شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
بعد أن نصحني أحد المجاهدين الشرفاء بعرض قضيتي على المجاهد (أبو ماجد)، ذهبت مباشرة إلى جامع الروضة، ووجدته هناك يصلي الظهر، وما إن انتهى من الفريضة تقدمت إليه وعرّفته بنفسي وشرحت لهُ قضيتي بالتفصيل وبالأسماء. كان مصدوماً مما سمعه مني وما طرحته عليه، فقال لي: لن أعدك بشيء، ولكن أشير عليك بأمر واحد فقط، وهو أن تتقدم بشكوى إلى السيد القائد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي تلخص فيها وبشكل مختصر ما شرحته لي، وأنا سأحرص على وصولها إليه.
فعلت ما قاله لي، وتواصلت معه وسلمته الشكوى، وقد صدق في وعده، فما هي إلا أيام حتى وردني اتصال من رقم محجوب، وأول ما رددت قال لي المتصل: أنت شرف حجر تقدمت بشكوى إلى السيد القائد؟
قلت له: نعم.
فقال: سنتصل بك.
ثم وردني اتصال من شخصية كبيرة، سألني في البداية: أنت شرف حجر؟
وبعد أن أجبت عليه: نعم، بدأ بشتمي وتهديدي ويتوعد بتأديبي، قائلاً: أنت تستهدف القيادة وتشوه صورة المؤمنين... ولم يسكت الرجل ولم يسمح لي حتى بالرد وأغلق في وجهي.
أصبت بالذهول مما سمعت من شتائم وتهديد ووعيد، وكيف تم التعامل معي.
ولم تمر سوى أقل من ساعة حتى اتصل بي أحد العقلاء قائلاً: أين أنت؟
قلت له: قريب الحصبة.
فقال: تعال إلى قرب مجلس الشورى.
تحركت في اللحظة نفسها، وفور وصولي إلى المكان تم تفتيشي وأخذ هاتفي وتم إدخالي حتى وصلت معهم إلى مكتب داخلي لأجد (سلام الله عليه) يصلي الظهر. بقيت واقفاً حتى أكمل (سلام الله عليه) الصلاة، ثم التفت نحوي وقال: أنت تتقدم بشكوى إلى السيد ضدي؟!... وبدأ يطرح كلاماً لم أقله ولم يكن في الشكوى المقدمة أصلاً.
وحين سُمح لي بالكلام قلت له: أنت مجاهد ومن أكبر القيادات، لماذا فعلت بي هكذا؟! أنت لا تعرفني ولا أعرفك، واتهمتموني وثبتت براءتي، ولم تنصفوني وأهنتموني وفعلتم ما لا يفعله أحد، وأرغمتموني وأجبرتموني، وبالنسبة لما تقول إنني اشتكيت بك إلى السيد القائد فأنت الآن قادر أن تطلب الشكوى وتطلع على ما فيها، إن لم تكن قد اطلعت عليها قبل حضوري الآن، وما تقدمت به موقع من قبلي، وإذا قلت أو ادعيت عليك في باطل حاسبني، وهذا سهل عليك، أنت مجاهد، لماذا فعلت بي هكذا؟! اتق الله، أنت كما يُقال عنكم مع الله، وقد تستشهد في أي لحظة وأنت ظالم لي.
فقال لي: خلاص اسكت.
ليدخل من أحد الأبواب نائب لرئيس الوزراء ويجلس على الكنبة المقابلة، وأخذ (سلام الله عليه) التلفون ليتصل ويقول لمن اتصل به: سيصل إليك شرف حجر وغريمه، اطلع على ما تم ويردون على دعوى شرف حجر وارفع لي بحكمك.
تنتهي المكالمة ليقول لي (سلام الله عليه): هذا القاضي محمد الشرعي، أمين عام مجلس القضاء، وقد كلفته، تحرك الآن إليه.
نفذت توجيه (سلام الله عليه)، ماذا أفعل غير الامتثال، وحضرت لدى القاضي الشرعي وأنا المدعى عليه، بينما المدعي المقرب من (سلام الله عليه) يمتنع عن الحضور ولم يلزمه (سلام الله عليه) بالحضور كما يلزموني ويهددوني إذا لم أحضر.
كنت أحضر يومياً وأتابع القاضي الشرعي حتى مضى أكثر من شهر ليتدخل العلامة أحمد المتوكل، رئيس مجلس القضاء ويتكلم مع القاضي الشرعي الذي أجاب عليه بالقول: استدعيت الطرف الآخر ورفض الحضور، وقد أبلغت (سلام الله عليه)، كيف لا يحضر المدعي لمواجهة المدعى عليه، وأنه رافض الحضور... وتمضي أيام ونحن على هذه الحال، أنا أحضر يومياً بينما المدعي لا يحضر.
بعد ذلك أبلغني القاضي الشرعي أنه قد أبلغ (سلام الله عليه) أن الطرف المدعي لديه يرفض الحضور، وأنهُ قد أبلغ (سلام الله عليه) بذلك مستنكراً عدم إلزام المدعي بالحضور حسب التوجيه كما حضر المدعى عليه (أنا).
