من لا يريدون التغييرات الجذرية !
 

شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
من الذين لا يريدون التغييرات الجذرية؟!
هم الرهط المفسدون منذ بداية العدوان، هم كل من فسدت سريرته وانقلب على عقبيه عندما تمكن، هم من يرون في هذه المرحلة فترة اكتساب ورخاء وتحقيق لمصالحهم الشخصية، وهم من قال فيهم أمير المؤمنين علي عليه السلام: "أحقر الناس من ازدهرت أحوالهم عندما ساءت أحوال الأمة".
لماذا لا يريدون أن تتم التغييرات الجذرية؟! لمعرفتهم أنهم من المبشرين بأن تهدم قلاعهم التي شيدوها الفترة الماضية بخيانتهم لله ولسيد الثورة (يحفظه الله) ولدماء الشهداء وجراح الجرحى وللشعب الصامد الصابر عليهم والقابض على الجمر حتى أوصلوه لشظف المعيشة وضيق الحال، يخافون على إمبراطورياتهم التي أسسوها في الأعوام الماضية للسيطرة والنفوذ وشبكة مصالحهم العميقة مالياً وإدارياً وإعلامياً و.. و.. إلخ.
لوبيات من الاستغلاليين المنتفعين الذين حولوا المواجهة وتضحيات المجاهدين المرابطين في كل الثغور باذلين النفس والدم وكل غال ورخيص جهاداً وبيعاً خالصاً لله، فيما هناك في الجانب الآخر "السقط" الذين يجمعون الألقاب ويراكمون المناصب ويكنزون الذهب والدولار.
رحم الله شهيد المستضعفين ورئيس الثائرين من أخلص النية وصدق الولاء لسيد الثورة وأدى الأمانة الرئيس الشهيد صالح الصماد (رحمه الله) القائل في خطاب تاريخي: "ذي بايفكر بأرض وإلا يبني بيت والناس تعاني اكتبوا على جبينه سااااااااااااااارق" نقطة على السطر.
شلليات ولوبيات الفساد المزرين لو راجعنا وتم نبش ملفاتهم سيتضح من اكتسب العقارات واكتسب المال الحرام وتحول إلى ثري وإقطاعي في سني العدوان، مراجعة ليست صعبة من قبل ثورة الـ21 من أيلول كيف كانوا حينها واليوم أين أصبحوا، "تضرجمت" أوجانهم من مال الشعب بطرق مختلفة، يجيدون فن "ليات أم رجال" كما يُقال، ليس هذا حسداً فليسوا مريم العذراء ولم يدخل عليهم زكريا ليجدهم يتنزل عليهم رزق وبركات من السماء.
"نهابة" جريئون ومحاسبتهم واسترداد مال سبيل الله والدولة والشعب هو ما يجب أن يتم، فلم يرثوا من آبائهم ولا أمهاتهم ولا نزلت على معاليهم ليلة القدر، الحقيقة أنهم "نهابة" ولصوص يعملون في الظل ويتآمرون خلف الكواليس في كل مكان، واليوم قد تطورت أساليبهم لحماية أنفسهم بزرع وتمكين أتباعهم لاستهداف الشرفاء والصادقين الأحرار الذين يرون في وجودهم خطراً يقلق سكينتهم فيشيطنون هذا ويشوهون ذاك وينكلون بفلان ويقصون علانا، شرهم تمكن وأصبح السجن لمن يحل عليه غضبهم أبسط ما يمكنهم فعله ولا نجاة ولا منقذ لمن أصبح هدفاً لمعاليهم والشواهد كثيرة، لم يترددوا حتى عبر ذبابهم وبعض وسائل الإعلام المحسوبة على الثورة في طرح الخطاب المقزز المناطقي والتحريضي، يريدون القول لشعب الثورة: هذا ما عليكم القبول به والتعايش معه.
