.jpg)
مقالات أنس القاضي
السيد اليماني وعبيد الرياض
بشائر النصر من جبهة الكويت
انفتاح الثورة الشعبية على القضية الجنوبية
الأبعاد الثورية لاحتفالات المولد النبوي
أزمة المثقف اليساري في اليمن
كيف مهد ياسين للعدوان ونظر للتدخل الأجنبي
أزمة خطاب العدوان وأبواقه.. «نجيب غلاب» أنموذجاً
تعز .. أثافي المناطقية وحطبها
حول تقدمية أنصار الله ورجعية اليسار القومي والاشتراكي
سماطة قبيلي بألف ربطة عنق
المعركة المؤجلة مع البيروقراطية لابد منها
الولاعة خيار استراتيجي في قبضة المجاهدين
الانتخابات الهزلية الضرورة!
حداثيون على سنة داعش!
يوجد رئيس كهذا!
تحالف المرتزقة الجديد.. بعثُ مسخٍ ولد ميتاً
مدخل بناء الدولة العادلة
إشكالية الهوية الحضارية في «الرؤية الوطنية»
حكومة مصغرة لا تخمة وزارية
مهمة بناء الدولة وبرنامج الإصلاح الذي تمليه الحياة
دنبوع اليانكي!
الاقتصادي الاجتماعي في خطاب قائد الثورة
قائد الثورة وفلسفة الصراع
الحذر من «خطوات» كيسنجر!
تجربة التفاوض الفيتنامية واستراتيجيتها
الحروب الهجينة للامبريالية الحديثة
قراءة في كتاب كيسنجر .. النظام العالمي الجديد ومسار التاريخ
استيلاء الجيش اليمني على نجران
مشعوذ الرأسمالية!
تاريخ النضال اليمني بوجه التوسع السعودي 1 - 2
تاريخ النضال اليمني بوجه التوسع السعودي 2 - 2
قراءة خلف خطوط الشميـري والسامعـي .. أفــــول الــريشة
واقع الحركة النسوية اليمنية في ظل العدوان 1-2
واقع الحركة النسوية اليمنية في ظل العدوان 2 - 2
الاستراتيجيات الاستعمارية البريطانية وامتداداتها الإماراتية 1 - 2
الاستراتيجيات الاستعمارية البريطانية وامتداداتها الإماراتية 2 - 2
ضرع الـ«بقيق» يُدر دماً
الفاشية في مواجهة الثورة
«نقشة الحِنّـاء» كتابة بالضوء والظل على حجر الذاكرة
السعودية الأضعف على ضوء متغيرات معادلة الصمود
تقدير موقف: الاحتجاجات في العراق ..طبيعتها أبرز الفاعلين فيها ومآلاتها
حرب المشتقات النفطية
المراهقة اليسارية و«الحب الحر»!
الرياض.. العدوان يتفـق مـع العـدوان كيف ولماذا؟
تاريخ التدخلات العدوانية السعودية في اليمن وامتداداتها (1 - 4)
تاريخ التدخلات العدوانية السعودية في اليمن وامتداداتها.. الوهابية وزرع بذور الطائفية في اليمن (2 - 4)
تدخلات السعودية في اليمن.. تاريخ القرصنة (3 - 4)
تدخلات السعودية في اليمن.. تاريخ القرصنة (4 - 4)
آليات التأثير والهيمنة السعودية في اليمن ومستقبلها (1 - 2)
آليات التأثير والهيمنة السعودية في اليمن ومستقبلها (2 - 2)
اليمن وأطماع الخارج (1 - 2)
اليمن وأطماع الخارج (2 - 2)
فصول من العدوانية الإمبريالية في أميركا اللاتينية (1 - 3)
فصول من العدوانية الإمبريالية في أميركا اللاتينية (2 - 3)
فصول من العدوانية الإمبريالية في أميركا اللاتينية (3 - 3)
العين الصهيونية على اليمن (1 - 2)
العين الصهيونية على اليمن (2-2)
