجان، ومكلفون تلو المكلفين، بتكليف من سيد الثورة، وكلهم عرف الحقيقة وأقر بأنني مظلوم وصاحبُ حق، وأن المتسبب ظلمني ويتحمل كامل المسؤولية والتبعات، ولم أكن أدري لماذا لا يتم الإنصاف ورفع الظلم عني، فقد بُليتُ بمن ظلمني لا أدري ما هو سبب موقفه ضدي للأسف، يحابيه ويجامله الجميع بدون استثناء، عدا قِلة من الصادقين وجهدهم؛ لكن لم ينصفني حتى الآن.
أشعُرُ بأنني ضائع يعتصرني يأس يقتلني كل يوم، ومن أنه توجدُ على هذه الأرض عدالة حقيقية، خصوصاً في ظل الظروف التي تُباعد وتمنع التواصل مع سيد الثورة بشكل واضح بعيداً عن قرصنة المفلترين والخلفاء المؤولين.
كَسرني ضَعفي أمام خوفي عندما أجدُ نفسي خائفاً من أن أَغيب أو أُغيب ويبحثُ عني صغار أطفالي ولا يجدونني! أصبحتُ خائفاً من أن أصرُخ صرخة مظلوم ينادي سيد الثورة، ويُحاطُ بي من الظالمين قبل أن يَسمَعني السيد بصوت موجوع يُعاني، فيتم شيطنة صرختي فأجدُ نفسي مسجوناً ولا أجد من يسأل عني، فكلٌّ يخافُ على نفسه، ويضيعُ أبنائي وأضيعُ أكثرُ مما أنا فيه!
كل لجنة ومكلفين كلفهم سيد الثورة طيلة أكثر من عام ونصف يعرفون الحقيقة، وأقول لنفسي: هذه المرة ستُحسمُ قضيتي، فُرجت إن شاء الله، وسيأتيني الإنصاف بيد سيد الثورة... وفجأة تنقلبُ الأمور ويختفي كل شيء، وتمر الشهور تلو الشهور بعد ذلك... وهكذا، وأنا أحيا على أمل إقناع نفسي ومواساتِها أنني بصبري لن يضيع حقي وسيَنتصرُ لي سيد الثورة إن شاء الله؛ ولكن الحقيقة المُرة أن حظوة الباطل وصولة الظالمين ووصولهم وصِلتهم تمكنهم من تَرجيح الغلبةً والكفةً لصالحهم وصفّهم في وجهي.
 المشكلة الحقيقية أنني كطرف مُشتكي أضيع ويضيع حقي في دهاليز مكتب السيد القائد المظلمة وتأويلاتهم المُظِلة، بينما الطرف المشكو به ذو وصول ويطرحُ تبريراته للسيد القائد مباشرة ويؤثر في قناعات السيد ويقلبُ الحقائق بطريقته، بينما المكلفون فلان وفلان وفلان وفلان... وآخرهم كان من الثقاة ومن أخلص الرجال للسيد القائد ويعرفهم سيد الثورة عز المعرفة وهو من كلفهم، لا أدري ماذا يتم بعد تكليفهم واطلاعهم على كل شيء، عدا آخر المكلفين، أقولها كلمة حق، تكلم معي بطيبة وطمأنني أنني صبرت والسيد قد وجه وحقي لن يضيع، ورعاه الله وحفظه من كل شر ومكروه صدق فلم يخشَ في الله لومة لائم وأوفى قولاً وعملاً وأسأل الله أن يعينه على شغلتهم الآن.
سيدي قائد الثورة، هذا رمضان الخامس شاهد على حُزني وألمي، شاهد على غُلبي وقهري، شاهد على جُرم من بُليتُ بِظُلمِه لي، شاهد على جور من استقوى متكبراً بسلطانه الباغي على ضعفي...!
سيدي سيد الثورة، مضى رمضان الثاني شاهداً على توجيهاتكم، والخامس على مظلوميتي يحفظكم الله، والذي حال دون نفاذ توجيهاتكم هم القُساة العُصاة مناعو الخير المتعصبون للباطل لإرضاء المُعتدي الأثيم غير آسفين لشيء.
سيدي سيد الثورة، لا أدري ماذا أعمل، وكيف أطرح ما يضُجُّ بداخلي، فقد وجهتم -نصركم الله وكثر الله خيركم وكتب أجوركم- وتحملتم ما أزعجتكم وشغلتكم به، وأنا لا سبيل لي ولا مخرج آخر بعد الله سبحانه وتعالى غير المُكوث بعتبات صدركم الذي لا يضيق من استغاثة ملهوف ونداء مستضعف يستجير بعد الله بمنعتكم وما مكنكم الله فيهِ لرد ظُلم من طغى ولم يخش الله ولم يتقه ويَكُف ظُلمه عني.
 سيدي سيد الثورة، التقيت بمن كلفتم آخر مرتين، وقلت: الحمد لله، كانا رسولي خير ورجُلَي معروف وصاحبَي كلمة ودين، تستحي منهما الوجوه، طمأناني وأبلغاني بتوجيهات شديدة التأكيد على ضرورة التعجيل والإنجاز، وأبلغاني بما وجهتم وواسيتم، وكلف من يقوم بسرعة الفصل والإنصاف... وإلى اليوم قرابة الشهرين ولم يتم شيء.