لم يُكتب لهم التوفيق ليكونوا رجالاً للدولة طيلة أعوام العدوان الماضية ليس بسبب المناصب والمسؤوليات التي طرأت عليهم، بل لأنهم في حقيقتهم سيئون، ولم تكن قد واتتهم الفرصة ليطفح ما بداخلهم من خبث وعصبية ومناطقية ومصالح شخصيه، ويُقال إذا أردت معرفة معدن الرجل ضعه في مكان المسؤولية وانظر كيف يتصرف ويكون.
يغطون فشلهم وسوءهم بكتائب من بلهاء الذباب الإلكتروني وهو الشيء الوحيد الذي أنجزوه لتلميعهم والدفاع عنهم، فلم يعد لهم أي هم سوى بهرجتهم.. طلع.. نزل.. عطس.. نطس.. و.. إلخ.
هم مسؤولون في الفضاء الإلكتروني "وسائل التواصل الاجتماعي"، همهم عدد الإعجابات، أحد فصائل المزرين منفصلون في خلواتهم الافتراضية بعيدون عن الواقع ما هو المتوقع منهم؟! كيف يعول على أمثالهم أن يكونوا رجال دولة وإنجازاتهم نثرات وأنترة والبعض منهم غزواته زواجات وطلاق.. عايشين في عالم ثان، أموية الأنس والتمتع تجري في عروقهم.
الزنداني ادعى سابقاً ابتكار واكتشاف علاج للإيدز، قوة القوة، واليوم الحمد لله اليمن لا يخلو من استخلاف للعباقرة ولا يسلط علينا بلاءهم المكتشفين أو المستكشفين أو المكشوف عنهم الحجاب، يقولون يا قوم ما أدراكم الأوزون ليس في جغرافيتنا، وتم اكتشاف أن المبيدات صحية للآدميين في اليمن دون غيره، وأن الحشرات والآفات الزراعية هي ضمن مخططات قوى العدوان أمريكا و"إسرائيل".. الله الله أسوأ من الجهل جهل ما يجري.
تم إصدار فتوى بجواز قتل المبيدات للناس وعدم حرمة فتكها بهم، وتذكرت آفة المبيدات التي دمرت أراضي المزارعين وكانت القضية معروفة خلال الفترة الماضية.. طيب من باب الحصافة كان المفترض النأي وعدم الظهور أمام خلق الله بهكذا تصريحات، اتركوا وزارة الزراعة تعمل ولو لمرة واحدة لله والوطن والمواطن، لماذا يتدخل أعلى هرم السلطة في مثل هكذا أمور، حتى تقرير اللجنة المكلفة من مجلس النواب جرى كلفتتها وأصبحنا كشعب مخيرين بين الجراد والحشرات أو الموت بسرطان المبيدات، وهذا الخيار المطروح ويجب القبول به.. يا رب رحمتك إلى أين سائرون؟!
اللقاحات كيف طلعت ضمن مخطط الاستهداف من قبل الذين كفروا بينما هم نفسهم مصنعو المبيدات، أليست هي من نفس الشركات والدول الصهيونية أم أنكم تحلونها تارة وتحرمونها تارة أخرى، متناسين أن المبيدات "الحلال" دخلت تهريباً، بمعنى لا نقل آمن ولا تخزين وعبر القرن الأفريقي، وقد تكون دفنت قبل النقل في السواحل.. وهي أساساً محرمة دولياً ومُقيد استخدامها ومنتهية الصلاحية، وسبحان الله أنها ليست ضمن السلع المقاطعة، لكن "يا فصيح لمن تصيح"، والمثل يقول "إذا غريمك القاضي من تشارع".. لا حول ولا قوة إلا بالله، ما عشت أراك الدهر عجباً والله المستعان، نتمنى على قيادة الدولة أن تخلي قلبها فساح، وتتحمل كلمة المواطن، مش وقت التشاعيب ووضع كل من تحاكى ضمن المخطط الأمريكي، ما نطرحه ونكتبه إنما هو أمل في التواصي بالحق والتناصح لتستقيم الأمور وتصحح الأوضاع ويتم تلافي الأخطاء.

أترك تعليقاً

التعليقات