أنس القاضي

أنس القاضي / لا ميديا -

كان د. ياسين سعيد نُعمان أول السياسيين اليمنيين الذين بشروا بالتدخل الأجنبي على اليمن، ودافع بشراسة عن ضرورة وضع اليمن وشخصيات يمنية تحت الفصل السابع. القراءة الأولية لكتاب "عبور المضيق" حين صدوره 2014م، كانت توصلنا إلى استفهامات عن سر دفاع الرجل عن الامبريالية الغربية التي يُغطي عليها بمصطلح "المجتمع الدولي". وجاء العدوان ليؤكد الشكوك ويظهر ما كان خفياً؛ فطوال 4 سنوات نطق ياسين عدواناً.. وتصريح السفير البريطاني مؤخراً "الحل في اليمن سياسي، ولكن يجب إخضاع أنصار الله عسكرياً قبل ذلك"، هو ذات المنطق الذي تحدث به ياسين (سفير هادي في بريطانيا) منذ بداية العدوان! 
في كتابة "عبور المضيق"، وقبل التمهيد لقبول القرار الأممي والعدوان على اليمن، عمل ياسين على نفي وجود الوطن اليمني، حيث كرر في أكثر من مقطع بأن "اليمن بلد فشل أبناؤه في تحويله إلى وطن"، وحسب تعبيره: "آباؤنا وهبونا بلداً -جغرافيا- نعيش عليه وننتمي إليه. أما تحويله إلى وطن فقد بقي مهمة نتوارثها". وما هي الطريقة؟ إنهاء التدخل الأجنبي؛ فالبلد سيتحول إلى وطن حين تنتفي عنه السيادة، ويصبح شبه دولة ملحقة بنظام العولمة الغربي! 
بشَّر ياسين بمجيء الأجنبي ليواجه "من يتربص شراً بالمستقبل اليمني" من أبنائها، في انقلاب لما تعارفت عليه البشرية من أن الشعب يتصدى لمن يتربص بمستقبل بلده من الغزاة الأجانب ومن قوى الاستبداد المحلية، فوفق تعبير ياسين نعمان "المجتمع الدولي ليس شراً". 
دافع ياسين عن القرار الدولي 2140 للعام 2014م بشأن معرقلي العملية السياسية في اليمن، مُستنكراً اعتباره "مفاجأة"، وأنه ليس هناك "مقدمات لصدوره"، واستنكر من يعتبرون القرار انتهاكاً للسيادة، مفترضاً أن "البلد لم يكن انتهاك السيادة مشكلته في يوم من الأيام"، بل مشكلته مع "سادة النفوذ الذين رهنوه"، وهو إذ يعتبر المشكلة قوى الاستبداد، يتجاهل أن قوى الاستبداد هذه إنما هي ركائز محلية وأدوات للمهين الأجنبي تاريخياً، المعتدي اليوم. 
دافع ياسين عن فكرة قصور الشعب اليمني، وضرورة أن يخضع للوصاية الأبوية البريطانية الأمريكية الخليجية، ففي محضر التمهيد للتدخل الأجنبي والقبول به قال: "القرار لم يقُل بوضوح من هم المعرقلون؛ ولكنه أخضع الجميع للرقابة. هذا الإجراء بحد ذاته يحمل دلالة ذات مغزى كبير بشأن تقييم المجتمع الدولي للمنظومة السياسية اليمنية بأكملها... كان اليمن سيشهد في كل الأحوال قراراً كهذا منذ بدأت مؤشرات فشل "الدولة". 
وفي موضع آخر، يبرر ياسين العدوان والتدخلات الأجنبية بزعم أن خطرها يتهدد شخوصاً، وليس الوطن ككل: "الذين أوصلوا بلدانهم إلى هذا الوضع، غالباً ما يرتفع صراخهم بالرفض، حرصاً على السيادة كما يزعمون. فهم لن يجدوا ما يدرؤون به الخطر القادم نحوهم سوى الحديث عن السيادة المنتهكة". وبعد 4 أعوام من العدوان والإجرام والاحتلال، مازال ياسين يدافع عن ذات الأفكار!

أترك تعليقاً

التعليقات