تحالف إنساني
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
تحالف محاور المقاومة العربية الإسلامية وروسيا تحالف إنساني ضد الغطرسة والهيمنة الأمريكية والاحتكارات الغربية الإمبريالية المتوحشة، ضد سماسرة الناتو تجار الحروب ومرتزقة المافيا والإعصارات الفاشلة وطواحين الهواء الوهمية والقتل بالهوية والتآمر والتمزقات والاضطرابات الداخلية في كل بلد على حدة.
تحالف يقاوم ويدين ويحاكم ما كان مألوفا وسائداً في اضطهاداتنا العامة والخاصة وتقاسم النفوذ والثروات والمواقع والموت المجاني ومشواره الموجع والالتحاق والتبعية للعالم المأزوم ومتاهات التأمل والانتظار. تحالفات آتية إلينا لا محالة، لأنها تنطوي على شمولية المأزق والالتباس، لأنها إنسانية في جوهرها وأممية في مداها، لأنها ضد من يريدون للناس أن يعيشوا بلا إنسانية ولا كرامة، أن يعيشوا تحت الوصاية الأمريكية والالتفاف والتدجين.
تحالف يحشد كل القوى الراغبة في تحقيق التغيير الجذري والانطلاق بعيداً عن التبعية والتخلف والاستقلال وحالة الهوان والتسليم بالقدر الخاص والتخطيط الذي ترسمه أمريكا وأدواتها في المنطقة.
تحالف يلغي الآلية الوحشية للسوق الرأسمالية والفساد مطلق السراح والفوارق الاجتماعية المتزايدة، ويحقق القوة المقاومة للاحتكارات الإمبريالية والركود والتخلف الاجتماعي، ويحبط مشاريع وهيمنة قوى الإمبريالية العالمية على مقدرات الشعوب، ويهز صورة «إسرائيل» كقوة ردع في كل المواجهات العسكرية والاقتصادية والخروج عن الطاعة الغربية.
تحالف سياسي عسكري اقتصادي يرفض العلاقة القائمة بين عالمين أحدهما قوي والآخر ضعيف، علاقة تزيد الأول قوة وغنى، وتزيد الثاني ضعفاً وفقراً. تحالف إنساني يرفض أن تكون الكلمة العليا للقوة والهيمنة والاحتكارات التي لا تحدث استقرارا في العالم بقدر ما هيأت المناخ العالمي للتطرف والإرهاب.
تحالف بمشروع متكامل تتفرع عنه سوق مشتركة وتخطيط إنساني عادل لإنهاء استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وإعادة الترتيب الإنساني لمستقبل قائم على الندية والمساواة الكاملة، ورفض القبول بالدور الأدنى وضمان المصالح المشروعة لكافة الأطراف في العالم تحت شعار التعايش السلمي واحترام مختلف القيم والآراء والمعتقدات التي يؤمن بها كل فرد.
هذا التسامح الإنساني مع مختلف الآراء والمعتقدات أعطى التحالف عمقا ونضجا إنسانيين، وجعله يصنع التاريخ للأجيال القادمة، يصنع القانون الإنساني الذي نريده والأخلاق والقيم والنظام والمستقبل الذي نريده، ويكشف اللعبة الإمبريالية، ويعري أمام الشعوب صورة النظام العالمي الدموي، الذي لم ينجب سوى الدمار والحقد والاحتكارات والحروب الأهلية، نظام طغت فوق سطحه دماء الأبرياء من الشعوب المستضعفة.

أترك تعليقاً

التعليقات