تجارب حروب العملات وتطبيقاتها العدوانية في اليمن (١ - ٢)
تجارب حروب العملات وتطبيقاتها العدوانية في اليمن (2 - 2)
المقاومة لا تموت
الحرب البيولوجية وتطبيقاتها العدوانية على اليمن
المشاريع الإمبريالية الجديدة في البحر الأحمر
العولمة الأمريكية وتجريف الهويات والثقافات الوطنية
دلالة الرد الإيراني ومستقبله في ظل التراجع الأمريكي
الأساطيل لا ترهبوها
من 2019 حتى «صفقة القرن» مسار التطبيع
الوعي اليومي وحركة التقدم
كيسنجر في قلب الصفقة
تماس الصدام المحتمل مع الكيان الصهيوني.. تعـز
غريفيتث على إيقاع العدوان (١-٢)
غريفيتث على إيقاع العدوان (٢-٢)
بارود نزاع الأجنحة الملكية يشتعل مفخخات «البيعة»
الهوية الإيمانية للمجتمع المتمدن (1-2)
الهوية الإيمانية للمجتمع المتمدن (2-2)
كيف قاد سيد الثورة معركة الصمود والتحرر؟.. المرتكزات الاستراتيجية لمواجهة العدوان في خطاب قائد الثورة (1-4)
كيف قاد سيد الثورة معركة الصمود والتحرر؟.. المرتكزات الاستراتيجية لمواجهة العدوان في خطاب قائد الثورة (2-4)
كيف قاد سيد الثورة معركة الصمود والتحرر؟.. المرتكزات الاستراتيجية لمواجهة العدوان في خطاب قائد الثورة (3-4)
كيف قاد سيد الثورة معركة الصمود والتحرر؟.. المرتكزات الاستراتيجية لمواجهة العدوان في خطاب قائد الثورة (4-4)
كورونا وتحديات المشروعية الاجتماعية السياسية
التجربة الفيتنامية في الاقتصاد المقاوم وممكنات الاستفادة منها (1-2)
النظام العالمي ما بعد كورونا
النظام العالمي ما بعد كورونا 2 - 2
الرئيس الصماد ومشروع الدولة الوطنية 1 - 4
الرئيس الصماد ومشروع الدولة الوطنية 2 - 4
الرئيس الصماد ومشروع الدولة الوطنية 3-4
الرئيس الصماد ومشروع الدولة الوطنية - الأخيرة
كورونا وموروث العنصرية الأمريكية
«الحكم الذاتي» الانتقالي
الجنوب وفيه الغزاة والأوبئة
الأزمة الجذرية المرُكّبة للإمبريالية هل هي القاصمة؟! 1-3
الأزمة الجذرية المرُكّبة للإمبريالية هل هي القاصمة؟! 2-3
الأزمة الجذرية المرُكّبة للإمبريالية هل هي القاصمة؟! 3-3
تهديدات كورونا وضرورات تعميق المسار الثوري المؤسسي
«قراءة في كتاب»المذهب الاقتصادي الإسلامي في فكر السيد محمد باقر الصدر
المحرومون في تجارب الثورة العالمية
الرقابة الشعبية كتجربة تاريخية وضرورة راهنة.. «العين الواسعة للثورة»
الاتفاقية الصينية الإيرانية .. آفاق استراتيجية
من المستفيد والمسؤول عن جرائم قتل الأبرياء في تعز المحتلة؟.. الطفل والقناص!
الحسين ثائراً
تفكيك خطاب العدوان
المديح النبوي في الشعر اليمني
منابع المسألة الإثيوبية .. جذور أحداث «أديس - تيغراي» تاريخيا
«باي باي» أيهـــا الكبيــر
دور المجمع الصناعي العسكري الأمريكي في العدوان على اليمن .. أمريكا هي الطاعون
حريم الحضارة الغربية
الهجمة الجديدة لبريطانيا العجوز
«أنصار الله» ومواجهة الاستعمار .. من الفكر إلى الفعل
عبادة لا مهرجان تسوق
الشهر الشهر والمسلسل المسلسل!