يحصل معي اليوم 
نقاط وجه بها سيد الثورة يحفظه الله وتم مناقشة آلية تنفيذها بحضور شخصية خاصة جداً من السيد المولى، وقال للمكلفين: عجلوا بالتنفيذ والإنصاف ورفع الظلم عن شرف حجر. كلام طيب يبرد القلب. بمجرد انتهاء اللقاء ومغادرة ولي الله وانتهاء المهلة المحددة في المحضر الموقع في الثالث من رمضان، عادت حليمة لعادتها القديمة. تحركت شياطين المعرقلين وظهرت أباطيل المسوفين من جديد، يَحوم طيف "سلام الله عليه" ككل مرة مبهرراً وضاغطاً لمنع التنفيذ.
بعض المكلفين أشبه ما يكونون بمبعوثي الأمم المتحدة من اتفاق ستوكهولم، وأنا جانب صنعاء، ينفذون بتفانٍ كل ما هو ضدي بكل تعجيل واهتمام وشدة وتضخيم لعواقب عدم امتثالي وتأخري وما سيترتب على ذلك، بينما لا ينفذون أو لا يريدون تنفيذ شيء متعلق بما هو لي.
نتم ونتفق على كلام مثل الموت، وما يجي اليوم الثاني إلا وقد فعلوا لهم غُنن جداد واقتلب الكلام كله، ويقولون لي بعد توقيع محضر بنقاط وجه بها سيد الثورة، وهناك شهود، واجتمعت مع الرجل المرسل بتكليف من السيد القائد وسمعت الكلام منه لم يقل لي أحد، وأن السيد يقول: يا عبدالغني عجلوا تنفيذ التوجيهات ورفع الظلم عن شرف حجر!
تم توقيع المحضر مزمناً بشهرين للإنجاز. أعطني نسخة منه يا أستاذ عبدالغني. قال: لا يا شرف. وأنا طرف في المحضر والقضية قضيتي وهناك شهود. ليقول: لكن بانهب نسخة عند أبو زين (الرجل المؤمن الذي أشرت إليه في سلسلة حلقات القضية التي نُشرت). فأجبت: أنا قابل، سلموا نسخة لأبو زين، وكونها عنده كأنها معي، وأنا أثق في الرجل.
هذا يوم ثلاثة رمضان، بعد ذلك لا عاد ادوا صورة محضر، واليوم ينكرون المحضر يا رجال. يا سيد الثورة، أنا عند الله وعندك، واجه بيننا وبين من يتقلبون ويتلونون، وإما حكمت علينا أو عليهم، وأخذت حقنا منهم وممن ظلمنا.
 أحد بنود المحضر الموقع أن أسكت عن أي كلام في القضية، ولا عاد أنشر، ولا ينشر أي شيء. التزمت بذلك من تاريخ 23 شعبان الماضي من قبل توقيع المحضر حين تم إبلاغي شفهياً، وانتهت المهلة التي حددها المكلفون ولم أحددها أنا، ومضى قرابة نصف شهر بعد مهلة المحضر ولم يسلموا نسخة المحضر للشخص المذكور، ليتضح مؤخراً تغيير الكلام.
 أعود من اليوم لطرح قضيتي لكل حر وشريف قادر على إيصال الحقيقة إلى السيد القائد، لا كما يُلخص الخلفاء غير الراشدين ويقلبون الباطل حقاً والحق باطلاً، وسأبدأ بملخص موجز يختصر أهم ما نُشر في الست عشرة الحلقة الماضية من "حكاية بلا منتهى إلى سيد الثورة" (يحفظه الله) لتكتمل الحكاية والوقائع، ويعرف الجميع التفاصيل حتى اليوم، وسنطرح ما لم يُطرح فيما سبق، وبالاسم والإثبات، ونتمنى ألا تضيق قلوب الظالمين من الحقيقة، وأن يتقوا الله، وإذا لهم حُجة فليُكذّبوا ما أكتب.


أترك تعليقاً

التعليقات