صهيونية الغرب وأراجوزات العرب
 

شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
الكيان الصهيوني، كيان متغطرس تفيض منه الوقاحة والبجاحة، مجتمع بغيض وشعب مكروه حتى في أوروبا، اشتهر في الغرب بممارسة الدعارة والربا وإثارة الفتن وتغذية النزاعات وممارسة كل رذيلة وعُهر، فنبذهم العالم الغربي، وتآمر صهاينة رأس المال وصليبيو الغرب لتوطينهم في مكان بعيد عنهم على أساس وظيفي يتعين عليهم القيام به، من خلال تمكينهم في «الشرق الأوسط» كقاعدة صليبية غربية صهيونية في بلاد المسلمين بتحكم كنترول من قبل الشيطان الأكبر «أمريكا»،
 لذلك نشاهد الدفاع المستميت والتحرك غير المسبوق غربياً لإنقاذ وليد مؤامراتهم وصنيعتهم في المنطقة بشكل مبتذل ومستنكر حتى في منظور شعوب الدول الغربية، ولأول مرة منذ عقود تنزع السياسة الأمريكية والبريطانية النقاب عن وجهها الحقيقي تجاه حضانة الكيان الصهيوني في أرض فلسطين المحتلة.
إن عملية «طوفان الأقصى» سلبت السياسيين دبلوماسيتهم وجرجرت زعماءهم للكشف عن هوياتهم وانتمائهم للصهيونية العالمية، أزاحت الستار وكشفت عورات زعماء وأمراء أنظمة التطبيع ممن كانوا على شفا الإقرار بالديانة الإبراهيمية كدين جديد تحت راية حاخامات بني صهيون.
غزة اليوم أسقطت أكبر كذبة تاريخية رفعها الغرب عن السلام وحقوق الإنسان وحق الحياة وسيادة القانون والمواثيق الدولية كمنظم وراع للعلاقات بين الدول والأنظمة على وجه الأرض.. فضحت غزة بدمائها وجراح أطفالها وأشلاء نسائها، وجوه عبدة الشيطان وعبيد هيكل الماسونية المتطرف المجرد من الإنسانية، وأن الغرب المتصهين أنظمة حكم ولوبيات التآمر المجرد من الآدمية والمزايد بشعارات الإنسانية، وأن حقيقتهم هي عصابات إجرامية لا تعرف سوى سفك الدماء وارتكاب الإجرام وممارسة الإبادة الوحشية، والتاريخ الاستعماري للبريطانيين والأمريكان وأمثالهم موثق ومعروف غير أنهم غير خاضعين للمحاسبة ولم يجرؤ أحد من قبل حتى على انتقادهم أو التعليق على إجرامهم وصلفهم الذي وصل إلى إصدار قوانين تجرم وتتهم وتطارد من يفكر في مخالفتهم، تحت مسميات «معاداة السامية» و»الإرهاب»، وكان المستهدف الأول هو الإسلام والمسلمين.
هل آن الأوان للشعوب الإسلامية لسؤال أنظمتها عماذا تمثل كل هذه اللافتات الدولية والأممية لدولهم وشعوبهم؟ وهل القوى الدولية المسيطرة على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من الهيئات تمثل المسلمين دولاً وشعوباً أم أنها مجرد غُرف أسستها الصهيونية والماسونية الصليبية كغطاء يحجب رؤية حقيقتها القائمة على تمرير مشاريعهم ومخططاتهم لاستهداف الإسلام والمسلمين، وإباحة استعمارهم ومحاكمتهم واتهامهم وقتلهم؟!