الرأسمالية في الصدقات!
غزة مرآة جبروت المحور
عودة اليسار الفلسطيني المقاوم
تجربة الصين الشعبية في النهوض الاقتصادي
«الهوية الإيمانية» استقامة المفهوم وانحراف التطبيق
المقاطعة الاقتصادية موقف متقدم في الصراع مع الصهيونية
الحسين مشعل الثورة الإنسانية
المرتزقة والعدوان في تجربة ثورة 14 أكتوبر
تعز.. إعادة تموضع المرتزقة
الضبط المروري.. البندقية في ميدان الثقافة
معركة تحرير مأرب .. كيف تسحب نفسها على الأوضاع في الجنوب المحتل؟
فرقاء الارتزاق في المدينة والساحل
مركزية البحر الأحمر فيما تسمى «استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي»
المشهد في تعز الحرة والمحتلة
المناورة الأمريكية والقلق الصهيوني
أمريكا اللاتينية تنتصر لليسار
التمدين الإمبريالي!
العقيدة السياسية لكوريا الديمقراطية
القلق الصهيوني من اليمن
11 فبراير الثورة والانتكاسة!
نهضة السيد حسين الحوثي وحروب صعدة
في تحليل مضمون لقاء محمد بن سلمان مع صحيفة «أتلانتك».. «أنا» الحداثة المتضخمة والزائفة
مهمة الثورة الملحة.. إجراء التحولات الاجتماعية الاقتصادية في البلد
محور «طهران - موسكو» الأوراسي
الأزمة المالية في الولايات المتحدة حاضر ومستقبل الدولار
المارينز الأمريكي وصراع الطاقة والجغرافيا في اليمن
الجمهورية الجديدة التي نريد
القضية الوطنية في تجربة ثورة 14 أكتوبر المجيدة
العملية التحذيرية في «ميناء الضبة»
قمـة الجزائر.. الأوضاع العربية في ظروف تشكل النظام العالمي الجديد
السياسة العدوانية السعودية تجاه اليمن .. بناءً على العوامل الجغرافية السياسية
ألاعيب المؤتمرات الدستورية البريطانية لعرقلة استقلال الجنوب
تطورات الأوضاع فـي حضرموت..تقدير موقف
مستجدات التطبيع السعودي ـ الصهيوني
احتدام التنافس الإماراتي السعودي في جنوب اليمن .. احتمالات الصدام
مبادرة السلام الصينية والتعددية القطبية
المُصالحة الإيرانية السعودية..طبيعتها وتأثيراتها على اليمن
مفهوم الصحافة لدى الخيواني
المناورات البحرية (الإيرانية الروسية الصينية) طبيعتها ودلالاتها
مستجدات الحراك الروسي الصيني
تجربة الهدنة خلال عام
قمح الجوف و «قانون القيمة»
اشتداد أزمة الديون الأمريكية وتداعياتها
طبيعة الأزمة الاقتصادية للحكومة العميلة ومآلاتها
التحالف البحري الإيراني الخليجي هل يصبح واقعاً ؟
الصناعة واتحاد الغرف أنموذجا
امتداد لمخطط استعماري بريطاني قديم .. سلخ حضرموت والأطماع السعودية
الخلافات الإماراتية السعودية وتداعياتها على اليمن
تقدير موقف .. الصراع التنافسي بين الخونة في باب المندب ومآلاته
التحركات الأمريكية الأخيرة في اليمن.. أبعادها ومآلاتها
تعزيز الأسطول الخامس الأمريكي.. السياق والأهداف والتداعيات
التغيير الجذري من منظور اقتصادي اجتماعي
ثورة 26 سبتمبر الحدث الأهم فـي تاريخ اليمن الحديث
طوفان الأقصى دلالات العملية ومعادلة الصراع
المآلات المحتملة لمعركة «طوفان الأقصى»
تجربة الإصلاح الصحي في محافظة تعز
المقاربة الغربية للمشاركة اليمنية فـي «طوفان الأقصى»
تداعیات الحصار الیمني على كيان الاحتلال
انسداد الآفاق الاستراتيجية للحكومة الصهيونية
العملية الصهيونية المحتملة في رفح طبيعتها وتداعياتها
الأزمة الجذرية للكيان الصهيوني بعد «طوفان الأقصى»
الممر الاقتصادي الهندي الخليجي الصهيوني الأوروبي
اتجاهات الرأي العام الأمريكي المساندة للقضية الفلسطينية
العلاقات الصينية - «الإسرائيلية» ومـوقـف بكـين من القضية الفلسطينيـة
مشروع «ميناء غزة» الأمريكي .. طبيعته ومخاطره
استراتيجية الرد الإيرانية
الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين:ما تفعله اليمن في مواجهة الهيمنة الغربية مقدمة حقيقية لتحرير فلسطين
الإمبريالية الفرنسية في البحر الأحمر!
