وجهة نظر تجاه ما يحصل
- شرف حجر الثلاثاء , 28 يـنـاير , 2025 الساعة 12:14:13 AM
- 0 تعليقات
شرف حجر / لا ميديا -
عقود مضت وشواهد من تدمير الدول وقتل الملايين من الشعوب في منطقتنا العربية والبلدان الإسلامية ممن قتلهم الإرهاب الأمريكي والصهيونية الصليبية العالمية تحت مسمى وذريعة "محاربة الإرهاب" ولم يتحرك ساكن لأنظمة الخنوع والارتهان والعمالة، أجيال شهدت الإرهاب الأمريكي والغربي الذي لا يحتاج إلى البراهين ولا الأدلة ومع ذلك نجد الذاكرة القصيرة والنسيان المبرمج آفة تمحو ذاكرة الشعوب العربية والإسلامية المبهوتة العاجزة عن الاستيقاظ تجاه ما يحصل نتيجة التدجين والإرهاب الإعلامي عن أسطورة الغرب التي لا تقهر ولا يمكن مواجهتها للأسف.
قبل قرابة العقدين من الزمن شهيد القرآن السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في إحدى محاضراته قدم قراءة واقعية وتصوراً يستشرف المستقبل ليس تنجيماً وإنما من واقع وبصيرة وقراءة قرآنية وفهم لمعطيات المواجهة وتشخيص دقيق لساحة المعركة وتحليل للأعداء ومخططاتهم طويلة الأمد وضح فيها بالتفصيل السيناريوهات الأمريكية والصهيونية لاستهداف الشعوب وشيطنة الأحرار تحت ذرائع ومسميات وعناوين منها الإرهاب كذريعة للتدخل السافر وتدمير البلدان واستهداف شعوبها الحرة، وها هو اليوم للمرة الثانية يصنف اليمن إرهابياً كما ذكر الشهيد القائد (رحمه الله) كشعب، لأن حقيقة التصنيف يستهدف كل مواطن يمني بدون استثناء كون أنصار الله ليست جماعة مؤدلجة ولا مهيكلة ولا كيانا محصورا ليُقال إنهم المستهدفون لوحدهم فمشروع المسيرة القرآنية هو للأمة الإسلامية.
"أنصار الله" ليست طائفة أو جماعة إنما هو مشروع وطني ودولة وقيادة ربانية وجد اليمنيون فيها ضالتهم التي يجتمعون عليها لتحقيق سيادتهم واستقلالهم وبناء وطنهم أحراراً كرماء.
شاهد العالم مئات الساحات والملايين لقرابة خمسة عشر شهراً والخروج الأسبوعي في كل جمعة والصنمية العالمية لا ترى ولا تشاهد أن هذا شعب بكل تنوعاته يصنف "إرهابياً".. يا سبحان الله ماذا بعد لتتضح حقيقة غطرسة استكبار الصهيونية العالمية؟!
قرار التصنيف الأخير
من إدارة ترامب
تعرف الصهيونية الأمريكية أن قيادة الثورة وكل رجال الدولة الذين هم في مواجهة المشروع الغربي المتصهين لا يمتلكون أرصدة للمدخرات في بنوك الخارج ولا يغادرون اليمن، ومنهم من لم يمتلك جوازاً للسفر أصلاً، وربما لا يفكرون بمغادرة البلد حتى مستقبلاً.
قرار التصنيف أعتقد أن الهدف منه بعد مراجعتهم للمجريات وما حدث في معركة "طوفان الأقصى" هو معاقبة لثبات وتأثير الموقف اليمني الذي ساند غزة حتى الدقائق الأخيرة من سريان وقف إطلاق النار، وما تلاه من تأكيد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة (يحفظه الله) على الاستمرار ورصد الميدان وإرسال رسالة أكيدة أن أي جريمة سيقدم عليها كيان الاحتلال سيأتي الرد عليها من اليمن هذا سبب.
الثاني، مع الاتفاق الهش للهدنة في لبنان وتحييد المقاومة اللبنانية وتطويقها بخونة الداخل من التحرك مستقبلاً وسقوط سوريا بيد "طيور الجنة" لدى الغرب والأمريكيين تبقى المشكلة والعقدة في اليمن وهذا من منظور الكيان الصهيوني والأنظمة الغربية والأمريكية والأنظمة العربية المتصهينة.
الثالث، اليمن خاض معركة إسناد غزة والشعب الفلسطيني وهو لايزال في معركة لم تنته مع نظامي الصهينة السعودي والإماراتي وخارطة طريق لم تنجز وحصار اقتصادي لم يرفع وحظر جوي وبحري وبري لايزال قائماً ومرتزقة لم يتوقف إعدادهم وتمويلهم لتفخيخ المناطق المحتلة ليتم استخدامهم مستقبلاً، هنا جاء بتوقيت المدروس معاقبة اليمن بقرار التصنيف للشعب اليمني ثمن مواقفهم من الإجرام الدولي تجاه غزة والشعب الفلسطيني فلا يعود هناك إنجاز لخارطة الطريق المؤجلة وبهذا وفرت أمريكا و"إسرائيل" ذريعة جديدة لدول العدوان السعودية والإمارات.. للتنصل وكيف يستمر دور الأمم المتحدة وعمل مبعوثيها في التعامل مع الدولة في صنعاء وقد تم التصنيف بالإرهاب.. إلخ، عودة المحاولات لاستئناف المرتزقة اللعب بالورقة الاقتصادية.. بنوك وغير ذلك.
سؤال وجهة نظر لا غير
الحمد لله أوفت القيادة ووفت وشرفت كل يمني حر بموقف إسناد غزة، والآن وقت إنجاز وانتزاع الاستحقاقات المتأخرة والتي لا تقبل الترحيل بعد الآن إما تنجز خارطة الطريق بدون أي تأجيل أو مماطلة وتنازلات وينتهي العدوان وتدفع التعويضات وإعادة الإعمار وتقطع أيديهم من اللعب في الملف اليمني نهائياً، ومن تدغدغ الفترة الماضية خجلاً حيناً وتماهياً مع سفير دولة العدو السعودي آل جابر وتغطى براية السعودية وجب عليه اليوم الصمت وعدم التغريد مع أشقائه ولا يتقمص دور داعية السلام والعقلانية الزائفة فهنا استحقاق شعبي تثمن بالدماء والسنين.. أو أن تعود الحرب ويتم معاقبة السعودية والإمارات بدون سقوف، الشعب ينتظر من سيد الثورة (يحفظه الله) كما يُقال اليوم التالي داخلياً بعد انتصار غزة، تحقيق انتصار اليمن في ملفاته الداخلية، لأن العدو يهدف لاستمرار الوضع كما هو عليه بل أسوأ من ذلك ويعمل على تضييق الخناق أكثر مما هو اليوم وهذا ما يجب أن يُحسب له كضرورة إعداد في الساحة الداخلية وإنجاز التغييرات الجذرية وتلبية تطلعات الشعب الثائر العظيم بشكل يحقق استمرارية العمل الثوري بشكل الصحيح وإسناد اليد التي حَمت وتحمي بيد البناء والإصلاحات في الجبهة الداخلية استعداداً لجولات المواجهة المقبلة مع الأعداء بإذن الله.
المصدر شرف حجر
زيارة جميع مقالات: شرف حجر