أنس القاضي

أنس القاضي / لا ميديا -

يعمل مرتزقة العدوان على صناعة «تحالف سياسي» موازٍ لتحالف صنعاء، يُعيدون به إنتاج أنفسهم، ويسوقونه أمام العالم كتحالف سياسي مساند للحكومة العميلة. إلَّا أنه تحالف ميت منذ ولادته في مؤتمر الرياض بداية العدوان 2015، فليس تحالفاً جديدا بل بعثاً لمسخ قديم، تحالف يفقد اليوم شروط مقدرته على أن يولد حياً! فإذا كان هناك في السابق لدى الجماهير اليمنية موقف ضبابي حول طبيعة العدوان وأوهام حول مقدرته على الانتصار خلال أشهر يجعل البعض يؤيده، إلَّا أنه بعد أربعة أعوام من الإجرام العدواني والفشل، بعد هذه الأعوام يفقد العدوان مؤيديه، وهذا الأمر يجعل أي تحالف سياسي جديد مساند للعدوان من القوى القديمة ذاتها، يجعله فاشلاً، فلا يمكن لأي تحالف سياسي اليوم أن ينجح وينتصر بدون أن يكون له قواعد حاشدة مؤيدة وبدون أن يكون متوافقاً مع سير مجريات الواقع، فكيف به إذ كان متصادماً مع الواقع؟!
يُعد هذا التحالف رد فعل مضاد رديئاً على الانتخابات والفعاليات الحزبية التي تقام في العاصمة الجمهورية صنعاء، كما يحاول المرتزقة التغطية على حقيقة أنهم فصائل سياسية وعسكرية عميلة يقاتل بعضها بعضاً دون قضية أو مشروع موحد ووطني، وكذلك التغطية على وجود قوات إماراتية في الجنوب، وسعودية في حضرموت والمهرة، وإظهار الصراع لأنه بين ثنائية "الشرعية والانقلاب"، وهي الثنائية الزائفة، فما يحدث في اليمن هو حرب عالمية على شعب، يتضح ذلك بالنظر إلى تعداد وقوة الدول المشاركة في العدوان. 
يهدف هذا التحالف -كما رُسم له- إلى وضع قوى صنعاء في عزلة، وتشكيل حصار اجتماعي وسياسي دولياً ومحلياً بتعزيز النشاط السياسي المعادي لحلف صنعاء المقاوم للعدوان، وبتحريك القواعد في أعمال مساندة لمرتزقة كحاضنة اجتماعية، وكذلك تحريك القواعد في مناطق سلطة حكومة الإنقاذ.
كما يحاول هذا التحالف تقديم صورة بأن كل فئات وأحزاب اليمن ترفض الانقلاب، في رد على سلطة صنعاء التي تؤكد أن كل القوى السياسية وفئات المجتمع ضد العدوان، وهذا أمر يثبته الوقع. كما يُخطط له أيضاً أن يلعب الدور المساند لبرلمان سيئون، داعماً لأي قرارات يُصدرها تمس السيادة الوطنية، وإظهار أن هذه القرارات نابعة من حاجة الشعب، وأن هناك توافقاً عليها. 
وصحيح أن أحزاب المرتزقة وصلت لنتيجة مفادها أن تفككها وتقاتلها يعطي تحالف صنعاء القوة والمتانة المتعاظمة -خاصة من وأد فتنة ديسمبر 2017 وأنها بحاجة إلى تحالف موازٍ، إلَّا أن تغيير هذه الحالة ليس بأيديهم، فهذه القوى العميلة لا تستطيع أن تتفق وتوحد نشاطها لعوامل ذاتية عديدة، تجعلها عاجزة عن صياغة تحالف سياسي يكون موازياً للتحالف قوى الشعب ومكوناته الوطنية وقبائله الأبية؛ التحالف الذي نشأ من واقع مواجهة العدوان لا من كواليس ومنصات المؤتمرات السياسية الممولة من قبل الدول الأجنبية.

أترك تعليقاً

التعليقات