عن ضرورة المصالحة الوطنية وبناء دولة لكل اليمنيين
عن الحرية والنقد والمعارضة والقمع والأمن
تأثير رحيل الرئيس الإيراني على السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية
الجولة الجديدة من الحرب الاقتصادية على اليمن
حل التناقض بين مواجهة الإمبريالية وتبني النيوليبرالية
الجولة الجديدة من الحرب الاقتصادية على اليمن
حول التغيير الجذري وطبيعة ومهام الحكومة الجديدة
إصلاح التعليم في اليمن ضرورة على طريق التغييرات الجذرية
وضع القوى العاملة في اليمن ضرورة إصلاحها على طريق التغييرات الجذرية
حول المسألة النقابية في اليمن دور النقابات في تحقيق التغييرات الجذرية المُعلنة
21 أيلول.. إبداع شعبي خلاق (*)
مسألة الاستثمارات ودعم القطاع الخاص في اليمن .. أهمية الاستثمار الحقيقي في النمو الاقتصادي
الموقف الشيوعي العالمي من اغتيال نصر الله والعدوان على لبنان
من اغتيال نصر الله إلى الـرد الإيرانـي .. تطورات الأحداث والسيناريوهات المستقبلية
سيناريوهات التصعيد فـي المنطقة وأثرها على اليمن
تأثير عودة ترامب على الوضع في المنطقة
مشكلة الفوضى في الإنتاج الزراعي في اليمن وسبل معالجتها
ماذا وراء «تكتل عدن السياسي» العدواني؟!
ماذا يحدث في سوريا؟!
كيف أُسقطت سورية؟ وما هو مستقبلها؟
أحدث التعليقات
وائل العبسي على بندقية أبي جبريل.. العمود الفقري لمستضعَفي العالم.. كُش ملك..كُش أمريكا
خليل القاعدي على السيد نصر الله «لمحاربة المثلية»
خليل القاعدي على عن شعب كُتب له أن ينتصر
Fuad alwgeeh على الشيباني من «مقهوي مغمور» في الجهاز المركزي إلى طاغية في الشمايتين
سهام ابل على 16 مليون آسيوي.. قنبلة ديموغرافية تهدد هوية دوله.. خليج الهنود والبنغال
Fatima على أيها الشركاء لا تأكلوا الثوم بفم شركائكم!
Shawqi Abdullah Abdul Karim Al-Rumaima على حل سحري..!
عبدالله ضيف كتيبة على كنتم
mohammed houssen على خطر الهدنة أكبر من الحرب!
نجاح محمد علي على حق التسليم لله
الحسين مشعل الثورة الإنسانية
- أنس القاضي الأحد , 22 أغـسـطـس , 2021 الساعة 8:04:06 PM
- 0 تعليقات
أنس القاضي / لا ميديا -
كاد إسلام محمد يتبدد لولا أن قام الحسين ثائراً ضد يزيد، ثائراً ضد النفاق، ضد تحريف الرسالة... وكادت الثورة أن تمسي سُبة في التراث العربي وغريبة في حياة المسلمين لولا أن ثار الحسين بجموع الصادقين.