بعد مرور أسبوعين اتصل بي مكتب (سلام الله عليه) قائلين: يا شرف حجر لا عاد تروح للقاضي الشرعي.
سألتهم: لماذا؟!
ردوا قائلين: أصلاً غريمك المدعي لدى (سلام الله عليه) ما يشتيش القاضي الشرعي ورافض يحضر، وقد جاءت وساطات كبيرة إلى عند (سلام الله عليه) طالبين سحب النظر في القضية من القاضي الشرعي، وأنهم سيحلونها قبلياً خلال أسبوع وأن (سلام الله عليه) موافق على طلبهم، وأنت ملزم تمتثل لما يراه (سلام الله عليه) وهو سيكلف من يراه للنظر في القضية.
لم أعرف بماذا أجيبهم، فلا أجد من يتوسط لي ولا من يقف معي في وجه هذا الامتهان والتعنت والظلم، حيث يتضح لمن يقرأ أن (سلام الله عليه) يلبي كل أمنيات ودلال غريمي المقرب منه والمدعي لديه، ومع ذلك أجبت المتصل قائلاً: أبلغ (سلام الله عليه) أنني مسلم أمري لله، وإذا رفضت هكذا معاملة فرفضي لا يتم الأخذ به، ومشيئتكم المتجبرة ستمررونها غصباً عني، ساحضر أينما يريد (سلام الله عليه). 
مضت عدة أيام ليردني اتصال من مكتب (سلام الله عليه) قائلين: يا شرف حجر، (سلام الله عليه) اختار محكمين بتوجيهاته وهم فلان... وفلان...
المحكم الأول هو أحد مشائخ طوق صنعاء، وكان أحد الحاضرين -كما ذكرت سابقاً- في اليوم الأول لاتهامي وإهانتي وظلمي، وهذا الشيخ هو وكيل لغريمي وهو من المتوسطين له وممن أوصلوه وعرفوه بـ(سلام الله عليه)، اختاروا صاحب غريمي محكماً ولم يسمحوا لي اختيار محكم من طرفي، ويفرضون علي محكماً بنظرهم.
كنت في موقف الحائر الذي لا يدري ماذا يفعل، من ينصفني ويرد عني هكذا تصرفات؟!
بعد يومين التقيت مع المحكم الآخر، وهو نائب وزير في وزارة سيادية، وهذا الشخص كان أيضاً أحد الحضور مع (سلام الله عليه) يوم استدعائي واتهامي وكل ما حصل وصولاً إلى ثبوت براءتي وعدم إنصافي. انتظرت حتى تمكنت من التحدث إليه وقلت له: أنا ما أعرفك ولا مشكلة في ذلك، وأنت تعرف أن المحكم الآخر يمثل غريمي ويقف في صفه ظلماً وباطلاً ولا ذمة له، وأنت يا أستاذ... قلدك الله قلادة تتحملها إلى يوم الدين، لا تقبل بظلمي ولا تكن أداة في يد من ظلمني. وللتوضيح إن كلا المحكمين هما الطرفين ليس كل محكم لطرف ولكن أحد المحكمين الشيخ يعمل لخدمة غريمي و(سلام الله عليه) يعلم ذلك والمحكم الآخر نائب الوزير.
رد علي: والله إننا مشغول، ولا أشتي أدخل في أي مواقف، لكن (سلام الله عليه) كلفني، وأنا ملزم أنفذ توجيهه، فهم قادتنا وأنا "مُسَلم"، أي منفذ لتوجيهات (سلام الله عليه).
وكان هذا النقاش بحضور شهود، امتثلت لنزعات وهيمنة (سلام الله عليه)؛ ماذا أفعل؟! كان هذا هو الواقع المفروض علي، ولا خيار لي، ولم أجد من يتدخل ويراجع (سلام الله عليه) إلى التزام الحق وعدم ظلمي.
بعد ذلك تم إبلاغي بتحديد موعد نلتقي فيه مع المكلفين اللذين كلفهما (سلام الله عليه)، وحضرت أنا وحضر أحد المكلفين وهو نائب الوزير، ولم يحضر المدعي ولا وكيله الشيخ المكلف الآخر، وانتظرناهما، وبعد تواصل لأكثر من ساعتين من قبل نائب الوزير اعتذر المحكم الشيخ أنهُ ما أدري ما بيخدم الوطن في مواجهة العدوان، قال لي نائب الوزير: روح لك وعنتصل بك.
تم تحديد موعد آخر، وحدث الشيء نفسه، لم يحضر المدعي ولا الشيخ صاحبه المكلف الثاني، وانتظرت حتى المغرب وبحضور نائب الوزير، ثم روحت، بعدها أبلغوني بتحديد موعد أكيد.

* ملاحظة: كل كلمة أكتبها فيها إثبات ودليل وشهود من أول حلقة نُشرت وحتى تنتهي الحكاية.
وأنا هنا أوجه ما أكتب للسيد العلم والعقلاء من المنصفين ليعرفوا الحقيقة وأقول لذُباب وسائل التواصل الاجتماعي كفو أذاكم ووجهوا مداخلاتكم ضد العدوان واتقوا الله في أنفسكم.






أترك تعليقاً

التعليقات