ما هي المطالب المشروعة والعادلة التي طُرحت على كل طاولات هذه المنظمات والمؤسسات الدولية وتمثل المسلمين وتم التعامل معها وفق كل تلك النصوص؟! للأسف، لا شيء.. لكن في المقابل كل مشروع ضد المسليمن دولاً وشعوباً يمرر ويصادق عليه ويتم تنفيذه، والقضية الفلسطينية أكبر دليل وبرهان لمن يريد أن يفكر، ولا داعي لاستحضار الماضي ومراجعة التاريخ، فما حصل في غزه منذ الـ7 من أكتوبر فيه الكفاية.. ماذا نتج عن المؤسسات الدولية لصالح الأمة الإسلامية؟! لا شيء.. في حقيقه الأمر ممثلو الدول المطبعة عربية وإسلامية مجرد كومبارس ليكتمل المشهد لا أقل ولا أكثر، أما الأنظمة المحترمة كإيران والجزائر والدول اللاتينية فتصدر عنها المواقف المشرفة، ويأتي الفيتو البريطاني والأمريكي الذي استخدم ضد وقف العدوان على غزة لمصلحة الكيان أكثر من أربع مرات.
اليوم، أمام كل هذه المكاشفة واتضاح الحقيقة هل تتجرأ الأنظمة العربية والإسلامية حتى على تعليق العمل بكل تلك المواثيق الباطلة والضغط حتى يتم إعادة صياغة كل القوانين التي حصنت الاستكبار العالمي وكيان الاحتلال وحولت أكثر من مليار مسلم لمجرد رقيق، لا يعترف الصهاينة الصليبيون لهم بأي استحقاق، ما هي الجدوى من الاستمرار في عضوية الأمم المتحدة وكل هيئاتها وهي عاجزة عن الوقوف في وجه المستكبرين؟
تناقض لا يحتاج لتأويل، وازدواجية وقباحة مفضوحة، حيث لم يسمح الغرب بصدور إدانة ضد كيان الاحتلال أو حتى وقف الإبادة التي يمارسها في حق أهل غزة، وفي نفس الوقت وفي تحد قبيح يجتمع مجلس الأمن ويصوت لصالح قرار أمريكي ياباني لإدانة اليمن وشرعنة استهدافها ومعاقبتها لموقفها الحق والإنساني والديني لنصرة أهلنا في غزة، ماذا نريد كشعوب مسلمة كدليل يكشف حقيقة العلاقة غير الشرعية بين أنظمتنا وأعدائنا الذين يحكمون علينا بالموت وفي نفس الوقت ويحدثوننا عن التعايش والسلام، يدمرون أوطاننا ويسرقون ثرواتنا ويحاضروننا عن الحقوق والسيادة والقانون والنظام الدولي، ينقلون الأساطيل من أعالي المحيطات ليقصفوا مُدننا، وهكذا ظلوا يعاملوننا لعقود، حتى جاء ما لم يكن في حسبانهم.
الثورة الإيرانية وقيام الجمهورية الإسلامية كدولة ونظام ثوري مناهض للسيطرة الدولية، نشوء حزب الله في جنوب لبنان، اندلاع الثورة الشعبية في اليمن بقيادة أنصار الله كحركة ومشروع ثوري قرآني يرفض الهيمنة، بالإضافة إلى فصائل المقاومة العراقية التي أسقطت «داعش» الصهيونية والصنيعة الأمريكية، هذه الرباعية لم تخطر على بال الغرب، وقلبت هيكلهم على رؤوسهم إلى غير رجعة بإذن الله، لذلك الغرب يخوض معركته الوجودية في المنطقة لمعرفته بالمتغيرات التي خرجت من تحت سيطرته وهو ما لم تستطع استيعابه أنظمة العمالة في منطقتنا من الخوالف المتآمرين على غزة واليمن وحركات المقاومة المجابهة لقوى الاستكبار والهيمنة العالمية، وهذا لأن هؤلاء الحكام يؤمنون أن وجودهم كزعماء ورؤساء وملوك وأمراء مرهون ببيعتهم وولائهم للصهيونية العالمية.
عملية «طوفان الأقصى» أسقطت أوراق التوت عن سوءاتهم، وسيأتي اليوم الذي تتخلص فيه شعوبهم منهم، وتتبرأ من خيانتهم وسيُحاسبون بأيدي من قمعوهم ومنعوهم من نصرة إخوانهم في غزة واليمن وكل محور المقاومة الإسلامي.
وخلاصة القول، ما جدوى الدعوات المتكررة لعقد قمم إسلامية وعربية دون الخروج بقرارات عملية تنفذ على أرض الواقع؟! بينما كان الأنفع والأجدى بهذه الدول إصدار موقف مؤيد للفعل المقاوم في غزة واليمن ولبنان والعراق بدلاً من كل تلك القمم التي لا تقدم ولا تؤخر.

أترك تعليقاً

التعليقات