أعلن بيان الثورة من عند ضريح رسول الله، رافضاً تقديم البيعة ليزيد بن معاوية، ثم توجه نحو مكة. لم تكن رسائل أهل الكوفة هي التي دفعت الحسين للخروج بالثورة، بل المبدئية والتسليم لله ورسوله، واحتكاما للعقل، حين قدر أن الوقت آن للخروج. وقبل الخروج بالثورة لم يكن الحسين مستكيناً، بل قائماً بالتعليم والدعوة الإسلامية محافظاً على الإسلام الأصيل الذي كان عليه جده رسول الله ووالداه وشقيقه، عليهم السلام آجميعن.
منذ ترسخ حكم بني أمية، وعقب استشهاد الإمام علي والإمام الحسن (عليهما السلام)، ساد في المجتمع الإسلامي الفتور عن القيام بالمسؤوليات العامة، انشغل أكثرية المسلمين بالحياة اليومية وطغت اهتماماتهم المعيشية على حساب القيم والمبادئ والتعاليم الإسلامية.
كان الواقع الثقافي الاجتماعي الذي يتصف بالاستكانة والخنوع، وغياب قول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحاجة إلى هزة ثورية تعيده إلى الحياة من جديد، فكانت ثورة الحسين وكان استشهاده.
طيلة حكم بني أمية جرت عملية تحريف وتجريف للمفاهيم والقيم الإسلامية التي جاء بها رسول الله، وأشرقت بها رسالته الإلهية. كان أتباع بني أمية من رجال الدين المنافقين، يروجون لدين جديد يلبي مصالح بني أمية وحلفائهم من المترفين والمُستغِلين. وباسم رسول الله، كان يجري تحريف مضامين الدين الإسلامي ورواية أحاديث كاذبة منسوبة إلى رسول الله، وهي أحاديث تتناقض مع جوهر الرسالة الإسلامية، وتحض على العودة إلى الجاهلية وتُعيد الناس للطاغوت الذي يُعد شركاً بالله.
ومن هذه الأحاديث المكذوبة على رسول الله، حديث مضمونه يلزم المسلم "طاعة الأمير ولو جلد ظهره وأخذ ماله، ولو كان عبداً حبشياً رأسه زبيبة"، وهذا الحديث المختلق مناقض لتحررية الإسلام وعدالته.
في مواجهة ذلك الوضع الإسلامي المشوه، ثار الإمام الحسين، ليعيد إشراق الإسلام، ويعيد إلى حياة المسلمين قيم الحق والعدل والحرية والمساواة، فقبل خروجه من المدينة أطلق الإمام الحسين بيانه الثوري قائلا: "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين".
رفض الإمام الحسين كل من أشار عليه بعدم الخروج من مكة إلى العراق، سواء بدعوة الشفقة والمحبة له، أم بالترهيب، أم انتظار الأمور حتى تتبين. وكان كل من يصادف الحسين يقول له الحقيقة في العراق: قلوب الناس معك وسيوفهم مع يزيد!
إصرار الحسين (عليه السلام) على الخروج لم يكن مغامرةً، بل كان موقفاً راسخاً قد اتخذه ولا تراجع عنه، من أجل إيقاد الجماهير الإسلامية لرفض تحريف الإسلام ورفض واقع العبودية، ومن أجل إحياء المسؤوليات العامة لدى المسلمين، وفي مقدمتها الجهاد في سبيل الله ضد الظلم والطغيان ولنصرة المستضعفين.
وقد لخص الإمام الحسين موقفه هذا قائلا: "إن كان دين محمد لا يستقيم إلّا بقتلي فيا سيوف خذيني".
أثبت الإمام الحسين (عليه السلام) في ميدان كربلاء صموداً وثباتاً على الحق رافضاً عروض يزيد التي جاء بها ابن زياد، رغم معرفة الإمام الحسين بفارق الموازين بين صحبه وجيش يزيد، إلا أنه لم يتراجع عن قرار الثورة الذي اتخذه، فترك لأصحابه الخيار بين التفرق عنه أو القتال معه، لأنهم ثبتوا معه، وخطب الحسين في عاشوراً رافضاً عرض يزيد، قائلاً: "ألا وإنّ الدعي بن الدعي قدْ ركز بين اثنتين، بين السلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحُجور طابت وحجور طهرت، وأُنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام".
استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء وقتل آل بيته وسبي من تبقى منهم، مثلت هذه الواقعة فاجعة في الوسط الإسلامي. باستشهاده خسر المسلمون قائداً وهادياً عظيما من آل بيت رسول الله، فقدٌ لا يعوض.
برغم فاجعة كربلاء إلا أن دم الحسين انتصر في النهاية، ومشروعه هو الذي بقي وتخلد، أثمرت شهادة الإمام الحسين حينها إيقاظ جموع المسلمين، وخلق موقف من الحكم الأموي الذي ملأه الظلم والفسق والفساد.
بعد استشهاد الإمام الحسين، قامت الكثير من التمردات والثورات مستهدية بالنهج الحسيني ضد ظلم دولة بني امية. وحتى العصر الراهن لا يزال الإمام الحسين منارة ورمزاً ثورياً عالمياً يستلهم الأحرار والثوار من شخصيته المبدئية والشجاعة والفداء وعدم مهادنة الظلم ورفض القهر والاستعباد.
الحسين.. الرمز الثوري
"إننا في زمان كثير الفروع وفي كل فرع لنا كربلاء". بهذه الكلمات يعكس الشاعر العراقي المناضل مظفر النواب مسألة جوهرية في الشعر العربي الحديث، وهي تحول الحسين إلى رمز، وتجاوز دلالة الحسين للواقعة التاريخية المعروفة لتستوعب كل واقعة جديدة تتماثل مع واقعة كربلاء.
تعد شخصية الإمام الحسين من أبرز الشخصيات الحاضرة في الأدب العربي. كان حضور الحسين في الشعر العربي القديم يقتصر على الرثاء والحزن وتذكر الحادثة التاريخية ذاتها، إلا أنه تطور بعد ذلك.
في الشعر العربي الحديث الذي كتب منذ خمسينيات القرن الماضي يحضر الحسين كرمز أسطوري.
انفتحت دلالة رمز الحسين في الشعر الحديث لتشمل قيم الحق والعدل وكل مضطهد وثائر ومقاوم، شخصاً كان أم بلداً. وجرى إعادة صياغة الحادثة التاريخية بأكثر من صورة لتعبر عن مواقف ووجدان وهموم الشاعر والمجتمع في العصر الحديث.
استطاع الشاعر العربي الحديث أن يوظف الطاقات الكامنة في رمزية شخصية الحسين التي تحظى بتعاطف إنساني وديني واسع في أوساط المجتمع العربي والإسلامي. وبات الحسين سلاحا للشاعر العربي الذي يعيد صياغه مأساة الحسين وكربلاء وطغيان يزيد كلما أراد نقد حكم الطغيان والاستبداد في واقعه.
تطلع الإنسان المعاصر إلى الثورة والتغيير، وانتكاس التجارب الثورية، جعله يعود إلى حادثة كربلاء التي باتت توازي حلم الانتقال إلى دولة الحق والعدل والرخاء والحرية، الحلم الذي حطمه يزيد ولايزال يحطمه اليوم حكم الاستعمار والطغيان والاستبداد في الواقع العربي.
فالحسين هو الثورة المستمرة عبر العصور، ورأس الثورة هو رأس الحسين يحمله الثوار المستعدون للتضحية في كل مكان، وفي ذلك يقول الشاعر البحريني قاسم حداد:
نسير ونعرف كيف نشق التراب ونبذر داخله
كيف نحز الرؤوس ونزرعها عبر كل العصور
فنحن الحسين المسافر من كربلاء
ورأس الحسين الممزق بين دمشق وبين الخليج!
المصدر أنس القاضي
زيارة جميع مقالات: أنس القاضي